عرضت وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمغرب، بقايا عظمية لـ"أسد الأطلس" كان المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، قد أعلن اكتشافها الشهر الماضي، ويعود تاريخها إلى نحو 110 آلاف سنة، وهو الاكتشاف الأول من نوعه في البلاد.
و"أسد الأطلس" الذي يعرف أيضًا بالأسد النوبي، هو إحدى سلالات الأسود التي انقرضت في البرية خلال أوائل القرن العشرين، والتي استوطنت شمال إفريقيا.
وعن اكتشاف بقايا عظمية لتلك الأسود، اعتبر مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث في المغرب، عبد الجليل بوزوكار، أن هذه الخطوة مهمة جدًا من الناحية العلمية، كونها ستساعد على اكتشاف تطور أسود الأطلس، فضلًا عن أن معرفة طبيعة تاريخ تلك الحيوانات تساهم بالحفاظ على ما تبقى منها بشكل أكبر.
ولم يتبق من هذه الفصيلة النادرة من الأسود، إلا 40 أسدًا يحظون ببرنامح خاص للحماية من الانقراض داخل الحديقة الوطنية للحيوانات في الرباط.
"الارتباط الجغرافي"
وقال الباحث في الحضارة المغربية، هشام الأحرش، في حديث إلى "العربي" من الرباط، إن الاكتشاف يساهم في التأكيد بأن هذه الأسود لم تعش على الجبال فحسب، بل بغابات المغرب كذلك، وهذا ما أشار إليه الرحالة التاريخي الشهير "ليون الإفريقي" الذي زار الرباط ما بين أواخر القرن الخامس عشر، وبداية القرن السادس عشر وتحدث عن وجود تلك الأسود بالقرب من الرباط.
وقال وزير الشباب والثقافة والتواصل بالمغرب، المهدي ين سعيد، إن هناك "ارتباطًا كبيرًا بين تلك الأسود وهذه الأرض، وهذا يساعدنا على معرفة طبيعة هذه المنطقة سابقًا، وكذلك هو مدعاة فخر لنا".
وأوضح الأحرش أن ما يميز الاكتشاف الأخير هو التأكيد، على أن هذه الأسود هي ابنة هذه الأرض، وليست أسودًا وافدة.
وأشاد الأحرش، بالجهود التي قامت بها الحديقة الوطنية في الرباط للمحافظة على تلك الأسود، كونها حافظت على هذه السلالة، وضاعفت عددها، وهذا الأمر أخذه على عاتقهم الملوك الذين تعاقبوا على البلاد، من خلال المحافظة على تلك السلالة من الأسود داخل القصور الملكية سابقًا.