الخميس 12 ديسمبر / December 2024
Close

تصعيد دبلوماسي متبادل بين موسكو وكييف.. هل تندلع الحرب؟

تصعيد دبلوماسي متبادل بين موسكو وكييف.. هل تندلع الحرب؟

شارك القصة

أوكرانيا
تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بعد اعتقال الأمن الروسي القنصل العام الأوكراني بدعوى التجسس
الخط
تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بعد اعتقال الأمن الروسي القنصل العام الأوكراني بدعوى التجسس، في خطوة قرئت في كييف بوصفها استفزازًا آخر يُضاف إلى الحشد العسكري.

لا تحمل الأزمة المتواصلة على الحدود الأوكرانية الروسية بوادر انفراج حقيقيّة؛ بقدر ما تنذر مؤشراتها بتصعيد يبدو مفتوحًا على المجهول.

فعلى المستوى الدبلوماسي، تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بعد اعتقال الأمن الروسي القنصل العام الأوكراني بدعوى التجسس، في خطوة قرئت في كييف بوصفها استفزازًا آخر، يُضاف إلى الحشد الروسي العسكري الكبير الرابض على الحدود.

من باريس وبرلين، جاءت الدعوات لموسكو لسحب تلك القوات تزامنًا مع دعوة الرئيس الأوكراني للعاصمتين للوساطة من أجل نزع فتيل هذا التوتر، علمًا أنّ روسيا وأوكرانيا على خلاف منذ وصول القوى الموالية للغرب إلى السلطة في كييف عام 2014.

وتلا ذلك ضمّ موسكو لشبه جزيرة القرم، وحرب بين قوات كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق، أسفرت عن مقتل أكثر من 13 ألف شخص، في صراع تجدّد مطلع هذا العام؛ مخلّفًا عشرات القتلى، فيما اتهمت كييف روسيا بأنها تسعى إلى "تدمير" الدولة الأوكرانية.

إزاء ذلك، تُطرَح تساؤلات حول دلالات هذا التصعيد الدبلوماسي بين موسكو وكييف، وما إذا كان ردًا روسيًا على محاولة أوكرانيا لحشد تأييد دولي لها في مواجهة الروس، وقبل هذا وذاك، تساؤل عن أي الخيارين الأقرب للواقع: اندلاع الحرب أم العودة للهدنة.

موسكو تحاول جرّ كييف للسيناريو الجورجي

يوضح الأكاديمي والمحلل السياسي خليل عزيمة أنّ عملية التصعيد انتقلت من تصعيد عسكري على الحدود إلى التصعيد الدبلوماسي، مشيرًا إلى أنّ الرد الأوكراني على طرد القنصل العام لم يتأخر، حيث طُلِب من دبلوماسي كبير في سفارة موسكو في كييف؛ المغادرة أيضًا خلال 72 ساعة.

ويعتبر عزيمة، في حديث إلى "العربي"، أنّ التطورات الأخيرة في التصعيد اتخذت منحى آخر تمامًا عن المنحى الكلاسيكي العسكري الذي شاهدناه على الحدود، معربًا عن اعتقاده بأنّ "هذه العملية ستتطور في التصعيد الدبلوماسي، وسنرى أيضًا الطلب من المزيد من الدبلوماسيين من الجهتين بالمغادرة".

ويرى أنّ الاستفزازات الروسية على الحدود هي "محاولة لجرّ أوكرانيا للوقوع في السيناريو الجورجي نفسه"، شارحًا أنّ "روسيا من خلال هذا التصعيد تستفز كييف للقيام بعملية عسكرية شاملة". لكنّه يلفت إلى أنّ أوكرانيا تؤكد، من خلال تصريحات مسؤوليها وبيان وزارة الدفاع، أنّها لن تقوم بأي عمل عسكري.

محاولة ضغط روسية "للتخويف"

من جهته، يعتبر مدير مركز التحليل السياسي العسكري في معهد هادسون ريتشارد ويتز أنّ روسيا تعمد لزيادة التوترات "من أجل الحصول على فوائد تكتيكية"، مشيرًا إلى أنّ ما يحدث هو "محاولة ضغط للتخويف".

ويلفت ويتز، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ الولايات المتحدة اتخذت الخطوات التي يجب أن تقوم بها بما في ذلك إرسال تحذيرات لموسكو والتنسيق مع المسؤولين الأوروبيين، مضيفًا أنّ "آخر جولة من العقوبات التي فرِضت على روسيا؛ تُظهِر بأنّ الولايات المتحدة وحلفاءها متّحِدون في دعم أوكرانيا وأنّ موسكو لن تحقق الفوائد التي تسعى لجنيها".

ويشدّد على أنّ التزام الولايات المتحدة باستقلال وسيادة أوكرانيا التزام قوي، فهي توفر لقادتها مساعدة عسكرية وغيرها من المساعدات، وأبلغت روسيا رفضها ضمّ شبه جزيرة القرم.

وإذ يلفت إلى اتخاذ إجراءات قاسية ضدّ روسيا، يتحدّث عن سياسة "مزدوجة" على هذا الصعيد، "إذ نتعاون مع الروس حيث نستطيع ونختلف معهم حيث يجب أن نختلف"، واضعًا القمّة التي دعت إليها الولايات المتحدة مع روسيا في هذا الإطار، ولا سيّما من حيث "التعاون في ملفات إيران وكوريا الشمالية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي