السبت 27 أبريل / أبريل 2024

جريمة جديدة في محيط الشفاء.. الاحتلال يجبر عائلة على ترك جدتهم

جريمة جديدة في محيط الشفاء.. الاحتلال يجبر عائلة على ترك جدتهم

Changed

الاحتلال يعتقل مسنة عمرها 94 عامًا بعد اقتحام منزلها قرب الشفاء – "ميدل إيست آي"
الاحتلال يعتقل مسنة عمرها 94 عامًا بعد اقتحام منزلها قرب الشفاء – "ميدل إيست آي"
مصير غامض يحيط بالمواطنة الفلسطينية نايفة رزق النواتي حتى الآن، فيما تؤكد ابنتها أنها "لا تستطيع التحرك أو الأكل أو الشرب بمفردها".

لا يزال مصير سيدة فلسطينية تبلغ من العمر 94 عامًا مجهولاً حتى اليوم، بعد أن داهم جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلها منذ أيام وأمر عائلتها بإخلاء المكان وأجبرهم على تركها.

فقد اقتحم الجيش الإسرائيلي عمارة "الصلاح 3" غرب مستشفى الشفاء بمدينة غزة يوم 21 مارس/ آذار، وأجبر سكانها على الإخلاء قسرًا تحت تهديد السلاح، ومن بينهم عائلة نايفة رزق النواتي (السودة) التي تعاني من مرض الزهايمر ولا تستطيع المشي أو الكلام.

مصير مجهول

ولليوم العاشر يواصل الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء، اقتحام وحصار مجمع الشفاء الطبي، وقصف وتدمير وإحراق العديد من المنازل والبنايات السكنية المحيطة بالمستشفى ما غير ملامح المنطقة بالكامل.

وأجبرت القوات الإسرائيلية عائلة الحاجة نايفة على المغادرة وترك الجدة خلفهم، واليوم وبعد مرور أسبوع على الحادثة، تؤكد الأسرة أنهم لا يملكون أية معلومات عن مصير المسنة التي بقيت رهن الاعتقال.

فيما تخشى عائلة الحاجة من أن يكون الاحتلال الإسرائيلي قد ترك جدتهم في المبنى قبل تدميره، أو استخدمها كدرع بشري ضمن عمليته العسكرية داخل مستشفى الشفاء، مناشدين مساعدتهم لمعرفة مصيرها.

وكان المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان قد أشار في تقرير صدر يوم الجمعة الفائت، إلى أن "الجيش الإسرائيلي اعتقل العشرات من سكان المنازل المحاذية لمستشفى الشفاء بينهم سيدة مسنة تتجاوز 94 عامًا".

"نريد معرفة أي شيء عنها"

وروت ابنتها مها النواتي لموقع "ميدل إيست آي" تفاصيل ما جرى ليل الخميس 21 مارس/ آذار الجاري، وقالت: "نعيش جميعًا في مبنى واحد يتكون من شقق مختلفة، وكان لدى والدتي شقتها الخاصة. لكن خلال الحرب، انتقل أخي وزوجته وأطفاله للعيش معها في شقتها".

وتردف للموقع: "لقد اعتادوا (عائلة شقيقها) أن يأخذوها معهم في كل مرة يضطرون فيها إلى الإخلاء. فعندما غزت القوات الإسرائيلية منطقة الشفاء، أخذها أخي وعائلته وانتقلوا إلى منزل أختي في حي التفاح شرق غزة؛ وعندما اجتاحت إسرائيل حي التفاح، انتقلوا جميعًا مع أختي إلى منطقة الشفاء".

لكن ليل 21 مارس، اقتحمت القوات الإسرائيلية منزل الأسرة الساعة الثانية فجرًا، فلم يتمكنوا بالتالي من الإخلاء أو التحرك إلى أي مكان، بحسب ما أكّدت النواتي.

المواطنة الفلسطينية نايفة رزق النواتي
المواطنة الفلسطينية نايفة رزق النواتي

وتتابع مها النواتي ابنة الحاجة نايفة: "نريد فقط أن نعرف ما إذا كان الجيش الإسرائيلي قد أخذها بالفعل، أو إذا كانت قد تركت وحدها في المنزل، نريد أن نعرف أي شيء عنها".

وكان المبنى الذي اقتحمته قوات الاحتلال مليئًا بالنازحين، وعندما دخل الجيش فصل الرجال عن النساء ثم اعتقلوا الرجال وأبقوهم خارج المبنى، بينما أمروا النساء بالإخلاء إلى الجنوب.

وبعد تفتيش أفراد العائلة، أمرهم الجيش بالتوجه إلى شرق مدينة غزة، وفق رواية مها التي تابعت: "قالت زوجة أخي لضابط إسرائيلي: هذه أمي، وسوف آخذها معي.. فقال لها: لا، غادري الآن وسنعتني بها".

تدمير منازل الفلسطينيين 

ومنذ بداية هجومه العسكري الثاني على مجمع الشفاء الطبي، يداهم الجيش الإسرائيلي الأحياء والمباني السكنية المحيطة بمنطقة المستشفى ويجبر السكان على الإخلاء إلى الأجزاء الجنوبية من القطاع، قبل قصف أو إشعال النار في المنازل. 

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "هآرتس"، فإن الضباط الإسرائيليين في قطاع غزة أصدروا تعليمات لقواتهم بإشعال النار في منازل الفلسطينيين في محيط مستشفى الشفاء دون الحصول على موافقة من قياداتهم العليا.

ومنذ صباح أمس الثلاثاء، نقلت وكالة "الأناضول" عن شهود عيان أن الجيش الإسرائيلي أجبر مئات الفلسطينيين على النزوح من مناطق سكنهم المحيطة بالمستشفى إلى جنوب القطاع أو المناطق الشرقية لمدينة غزة.

وأحرقت القوات الإسرائيلية 10 منازل وبنايات سكنية بشكل كامل في محيط المستشفى، فيما قصفت الطائرات 3 بنايات تضم نحو 100 شقة سكنية ودمرتها بالكامل في منطقة "فلسطين" القريبة من المستشفى.

أما داخل المستشفى فيواصل الجيش الإسرائيلي احتجاز نحو 160 مريضًا ومصابًا مع 25 فردًا من الطاقم الطبي في مبنى "الأمير نايف للحروق" في ظروف مأساوية، وفق مصادر طبية فلسطينية.

المصادر:
ميدل إيست آي - الأناضول

شارك القصة

تابع القراءة
Close