الجمعة 26 يوليو / يوليو 2024

جدل الذكاء الاصطناعي.. مستقبل مقلق لممثلين أميركيين عاملين بالدبلجة

جدل الذكاء الاصطناعي.. مستقبل مقلق لممثلين أميركيين عاملين بالدبلجة

شارك القصة

فقرة من "شبابيك" ترصد إضراب كتّاب هوليود بسبب استخدام الذكاء الاصطناعي (الصورة: غيتي)
تستخدم الاستوديوهات تقنية الذكاء الاصطناعي لدبلجة الحوارات باللغات الأجنبية مثلًا، ما يحرم المُمثّلين في العالم من تولّي عمل يحمل أهمية لأسواقهم المحلية.

أبدى الممثلون الأميركيون العاملون في الدبلجة خلال ملتقى "كوميك كون" المنعقد في مدينة سان دييغو الأميركية  قلقهم حول مستقبلهم في ظلّ التطوّر الذي تشهده تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

وهذا العام، يُقام المهرجان الشهير المُخصّص للثقافة الشعبية في خضم إضراب تشهده هوليوود مع مطالبة كتّاب السيناريو والممثّلين بزيادة أجورهم، والحصول على ضمانات بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي الذي يُهدّد مهنتهم.

وتحدّث مؤسس الرابطة الوطنية للممثّلين العاملين في مجال الدبلجة تيم فريدلاندر إلى أنّ ممثلًا تلقّى رسالة شكر بعدما عمل لثلاث سنوات في إحدى الشركات، تُفيد بأن الشركة تمتلك صوت الممثل لمدى ثلاث سنوات، وهي ستُنشئ ببساطة نسخة طبق الأصل منه مع ما تحوزه من معطيات.

"موافقة وتعويض مالي"

والجهات الفاعلة في المجال التكنولوجي ليست مصدر المشكلة فقط، إذ أنّه في السنوات الأخيرة استخدم عدد كبير من محبّي الذكاء الاصطناعي هذه التقنية لاستنساخ أصوات تابعة لشخصيات شهيرة، وجعلها تتلفّظ عبارات لم تقلها الشخصيات أساسًا. وغالبًا ما تكون هذه الأحاديث ذات طابع إباحي.

وقالت الممثلة سيسي جونز، التي أعارت صورتها لإحدى شخصيات مسلسل "ذي أول هاوس": "لدي أبناء، وأرفض أن يُستخدم صوتي في تصاريح مُعيّنة، ثم يسمعها أبنائي ويتساءلون عما إذا كانت تابعة لي بالفعل".

بدوره، اعتبر زيك ألتون، الذي أعار صوته للعبة الفيديو "ذي كاليستو بروتوكول" أنّ الممثلين "لا يرغبون في إبعاد تقنية الذكاء الاصطناعي بصورة تامة عن هذا المجال"، مضيفًا أنّه "إذا أرادت جهة ما استنساخ صوتي أو صوت أي ممثل، فعليها بداية أن تحصل على موافقتنا ثم تعويضنا ماليًا".

تغييرات سريعة

ويُشكّل الذكاء الاصطناعي إحدى المسائل العالقة في المفاوضات الجارية بين الاستوديوهات في هوليوود ونقابة الممثّلين التي حذت حذو كتّاب السيناريو، واتخذت قرارًا بالإضراب في 14 يوليو/ تموز الحالي.

ويتّهم الممثّلون الاستوديوهات بعدم التعامل بجدية مع مخاوفهم المرتبطة بـ"استبدال القسم الأكبر من أعمالهم بنسخ رقمية مماثلة".

في المقابل، أكدت الاستوديوهات أمس الجمعة أنّها عرضت تحديد قواعد مُرتبطة بالموافقة المُسبقة والتعويض العادل، مشيرة إلى أنّها لم تلق أي ردّ من النقابة.

ورأى كبير مفاوضي النقابة دانكن كرابتري-أيرلند أنّ الاستوديوهات ترغب في "طمس" بنودها المتعلّقة بالموافقة الخاصة بالذكاء الاصطناعي "في جملة مكتوبة وسط عقد من 12 صفحة".

ويحذّر من أنّ الممثلين العاملين في مجال الدبلجة هم "أكثر المعنيين" في النقاش المرتبط بالذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أنّ التغييرات بالنسبة إليهم "تحصل بصورة أسرع من أي مجال آخر".

مزج أصوات

وتستخدم الاستوديوهات تقنية الذكاء الاصطناعي لدبلجة الحوارات باللغات الأجنبية مثلًا، ما يحرم المُمثّلين في العالم من تولّي عمل يحمل أهمية لأسواقهم المحلية.

ومن الأمور الأخرى التي تُثير قلق العاملين في مجال الدبلجة، احتمال أن تستخدم شركات الإنتاج أصوات "مركّبة" تمزج فيها أصوات بشرية كثيرة من دون أن تدفع للممثّلين الأصليين.

ولم تتوقّف كل الوظائف المُرتبطة بالدبلجة بسبب الإضراب، لأنّ بعضها يتمّ التفاوض عليه بموجب اتفاقات جماعية منفصلة.

لكنّ الإضراب أدخل في مرحلة جمود كلّي أي استخدام لأصوات الشخصيات في الأفلام، أو مسلسلات الرسوم المتحرّكة، أو المقاطع الدعائية، أو إضافة حوارات للممثّلين الثانويين في مشاهد ضمن أعمال سينمائية أو تلفزيونية.

من ناحية أخرى، تخضع الأصوات المستخدمة في ألعاب الفيديو لاتفاق منفصل لا تزال المفاوضات في شأنه جارية، ويمكن تاليًا استخدام هذه الأصوات من دون فضّ الإضراب.

وأكد زيك ألتون أنّ "ما يحصل في هذا الإضراب لن يؤثر على مهنة التمثيل فقط، بل على مختلف المهن".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
تغطية خاصة
Close