Skip to main content

ثورة متجددة في جنين.. هل يتجه المشهد في فلسطين إلى مزيد من التصعيد؟

السبت 9 أبريل 2022

تتسارع الأحداث في فلسطين، بعد يومين من عملية تل أبيب التي نفذها الشهيد رعد حازم، وهو أحد أبناء مخيم جنين في الضفة الغربية.

وكما كان متوقعًا، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم جنين، واشتبكت مع فصائل المقاومة، قبل أن تنسحب دون تحقيق هدفها الأساسي في اعتقال والد منفذ العملية.

ويوضح هذا المشهد، أن السلطة الفلسطينية بدأت تفقد السيطرة، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، على مخيم جنين وبعض مناطق الضفة الغربية، وسط استعداد فصائل المقاومة في كامل الأراضي الفلسطينية للمواجهة.

مواجهة شاملة

مرة أخرى، يكون مخيم جنين شمالي الضفة الغربية في عين الآليات الإسرائيلية، التي حاولت اقتحام المخيم ولم تعد أدراجها إلا بعد قتل أحد الفلسطينيين.

وأضحى المخيم معراجًا للشهداء، وكان يوم السبت أحدث حلقة من مسلسل التصعيد الإسرائيلي، بعد إعطاء رئيس الحكومة الإسرائيلي نفتالي بينيت الضوء الأخضر للقوات الإسرائيلية بمواجهة العمليات المتكررة في تل أبيب.

ويعد مخيم جنين معقلًا لفصائل المقاومة في الضفة الغربية الواقعة تحت نفوذ قوات الاحتلال، ما يطرح علامات استفهام حول العلاقة بين السلطة الفلسطينية وتلك الفصائل.

لكن هذه الأحداث، تفتح الباب أمام تصعيد قد يتجاوز حدود الضفة الغربية، ليشمل كل الأراضي الفلسطينية.

وتعي إسرائيل، التي تلوح بالقبضة العسكرية، أن كلفة التصعيد باهظة سياسيًا، خصوصًا في ظل خسارة بينيت للأغلبية النيابية، وبالتالي، لم يعد أمامها خيار سوى وقف التصعيد أو المواجهة الشاملة.

قرار فلسطيني موحد

في هذا السياق، يرى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ماهر الأخرس أن "كل الشعب الفلسطيني، وليس فقط في جنين، يرفض الاحتلال، وهذه صورة عن وحدة القرار الفلسطيني".

ويشير الأخرس، في حديث إلى "العربي" من جنين، إلى أن "المرحلة الصعبة التي يعيشها المخيم اليوم، يجب أن تكون عنوانًا لكل مقاوم في فلسطين".

ويقول: "مخيم جنين استطاع أن يقهر قوات الاحتلال، وكان مثالًا للصمود والمقاومة، حيث لم تتمكن إسرائيل من الشعور بالأمن والأمان فيه".

ويضيف: "كل فلسطين قرارها موحد، وكل الفصائل الفلسطينية تعمل لمواجهة جرائم الاحتلال المستمرة منذ أكثر من 74 عامًا".

معضلة في إسرائيل

من جهته، يرى الباحث السياسي ساري عرابي أن "الاحتلال الإسرائيلي، ومعه أجهزته الأمنية، يعاني من معضلة في التعامل مع الضفة الغربية، بعد أن أحصى أكثر من 190 عملية فدائية في شهر مارس/ آذار الماضي".

ويشير عرابي، في حديث إلى "العربي" من رام الله، إلى أن "الثورة في جنين تتولد في كل مرة يُمعن الاحتلال في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني".

ويقول: "المعضلة عند إسرائيل هي أنه في كل عملية، تظهر ثورة جديدة في نفوس الفلسطينيين، وجنين اليوم أصبحت معقلًا للمقاومين".

ويضيف: "الاحتلال يريد اليوم فرض عقاب جماعي على جنين، بعد فشل الحلول العسكرية".

شعب واحد

بدوره، يشدد رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة لحركة فتح منير الجاغوب، على أن "كل الفلسطينيين هم أبناء شعب واحد، ويعيشون همًا واحدًا بمعزل عن الانتماءات السياسية".

ويؤكد الجاغوب، في حديث إلى "العربي" من نابلس، أن "رصاص الاحتلال لا يميز بين ابن السلطة الفلسطينية أو ابن أي فصيل فلسطيني آخر".

ويعتبر الجاغوب أن "ما حصل في جنين هو عدوان على كل الشعب الفلسطيني".

ويوضح أن "حوالي 1500 أسير في السجون الإسرائيلية هم من عوائل الأجهزة الأمنية، والاعتقالات تطال الأجهزة الأمنية، وبالتالي فإن ممارسات الاحتلال تصيب أيضًا السلطة الفلسطينية"، رافضًا الاتهامات بتعاون الأجهزة الأمنية الفلسطينية مع الاحتلال.

المصادر:
العربي
شارك القصة