الأحد 28 أبريل / أبريل 2024

خوف وألم وموت.. الأطفال ضحايا صراع الكبار على أرض أوكرانيا

خوف وألم وموت.. الأطفال ضحايا صراع الكبار على أرض أوكرانيا

Changed

كاميرا "العربي" توثق أوضاع اللاجئين الأوكران على الحدود البولندية (الصورة: غيتي)
أشار الرئيس الأوكراني إلى أن 16 طفلاً أوكرانيًا قتلوا وأصيب 45 منذ بدء الهجوم، لكن هذا العدد مرشح للارتفاع فيما يستمر الهجوم الروسي لليوم السابع.

كما في كل حرب، للأطفال الحصة الأكبر من المأساة. فقد ترك الأطفال الأوكرانيون ألعابهم وأقلام التلوين ليجدوا أنفسهم في ميدان لعبة الكبار التي قد يذهب بعضهم ضحيتها، بينما تحفر في نفوس بعضهم الآخر مشاعر خوف وألم لا تنسى. 

وأثارت صورة أطفال حديثي الولادة في ملجأ بأوكرانيا في ثاني أيام الهجوم الروسي تعاطف العالم، لكنها لم تتمكن من كبح جماح الحرب التي أرادت أن تقطف براءة أطفال أوكرانيا، كما فعلت في أطفال العراق وغزة وسوريا قبل ذلك. 

"حرب مع الأطفال"

اعتبر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في تغريدة عبر تويتر، أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حالة حرب مع الأطفال في أوكرانيا، حيث أصابت صواريخه رياض الأطفال ودور الأيتام".

وأضاف: "وفي روسيا يعاني الأطفال أيضًا، فقد أمضى ديفيد وصوفيا (7 سنوات) وماتفي (9 سنوات) وغوتشا وليزا (11 عامًا) هذه الليلة خلف القضبان في موسكو بسبب ملصقاتهما حول الحرب". وتابع: "هذا هو مدى خوف الرجل". وأرفق كوليبا منشوره بصور للأطفال الروس. 

أكثر من 16 عشر طفلًا

أمّا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فقد قال في خطاب تلفزيوني يوم أمس إنّ 16 طفلاً أوكرانيًا قتلوا وأصيب 45 في الأيام الأربعة منذ بدء الهجوم، لكن هذا العدد مرشح للارتفاع حيث أمضت عدة مدن أوكرانية ليلة صعبة.

وكانت الطفلة بولينا البالغة 10 سنوات من بين ثلاثة أفراد من العائلة نفسها قُتلوا في سيارتهم على يد إحدى "وحدات التخريب والاستطلاع التابعة لبوتين" العاملة في العاصمة كييف يوم السبت. فقد توفي أنطون كودرين وزوجته سفيتلانا زابادينسكايا وابنتهما الوسطى تحت وابل من الرصاص، وأصيبت ابنتهما الكبرى صوفيا وابنها الأصغر سيميون، وهما في حالة حرجة في المستشفى. 

ونشر فلاديمير بوندارينكو، نائب عمدة كييف، صورة للتلميذة ذات الشعر الوردي المبتسمة بولينا أمس. وقال بوندارينكو: كان اسمها بولينا. درست في الصف الرابع بالمدرسة في كييف. تم إطلاق النار عليها وعلى والديها من قبل قوات روسية.

وأضاف: "أحبت الفتاة البالغة من العمر 10 سنوات كتب هاري بوتر وكانت في سنتها الأخيرة في المدرسة الابتدائية عندما قُتلت". 

وكانت الطفلة أليسا هلانز البالغة من العمر سبع سنوات واحدة من بين ستة أشخاص لقوا حتفهم عندما تعرضت روضة أطفالها يوم الجمعة، في اليوم الثاني من الهجوم الروسي للقصف. وأظهرت صور في أعقاب الهجوم جثثًا متناثرة حول المدخل بينما كان الموظفون يحاولون الفرار مع الأطفال.

وأثارت المعاملة الوحشية التي يتعرض لها أطفال أوكرانيا فزع العالم، حيث تم الكشف عن وفاة طفل مصاب بطلقات نارية وهو في طريقه إلى المستشفى بعد أن تعرضت سيارة الإسعاف التي تقله لإطلاق النار من قبل القوات الروسية.

وفي الهجوم الذي راحت ضحيته الطفلة أليسا هلانز، اتهم الجيش الروسي باستخدام قنابل عنقودية في تنفيذه، حيث ظهرت على روضة الأطفال المحطمة علامات انفجارات متعددة من قنبلة واحدة. ونفى الكرملين هذه المزاعم.

كما توفيت فتاة تبلغ من العمر ستة أعوام تدعى صوفيا فيدكو وشقيقها إيفان، الذي لم يتجاوز عمره بضعة أسابيع، عندما تعرض خمسة أفراد من العائلة نفسها لإطلاق نار بالقرب من مدينة خيرسون الجنوبية. 

ونقلت عدسات المصورين مشاهد من محاولة لإنقاذ فتاة صغيرة أصيبت بجروح قاتلة عندما قصف الروس شقتها في ماريوبول يوم الأحد.

وأثناء محاولة الإنقاذ، قام طبيب بملابس طبية زرقاء، بضخ الأكسجين للفتاة، ثم توجه إلى مصور وكالة الأسوشييتد برس وقال: "أظهر هذا لبوتين: عيون هذا الطفل وأطباء يبكون".

مصدومون ويائسون

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف": "مصدومون ويائسون من أجل الأمان، هذا هو واقع 7.5 ملايين طفل في أوكرانيا".

وفيما انتقل عدد كبير من الأطفال للمكوث في الملاجئ، يمثل الأطفال جزءًا كبيرًا من بين نحو نصف مليون شخص يحاولون الفرار من أوكرانيا إلى الغرب، وقد أُجبر الكثيرون على توديع آبائهم الذين بقوا في الخلف للقتال.

وقد نقلت عدسات المصورين صور الأطفال الهاربين مع أمهاتهم بحثًا عن الأمان، وقد بدت عليهم ملامح الخوف والتعب.   

وتستمر العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا لليوم السابع على التوالي، تقابلها مقاومة من الجيش والمدنيين وضغوط دولية على روسيا لوقف التصعيد.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close