استشهد ثلاثة شبان فلسطينيين فجر اليوم الخميس، خلال اقتحام جديد نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي بمدينة جنين ومخيمها، وذلك في تصعيد إسرائيلي جديد بالضفة الغربية المحتلة.
ووفق مصادر محلية، دارت مواجهات واشتباكات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال التي أطلقت بشكل كثيف الرصاص الحي، ما أدى إلى استشهاد صدقي زكارنة وطارق الدمج وعطا الشلبي.
وفي ردّه الأولي على اقتحامه الجديد فجر الخميس لمدينة جنين، قال جيش الاحتلال إنّ قواته نفذت "أنشطة قرب جنين"، زاعمًا أنه في أحد الاقتحامات لتنفيذ عملية اعتقال، تعرّض جنوده "لاستهداف بالنيران المباشرة، وردوا بإطلاق الأعيرة النارية الحية، ورصد إصابات"، حسب قوله.
واقتحمت قوة كبيرة من قوات الاحتلال مدينة جنين ومخيمها، ترافقها جرافة عسكرية، حيث نشر الاحتلال قناصته على أسطح البنايات المرتفعة، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".
كما أشارت الوكالة، نقلاً عن شهود عيان، أن قوات الاحتلال أطلقت النار بشكل مباشر على سيارة إسعاف، لافتة إلى أن سائقها نجا من موت محقق.
فيديو لقوات الاحتلال أثناء اقتحامها جنين pic.twitter.com/8pT3hW88Ug
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) December 8, 2022
إضراب شامل في جنين
من جهتها، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس عن استهداف قوات الاحتلال في منطقة الهدف بمحيط مخيم جنين بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات المتفجرة، بحسب المركز الفلسطيني للإعلام.
أما كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي فقد أعلنت عن استهدافها القوات الإسرائيلية بصليات كثيفة ومتتالية من الرصاص والعبوات المتفجرة، مؤكدة "تحقيق إصابات مباشرة في صفوف العدو"، بحسب بيان صادر عنها.
في غضون ذلك، أعلنت القوى الوطنية والإسلامية في مدينة جنين اليوم الخميس، الإضراب الشامل تنديدًا بمواصلة جرائم الاحتلال وحدادًا على أرواح الشهداء الذين ارتقوا بعد الاقتحام الإسرائيلي الجديد، داعية المواطنين إلى المشاركة في تشييع جثامين الشهداء.
وانطلقت مسيرة حاشدة من أمام مستشفى ابن سينا، حمل المشاركون فيها جثامين الشهداء، وجابوا شوارع مدينة جنين ومخيمها، ورددوا الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال.
استشهاد شاب فلسطيني برصاص جنود الاحتلال قرب سلواد برام الله#فلسطين pic.twitter.com/zSrK2Qua7y
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 7, 2022
شهيد في رام الله
ومساء الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد الشاب مجاهد محمود حامد (32 عامًا) بعد أن أطلق عليه جنود الاحتلال النار شرقي مدينة رام الله في الضفة الغربية.
ووفق المركز الفلسطيني للإعلام، فقد نفذ الشاب حامد عملية إطلاق نار عبر مركبة باتجاه موقع عسكري لقوات الاحتلال قرب مستوطنة "عوفرا" شرقي رام الله.
وتعليقًا على استشهاد الشاب مجاهد حامد، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس": "إنّ تصاعد وتيرة جرائم الاحتلال في أرضنا المحتلة، وبحقّ قدسنا وأسرانا، واستباحة الاحتلال دماء أبنائنا وشبابنا سيقابلها توسيع دائرة المقاومة وتصعيدها، والردّ على كل الجرائم بالوسائل المتاحة كافة".
وأضافت الحركة في بيان: "على العدو أن يدرك أنه يواجه جيلاً من الثوار الأبطال تربوا على الإقدام والبسالة، وأنّ الاستمرار في الجرائم بحقّ شعبنا لن يجعله يتراجع عن طريقه، بل سيقصّر عمر الاحتلال ويعجّل اندحاره وتحقيق آمال شعبنا في الحرية، وستبقى أيدي مقاومينا ضاغطة على الزناد مهما طال الزمن".
وبارتقاء الشهداء الثلاثة في جنين ومخيمها يرتفع عدد الشهداء منذ بداية العام الجاري إلى 216 شهيدًا، بينهم 164 في الضفة الغربية، و52 في قطاع غزة.