الثلاثاء 7 مايو / مايو 2024

تعهدات طالبان.. هل تنفذ الحركة وعودها أم تسعى فقط لتلميع صورتها؟ 

تعهدات طالبان.. هل تنفذ الحركة وعودها أم تسعى فقط لتلميع صورتها؟ 

Changed

خطاب الطمأنة الذي تنتهجه طالبان بعد سيطرتها على العاصمة كابل لا يهدّئ من روع كل الأفغان الذين يحاول قسم منهم الفرار وسط مخاوف من موجات لجوء كبيرة في الدول المجاورة.

منذ دخول حركة طالبان إلى العاصمة الأفغانية كابل ما زال كل شيء في عيون الأفغان والعالم محل شك. فلا تبدو وعود حركة طالبان بالانفتاح ومراجعة سلوكها السياسي ومواقفها من الحريات مقنعة للكثيرين، في وقت تقف البلاد على أعتاب موجة لجوء واسعة.

وتقول الأمم المتحدة إن من يودون مغادرة أفغانستان مجبرون على البقاء، فلا حدود مفتوحة أمامهم، فيما تشدد منظمة العفو الدولية على أن ظاهر أقوال طالبان لا تعكسها أفعالها المسجلة على الأرض والتي توثق انتهاكات ضد الأقليات. 

ولم يعرف الأفغان الحرب وحدها على مدى عقود بل خبروا معها اللجوء أيضًا. فقد تنقل هؤلاء بين دول الجوار يتعقبهم الفقر والضياع. 

ولا يهدّئ خطاب طمأنة الحركة روع كل الأفغان. ولا يصدق الجميع وعود طالبان بعدم الانتقام. فتصر الحركة على أنها تغيّرت ويصر الكثير من الأفغان على أن لا يقين من حكمها دون الرصاص. 

فمنذ أيام هرب اليائسون نحو مطار كابل حيث تعلّقت أحلام وأجساد الكثيرين بالطائرات الأميركية. في أذهان من تعامل مع القوات الأجنبية أن كل مكان خارج أفغانستان هو بر نجاة، فيغادر الأميركيون ويلحقهم آلاف الأفغان.

وفيما يتهيأ الفارون من بلادهم لإيجاد مسالك للهروب، ترتفع الأصوات على جنبات الحدود الإيرانية والتركية حيث يخشى الأتراك كما الإيرانيون التورط في موجة لجوء ثقيلة الأعباء. 

فلا يخشى الأفغان الفارون بين الجبال إلّا العودة إلى ديارهم، لكن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تقول إن لا مفر للراغبين في المغادرة فلا طرق سالكة، ولا خيار لهم إلّا البقاء ومواجهة الواقع الجديد. 

وتعيش أفغانستان حالة من عدم اليقين، حيث تقمع طالبان صوت الرافضين لها بشراسة في مكان ويحمي حراسها مظاهرة مناهضة لها في مكان آخر. ففي الأقاصي بعيدًا عن كابل، حيث دخلت طالبان وطمأنت بأنها لن تعود لسيرتها الأولى، تقول منظمة العفو الدولية إن طالبان متهمة بإشهار الرصاص في وجه الأقليات. 

الحكم على طالبان من خلال أفعالها

يرى مدير المناصرة في آسيا في منظمة هيومن رايتس ووتش جون سيفتون أن الحكم على طالبان سيكون من خلال أفعالها، ويقول في حديث إلى "العربي" من نيويورك: "لا يمكننا حتى الآن أن نأخذ تعهدات طالبان على محمل الجد، فهناك تقارير عن هجمات نفذتها ضد بعض الأشخاص وغارات على منازل عدد من الصحافيين والعاملين السابقين مع الحكومة". 

ويشير إلى مخاوف على النساء وسط حديث طالبان عن بعض القيود التي قد تُفرض على بعض الحريات. ويضيف: "نحن ننتظر من طالبان أن تثبت ما تتحدث عنه".

ويتابع :"تظهر التقارير أنه في المناطق التي كانت تحت سيطرة طالبان منعت النساء من الدراسة وكان هناط تضييق على الحريات. نحن خائفون على حقوق الإنسان". 

هل تغيّرت طالبان حقًا؟

ويشير رئيس مركز أفغانستان للدراسات والإعلام فضل الهادي وزين، إلى أن حركة طالبان حاولت أن ترسل رسائل للمجتمع الدولي والداخل الأفغاني في محاولة لتجنب الأخطاء التي ارتكبتها عندما كانت تحكم أفغانسان في المرة الأولى.

ويعتبر وزين أن حركة طالبان تفعل كما تقول. ويقول في حديث إلى "العربي"من أنقرة: "نحن ننظر إلى الأفعال فما زالت المرأة الأفغانية حاضرة على الشاشات الفضائية... وطلبت الحركة من جميع الموظفات في الدوائر الحكومية أن يتابعن عملهن وكذلك الطالبات".

ويلفت إلى أن غطاء الرأس للنساء هو من تقاليد المجتمع الأفغاني وليس فرضًا من الحركة. 

في المقابل، يؤكد وزين أن هناك مخاوف تبررها بعض الخروقات لبعض العناصر من الحركة الذين قاموا بتفتيش البيوت، لكنه يعتبر أن السياسة العامة للحركة واضحة.

ما هي احتمالات تغيّر نهج طالبان؟

وحول فرضية تغيّر منهج طالبان، يشير الباحث المتخصص في الجماعات الإسلامية عبد الرحمن الحاج إلى أن تغيّر هذا النوع من الجماعات يكون عسيرًا ومحدودًا لكنه يحصل.

ويقول في حديث إلى " العربي" من اسطنبول: "إنها ليست حركة أيديولوجية بالمعنى التقليدي للكلمة فطالبان مركب جديد لم نراه في العالم العربي أو إيران، فهي تركيبة قبلية بخلفية دينية عابرة للقبلية لكنها ليست سلفية".

ويعتبر أن التغييرات ستأتي نتيجة شعورها أن هناك حاجة لانخراط مع المجتمع الدولي، لكن في حدود احتياجات طالبان. 

كما يرى الحاج أن التقسيمات داخل طالبان ضمن أجنحة متشددة ومعتدلة أمر ضروري، وقد يؤدي اختلاف الآراء إلى انقسام يمكن احتواؤه. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close