الخميس 25 يوليو / يوليو 2024

معرض الرباط الدولي للكتاب يناقش العلاقة بين علم النفس والرواية

معرض الرباط الدولي للكتاب يناقش العلاقة بين علم النفس والرواية

شارك القصة

يشكل معرض الرباط الدولي للكتاب واحدا من أهم الأحداث الثقافية
يشكل معرض الرباط الدولي للكتاب واحدًا من أهم الأحداث الثقافية في البلاد - إكس
ناقش معرض الرباط الدولي للكتاب بنسخته رقم 29 العلاقة بين الرواية وعلم النفس في ندوة تحدثت خلالها 4 شخصيات من بلدان عربية مختلفة.

طرحت الدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط، مجموعة من القضايا والأفكار للنقاش في يومها الأول بمشاركة ضيوف من داخل المغرب، وخارجه كان من أبرزها العلاقة بين (الرواية وعلم النفس) التي جذبت أربعة متحدثين من العراق ومصر والمغرب.

وتناولت الندوة التي أقيمت، مساء الجمعة، بقاعة الحوار ضمن سلسلة لقاءات (الأدب أفقًا للتفكير) العلاقة التبادلية بين الرواية وعلم النفس، وكيف أن فرويد في بداية تأسيسه لعلم النفس الحديث استفاد من الأدب والشخصيات الروائية، مثلما استفادت الروايات من مناهج علم النفس في رسم ملامح الشخصيات وانفعالاتها وتصرفاتها.

علم النفس والرواية

وقالت أسماء علاء الدين، وهي معالجة نفسية مصرية وروائية: إن "الكتابة تؤثر على الإنسان والفرد بشكل ما، فعلم النفس والأدب لهما علاقة وطيدة لأن موضوعهما واحد وهو الإنسان في حد ذاته، وما يدور حوله".

وأضافت في مداخلتها بالندوة أن "الأدب يحاكي الإنسان وما يدور حوله من أحداث، وكذلك علم النفس يبحث في الإنسان وإن كان علم النفس يبحث الإنسان في فرديته".

وأكدت أن "الأدب يضيف الكثير لعلم مهم من العلوم الإنسانية وهو علم النفس، و هذا الأخير يوجد به تخصص في دراسة الأدب وهو علم النفس الأدبي".

من ندوات المعرض
من ندوات المعرض- إكس

من جهته، قال الكاتب والروائي العراقي شاكر الأنباري: إن "العلاقة بين علم النفس والأدب عمومًا علاقة متشابكة جدًا، فالمشترك هو الإنسان، والرواية مادتها الأساسية هي الشخصيات الروائية، وملاحقة هذه الشخصيات تتطلب من أي كاتب أن يكون ملمًا بقراءة انفعالات هذه الشخصيات وتحليل الشخص نفسه، لذلك فالأديب بحاجة لمعرفة دواخل الإنسان".

وقال إنه "لما جاء رواد التحليل النفسي كسيغموند فرويد وكارل يونغ، قاموا بثورة كبيرة ليس في عالم الرواية فحسب بل في الفن عمومًا"، مشيرًا إلى أن كثير من الاتجاهات الفنية في أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى، استوحت نظريات فرويد وأسست تيار اللاوعي مثلا أو التداعي الحر ومدرسة التعليم النفسي.

"قصور في الاستفادة"

لكنه عاد ليقول: إن "على الصعيد العربي نجد أن هناك قصورًا في الاستفادة من علم النفس، لأن هذا الأخير دخل إلى الوسط الفني والثقافي بشكل متأخر بعد الحرب العالمية الثانية، ولم يشع كثيرًا".

أما الكاتب والناقد والأكاديمي المغربي حسن المودن، فاعتبر أن "الانطلاق من الأدب بصفة عامة والرواية بصفة خاصة كان ضروريًا من أجل التأسيس للتحليل النفسي".

واستعرض نصوصًا لعالم النفس فرويد استخلص منها أن "الرواية كانت حاضرة بقوة في دراسات فرويد وفي معجم مصطلحاته، حتى أنه كان يريد أن يكون روائيًا في عصره المتميز بازدهار الرواية". وأضاف: "من الواضح أن فرويد قد استمد مفهوماته النفسية من الأعمال الأدبية ومن الأعمال الروائية".

وتحدث المودن عن نوع من الشبع والكسل بعد فرويد قائلًا: "لم يعد المحلل النفسي والناقد النفسي يعود إلى قراءة الأدب بحثًا عن تصورات ومفهومات نفسية جديدة، بل صار يكتفي بإسقاط مفهومات نفسية جاهزة على كل الأعمال الأدبية".

واختتم مداخلته في الندوة بسؤال عن "كيفية الخروج من هذه الدائرة" معتبرًا أن تطبيق التحليل النفسي على الأدب وصل إلى أفق مسدود. 

تابع القراءة
المصادر:
رويترز
Close