Skip to main content

توقيف المتظاهرين المناهضين للحرب في روسيا لم يستثن الأطفال

الأربعاء 2 مارس 2022

نشر سياسي روسي معارض صورًا لأطفال محتجزين في مؤخرة شاحنة للشرطة بعد مشاركتهم في احتجاجات مناهضة للهجوم على أوكرانيا. 

وعلى الرغم من عدم تسامح الكرملين مع المعارضة، تحدى المتظاهرون موسكو وخرجوا إلى الشوارع مخاطرين بالسجن وحتى بتهم الخيانة العظمى.

واحتجزت الشرطة الروسية نحو 7000 شخص حتى الآن في ما يصل إلى 50 مدينة، وفقًا لمنظمة "أو في دي  إنفو" التي تتعقب الاحتجاجات في البلاد.

احتجاز ثلاثة أطفال

وبحسب الصور التي نشرها السياسي المعارض إيليا ياشين يوم الثلاثاء، فإن الأطفال هم من بين الأشخاص الذين أوقفهم الضباط.

وتُظهر الصور ما لا يقل عن ثلاثة أطفال - لا تزيد أعمارهم عن سن المدرسة الابتدائية - يجلسون في مؤخرة سيارة شرطة في موسكو ويحملون الزهور واللافتات. وقال أحد المراسلين: "إنهم ذهبوا لوضع الزهور في السفارة الأوكرانية بالمدينة". 

وتظهر فتاة تحمل لافتة باللغة الروسية تقول "لا للحرب". ورسم حول العبارة أعلام روسية وأوكرانية صغيرة. كما رسم على اللافتة علمان بقلب وردي صغير في رسالة تقول: "روسيا وأوكرانيا يساوي الحب".

وتبدو الفتاة جالسة على كرسي في الجزء الخلفي من سيارة شرطة مع طفلين يجلسان على جانبيها، ويبدو كلاهما هادئين أيضًا.

الأطفال في مركز الشرطة

وشوهد ضباط يرتدون الزي العسكري نفسه في مدن روسية يقومون بقمع المتظاهرين واحتجازهم في شاحنات صغيرة.

وتشير صورة أخرى، تظهر الفتاة ذات السترة الوردية التي ظهرت في السيارة، إلى نقل الأطفال إلى مركز للشرطة. وقد ظهرت جالسة على كرسي بجوار مكتب، حيث تعمل امرأة ترتدي زي الشرطة وقناعًا أمام جهاز كمبيوتر.

وإيليا ياشين هو سياسي سابق مُنع من الترشح لمنصب جديد عام 2021 لأنه وصف بأنه "متطرف" بسبب دعمه لزعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني.

"لا شيء خارج عن المألوف"

ونشر ياشين الصور على وسائل التواصل الاجتماعي ليلة الثلاثاء، وكتب على منصة "فيسبوك": "لا شيء خارجًا عن المألوف: مجرد أطفال في عربات بسبب ملصق مناهض للحرب. هذه هي روسيا بوتين، يا رفاق. أنتم تعيشون هنا". 

واعتبر أن "آلة دعاية الكرملين" ستلقي باللوم على والدي الأطفال، وستطلب من الناس عدم إشراك أطفالهم في السياسة.

"حرب مع الأطفال"

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في تغريدة عبر تويتر، أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حالة حرب مع الأطفال في أوكرانيا، حيث أصابت صواريخه رياض الأطفال ودور الأيتام".

وأضاف: "في روسيا يعاني الأطفال أيضًا، فقد أمضى ديفيد وصوفيا (7 سنوات) وماتفي (9 سنوات) وغوتشا وليزا (11 عامًا) هذه الليلة خلف القضبان في موسكو بسبب ملصقاتهما حول الحرب". وتابع: "هذا هو مدى خوف الرجل". وأرفق كوليبا منشوره بصور للأطفال الروس. 

احتجاجات متجددة

وشهدت سانت بطرسبرغ ليلة أخرى من الاحتجاجات وقمع الشرطة للمظاهرات المناهضة للحرب أمس الثلاثاء.

وذكرت "أو في دي  إنفو" أن الشرطة اعتقلت يوم الأحد وحده 1700 متظاهر في 46 مدينة روسية. وأظهرت صور من موسكو وسانت بطرسبرغ ضابطًا يمسك بالمتظاهرين وينقلهم إلى شاحنات الشرطة.

وبدأت الاحتجاجات ضد الهجوم على أوكرانيا يوم الخميس في روسيا واستمرت يوميًا منذ ذلك الحين، على الرغم من تحرك الشرطة بسرعة لقمع التجمعات.

في المقابل، سعى الكرملين إلى التقليل من أهمية هذه الاحتجاجات، وأصر على أن قسمًا أكبر بكثير من الروس يدعم الهجوم على أوكرانيا.

لكن بعض الشبان ينجحون بالوصول إلى وسائل الإعلام المستقلة ويعبرون عن معارضتهم لهجوم الكرملين، ويخاطرون بالسجن وحتى بتهم الخيانة.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة