تجمّع مئات التونسيين، أمس الجمعة، في شوارع العاصمة تونس في مسيرة احتجاجية للتعبير عن "تضامنهم مع المهاجرين غير النظاميين"، هاتفين "دولة بوليسية قمعية تطردكم وتقمعنا"، و"تونس إفريقية لا للعنصرية"، و"تسقط الفاشية".
كما أطلقت منظمات تونسية غير حكومية نداءات بشأن الوضع "الكارثي" لمهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء طردوا من ولاية صفاقس، وذلك عبر التحرك "لإيوائهم بشكل عاجل في مراكز".
مسيرة تضامنية
وانطلقت المسيرة من مقرّ نقابة الصحفيين التونسيين وسط العاصمة، لتجوب شارعي الحرية والحبيب ثامر، حيث جاءت المشاركة تلبية لدعوة جمعية "مناهضة الفاشية" المستقلة.
وحملت المسيرة شعار "ضد العنصرية.. كلنا مهاجرون"، وبمشاركة جمعيات مدنية وحقوقية نددت بالعنصرية والتمييز على أساس العرق أو اللون، فيما حمّل المحتجون السلطات التونسية "مسؤولية حمايتهم".
وخلال الأسبوعين الأخيرين، عاش المهاجرون غير النظاميين أوضاعًا إنسانية صعبة على الحدود التونسية الليبية عقب ترحيلهم من محافظة صفاقس الجنوبية، فيما قامت جمعية "الهلال الأحمر" التونسي بتوفير الحاجات الضرورية لهم.
في هذا السياق، أكد الناطق الرسمي باسم "المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية" رمضان بن عمر خلال التحرك، أن ما بين 100 و150 من المهاجرين بينهم أطفال ونساء لا يزالون في مناطق حدودية مع ليبيا.
وأضاف أنّ نحو 165 آخرين نُقلوا من المناطق الحدودية مع الجزائر، دون أن يوضح مكان وجودهم حاليًا.
اتهامات بتحويلات مالية
من جهة ثانية، أعلن مسؤول بمجلس الأمن القومي التونسي في اجتماع مساء الجمعة، أنّ المهاجرين غير النظاميين في تونس تلقوا تحويلات بقيمة 3 مليارات دينار، أي نحو مليار دولار، من دول إفريقيا جنوب الصحراء خلال النصف الأول من 2023.
وعلّق الرئيس التونسي قيس سعيد الذي ترأس الاجتماع على ذلك، قائلًا إن هذا الرقم صادم ويشير إلى أن تونس مستهدفة.
وحجم التحويلات المعلن عنها في مجلس الأمن القومي أعلى من عائدات صناعة السياحة الحيوية في تونس خلال النصف الأول من العام، والتي بلغت 2.2 مليار دينار، وفق "رويترز".
وسبق أن انتقد سعيّد بشدة هذا العام موجة الهجرة غير النظامية من إفريقيا جنوب الصحراء إلى بلاده، قائلًا في خطاب انتقدته جماعات حقوقية إنها مؤامرة تهدف إلى تغيير التركيبة الديموغرافية لتونس.
العثور على جثتي مهاجرين إفريقيين في الحدود بين #تونس و #الجزائر والقضاء التونسي يفتح تحقيقا pic.twitter.com/GhT6Y9EeDg
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 12, 2023
ضغوطات غربية
وتدفق الآلاف من المهاجرين بشكل غير نظامي على صفاقس في الأشهر الأخيرة بهدف الانطلاق إلى أوروبا في قوارب يديرها مهرّبو البشر، مما أدى إلى أزمة هجرة غير مسبوقة في تونس.
لكن تونس رحلت المئات منهم إلى منطقة صحراوية مقفرة على طول الحدود مع ليبيا في مطلع هذا الشهر، حيث اتُهمت السلطات بتعريض حياة المهاجرين للخطر.
توازيًا، تتعرض تونس لضغوط أوروبية متصاعدة لممارسة مزيد من الرقابة على شواطئها ومنع قوارب الهجرة، حيث تمثل شواطئها نقطة انطلاق أساسية نحو القارة الأوروبية.
في المقابل، أعربت واشنطن مؤخرًا عن قلقها من تصريحات سعيّد بشأن الأفارقة وحملات الاعتقال بحقهم، كما دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" تونس إلى وقف الطرد الجماعي للمهاجرين الأفارقة.