Skip to main content

تعبئة عسكرية و"طوارئ" في أوكرانيا.. متى تطبق العقوبات على روسيا؟

الأربعاء 23 فبراير 2022

صوّت البرلمان الأوكراني اليوم الأربعاء، على الموافقة في القراءة الأولى على مشروع قانون يعطي الأوكرانيين الحق في حمل أسلحة نارية والتصرف دفاعًا عن أنفسهم، فيما دعا مجلس الأمن القومي الأوكراني إلى إعلان حالة الطوارئ.

وجاءت تلك التطورات بعد أنّ دعت أوكرانيا إلى تعبئة جنود الاحتياط وحضّت مواطنيها على مغادرة روسيا في ظل تفاقم المخاوف من غزو روسي وشيك وإصرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مطالبه رغم العقوبات الغربية.

إعلان حالة الطوارئ

وفي التفاصيل، فقد دعا مجلس الأمن إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد وسط مخاوف من عملية عسكرية روسية واسعة النطاق ضد البلاد.

وقال وزير الأمن والدفاع الوطني أوليكسي دانيلوف بعد اجتماع هذه الهيئة: "ينبغي للبرلمان الأوكراني أن يصادق على هذا القرار في غضون 48 ساعة".

وإذا أقرّت، ستطبق حالة الطوارئ على كل أنحاء أوكرانيا باستثناء المنطقتين الانفصاليتين الشرقيتين المدعومتين من روسيا حيث اندلع تمرد دامٍ أودى بحياة أكثر من 14 ألف شخص منذ عام 2014.

وأوضح دانيلوف أنّ كل منطقة من مناطق أوكرانيا ستكون قادرة على اختيار الإجراءات التي سيتم تطبيقها "اعتمادًا على ضرورتها".

ولفت إلى أنّ الإجراءات "قد تشمل تعليق أنواع معينة من وسائل النقل وزيادة عمليات تفتيش المركبات ومطالبة الناس بإبراز أوراق ثبوتية" واصفًا ذلك بأنه إجراء "وقائي".

السماح للمواطنين بحمل السلاح

وبالنسبة إلى مشروع قانون يسمح لحمل السلاح من قبل المواطنين الأوكرانيين، فقد قال واضعو مشروع القانون: إنّ "اعتماد هذا القانون يصب بالكامل في مصالح الدولة والمجتمع"، مضيفين أنه ضروري بسبب "التهديدات والمخاطر القائمة على مواطني أوكرانيا".

وظهرت واحدة من أسوأ الأزمات الأمنية في أوروبا، بعد اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا اللتين أعلنتا استقلالًا من طرف واحد، وأمر بنشر قواته هناك.

ودعت أوكرانيا مواطنيها إلى مغادرة روسيا الأربعاء، حيث وصف مراسل "العربي" من كييف هذه الخطوة بـ"الرمزية"، ولا سيما أن أمنهم ليس معرضًا للخطر من الجانب الروسي، وهم يقيمون بشكل منتظم في موسكو.

عقوبات أوروبا ستدخل حيّز التنفيذ

على الضفة الأخرى، أعلن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية الأربعاء، أن حزمة العقوبات التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي ضد موسكو بعد إقرارها باستقلال ما يعرف بـ"جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك" غير المعترف بهما دوليًا، ستدخل حيز التنفيذ مساء الأربعاء أو الخميس.

وأوضح كليمان بون لإذاعة "فرانس إنتر": "كانت هناك ردود فعل سريعة جدًا من الأوروبيين بالتنسيق مع الأميركيين والبريطانيين. هذه العقوبات ستدخل حيز التنفيذ مساء اليوم على الأرجح أو غدًا على أكثر تقدير".

وتشمل الحزمة الأولى من العقوبات التي قد "تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك"، إجراءات مستهدفة خصوصًا ضد النواب الروس الذين صوتوا لصالح الاعتراف باستقلال الانفصاليين، وإجراءات اقتصادية ضد المصارف الروسية.

وأكد بون أن "الدولة الروسية والمصارف الروسية لن تكون قادرة بعد الآن على تمويل نفسها من خلال الأسواق الأوروبية".

تعليق خط "نورد ستريم 2"

من جانبها، قررت ألمانيا تعليق تشغيل خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2، وعن هذا الإجراء قال بون: "أن يتّخذ الألمان قرارًا مماثلاً في موضوع مهم مثل توريد الغاز... إنه إشارة وبادرة قوية جدًا".

وأكد أن أوروبا التي تعتمد جزئيًا على الغاز الروسي، لديها أيضًا "مخزونات كافية لتحمل الشتاء".

وأشار إلى أنه من أجل تبرير قراره بانتهاك وحدة أراضي أوكرانيا، ألقى الرئيس الروسي خطابًا كان في أجزاء منه "جنونيًا" ومليئًا بـ "الأكاذيب التاريخية"، مضيفًا: "لقد رفع بلا شك من حدة خطابه ونبرته. الأمر متروك لنا للتكيف والرد بدون أي ضعف".

ولفت مراسل "العربي" إلى أن البرلمان الأوكراني انخرط في حزمة العقوبات الأوروبية، وفرض عقوبات وحظر 351 شخصية روسية، بينهم شخصيات سياسية ورجال أعمال.

"صب الزيت على النار"

بالتوازي مع هذه التطورات، اتهمت الصين اليوم الأربعاء، الولايات المتحدة بتصعيد الأزمة في أوكرانيا، بعد إعلان واشنطن عقوبات على روسيا، عقب اعترافها بالمنطقتين الانفصاليتين.

وقالت هويا تشونيينغ، وهي ناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية أمام الصحافيين: "الولايات المتحدة تواصل بيع أسلحة لأوكرانيا ما يزيد التوترات ويثير هلعًا كما أنها تعبث بجدول حرب".

وأضافت: "السؤال الرئيسي هو ما الدور الذي أدته الولايات المتحدة في التوترات الحالية في أوكرانيا"، موضحة: "صب الزيت على النار واتّهام الآخرين، هو تصرّف غير أخلاقي وغير مسؤول".

من جانب آخر، أدانت رئيسة تايوان الأربعاء روسيا، لإصدارها أوامر بدخول قواتها إلى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في أوكرانيا.

وبلغ الخوف من حدوث تصعيد عسكري على أبواب الاتحاد الأوروبي ذروته منذ اعترف بوتين الإثنين، باستقلال منطقتين انفصاليتين مواليتين لروسيا، كما تصاعد القلق بعد مقتل أحد جنود الجيش الأوكراني.

وتبقى الآمال معلقة على الجهود الدبلوماسية لدرء حرب كبرى بين البلدين، لا سيما أن رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي سيستقبل اليوم نظيريه البولندي والليتواني، وفق "مراسل العربي".

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة