قُتل 40 شخصًا على الأقل وأُصيب أكثر من 100 آخرين مساء الجمعة، في هجوم قال جهاز الأمن الفدرالي الروسي (أف أس بي) إن مسلحين مجهولين قد شنوه داخل قاعة للحفلات في ضاحية موسكو. ولاحقًا، أعلن تنظيم الدولة على حساب تابع له على تطبيق تلغرام مسؤوليته عنه.
وقال الجهاز الأمن الفدرالي الروسي، كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية: إن "الحصيلة الأولية للاعتداء الإرهابي الذي وقع داخل مجمع كروكوس سيتي هول هي حاليًا 40 قتيلًا وأكثر من 100 جريح".
وفي وقت سابق الجمعة، ذكرت أجهزة الإسعاف لوكالة تاس الرسمية أن "مجهولين أطلقوا النار في كروكوس سيتي هول. ويتم إجلاء أشخاص".
من جانبها، أشارت وكالة ريا نوفوستي نقلًا عن مراسلها في المكان إلى سقوط "جرحى" بعد "إطلاق عيارات نارية من سلاح رشاش".
وقال رئيس البلدية: "حصلت مأساة فظيعة اليوم في كروكوس سيتي. أقدم تعازي إلى أقرباء الضحايا"، فيما صرح فلاديمير ليغويدا المتحدث باسم البطريرك كيريل بأن هذا الأخير "يصلي ليرقد الضحايا بسلام".
وإثر إطلاق النار والحريق الداميين، أعلنت لجنة التحقيق الروسية المكلفة بالتحقيقات الجنائية الكبرى في البلاد عبر تلغرام أنها "فتحت تحقيقًا جنائيًا في عمل إرهابي في منطقة موسكو".
"اعتداء إرهابي دام"
وعلى صعيد ردود الفعل، نددت الخارجية الروسية الجمعة بما وصفته بـ"اعتداء إرهابي دام"، وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا على تلغرام: "على المجتمع الدولي برمّته التنديد بهذه الجريمة الفظيعة".
وقدّم البيت الأبيض الجمعة تعازيه إثر سقوط ضحايا في إطلاق نار "مروع" داخل صالة للحفلات الموسيقية في موسكو، لافتاً إلى أنه يحاول الحصول على مزيد من المعلومات.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين: "نبدي تعاطفنا مع ضحايا هذا الهجوم المروع. الصور مروعة ومن الصعب مشاهدتها". لكنه أشار إلى أن "ليس هناك مؤشر حتى الآن إلى أن أوكرانيا، أو أوكرانيين ضالعون في إطلاق النار".
من جانبها، أكدت أوكرانيا أن "ليس لها أي علاقة" بإطلاق النار في موسكو الجمعة، واصفة الواقعة بـ"العمل الإرهابي".
وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك عبر تلغرام: "لنكن واضحين، أوكرانيا ليست لها أي علاقة بهذه الأحداث".
إلى ذلك، نفت مجموعة مؤلفة من مقاتلين روس يحاربون إلى جانب أوكرانيا الجمعة مسؤوليتها عن الهجوم.
وقال "فيلق حرية روسيا" الذي ينتمي مقاتلوه إلى القوات المسلحة الأوكرانية، في بيان: إن "الفيلق ليس في حالة حرب مع الروس المسالمين"، متهمًا قوات الأمن الروسية بالتخطيط للهجوم.
إلى ذلك، أفاد مراسل "العربي" من موسكو، بأن السفارة الأميركية في العاصمة الروسية كانت قد أصدرت تحذيرات مطلع الشهر الحالي للمواطنين الأميركيين بعدم التوجه لأي مراكز تجمعات أو حفلات موسيقية.
وأضاف أن تحذيرات السفارة الأميركية تبعتها تحذيرات أخرى من سفارات دول البلطيق بالمعنى والمضمون ذاته، مشيرًا إلى أن السلطات الروسية قللت من تلك التحذيرات، وقالت حينها إنها محاولة للتشويش على الانتخابات الرئاسية.