الإثنين 6 مايو / مايو 2024

جليد القطب الجنوبي البحري في أدنى مستوياته.. ماذا عن التداعيات؟

جليد القطب الجنوبي البحري في أدنى مستوياته.. ماذا عن التداعيات؟

Changed

سجّل الجليد البحري في القطب الجنوبي سادس أدنى مستوى منذ بدء تسجيل البيانات قبل 45 عامًا- غيتي.
سجّل الجليد البحري في القطب الجنوبي سادس أدنى مستوى منذ بدء تسجيل البيانات قبل 45 عامًا- غيتي.
يعرّض فقدان الجليد البحري سواحل القارة القطبية الجنوبية لمزيد من الأمواج، ما قد يزعزع استقرار الغطاء الجليدي.

رجحّ المركز الأميركي لبيانات الثلج والجليد أن يكون الجليد البحري المحيط بأنتاركتيكا قد سجّل أدنى مساحة له في ذروة موسم الشتاء هذه السنة منذ بدء تدوين البيانات. 

وعادة ما يذوب الجليد البحري في القطب الجنوبي خلال الصيف، ليتجدد في فصل الشتاء الذي وصل إلى نهاياته في نصف الكرة الجنوبي.

أدنى حد أقصى للجليد البحري

ووفقًا للمركز الوطني لبيانات الثلوج والجليد  (NSIDC)، فقد وصل الجليد البحري في القطب الجنوبي في 10 سبتمبر/ أيلول إلى حد أقصى سنوي مقداره 16,96 مليون كيلومتر مربع". وأشار المركز إلى أن "هذا أدنى حد أقصى للجليد البحري في السجلات من عام 1979 إلى 2023، وبفارق شاسع". 

والحد الأقصى الذي سُجل هذا العام هو 1,03 مليون كيلومتر مربع أقل من المستوى القياسي السابق، أي ما يقرب من ضعف مساحة فرنسا.

وفي ذروة الصيف الجنوبي، وصل الجليد البحري في القطب الجنوبي في فبراير/ شباط إلى مستوى منخفض، حيث بلغ حده الأدنى 1,79 مليون كيلومتر مربع، وهو مستوى قياسي في الذوبان، بحسب المركز الوطني لبيانات الثلوج والجليد.

ثم عاد الجليد البحري ليتشكّل لكن بوتيرة بطيئة بصورة غير عادية، رغم حلول فصل الشتاء.

وفي القطب الشمالي، حيث ينتهي الصيف، وصل الجليد البحري أيضًا إلى أدنى مستوى له خلال العام، عند 4,23 ملايين كيلومتر مربع، بحسب ما أعلن المركز. وهذا سادس أدنى مستوى منذ بدء تسجيل البيانات قبل 45 عامًا. 

منعطف حاد نحو الانخفاض

ولفت المركز إلى أن الجليد البحري في القطب الجنوبي ظلّ مستقرًا، أو حتى توسع قليلاً لعقود عدة. لكن "منذ أغسطس/ آب 2016، اتخذ الاتجاه المتعلق بمدى الجليد البحري في القطب الجنوبي منعطفًا حادًا نحو الانخفاض، خلال كل شهر تقريبًا" من العام. 

وقال والت ماير، المتخصص في الجليد البحري في المركز الوطني لبيانات الثلوج والجليد: "لقد حُطم الرقم القياسي لتراجع الجليد البحري"، مضيفًا: "يبدو أن نمو الجليد منخفض في جميع أنحاء القارة بأكملها تقريبًا وليس في منطقة واحدة فقط". 

ظلّ الجليد البحري في القطب الجنوبي مستقرًا أو حتى توسع قليلاً لعقود عدة- غيتي.
ظلّ الجليد البحري في القطب الجنوبي مستقرًا أو حتى توسع قليلاً لعقود عدة- غيتي.

ويناقش العلماء هذا التفسير حيث يترددون في إقامة صلة رسمية مع الاحترار المناخي، بعدما تجنب واضعو النماذج المناخية في الماضي التنبؤ بالتغيرات في الجليد البحري في القطب الجنوبي.

لكن المرصد الأميركي اعتبر أن الاتجاه المسجل منذ عام 2016 يبدو الآن "مرتبطًا بارتفاع درجة حرارة الطبقة العليا من المحيط"، متحدثًا عن "قلق من أن هذا الأمر قد يكون بداية لاتجاه طويل الأمد لتراجع الجليد البحري في القطب الجنوبي مع ارتفاع درجة حرارة المحيطات على مستوى العالم".

تداعيات ذوبان الجليد البحري

ولا يؤثر ذوبان الجليد البحري بشكل فوري على مستويات سطح البحر، لأنه يتشكل عن طريق تجميد المياه المالحة الموجودة أساساً في المحيط.

لكن الجليد الأبيض يعكس أشعة الشمس أكثر من المحيط الداكن، وبالتالي فإن فقدانه يؤدي إلى تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي.

كما يعرّض فقدان الجليد البحري سواحل القارة القطبية الجنوبية لمزيد من الأمواج، ما قد يزعزع استقرار الغطاء الجليدي، الذي يتكون من المياه العذبة. وسيؤدي ذوبانه إلى ارتفاع كارثي في مستويات المحيطات.

ويؤثر ذوبان الجليد البحري في القطب الجنوبي بشكل كارثي على الحياة البرية، خصوصًا على طيور البطريق الإمبراطور، وفق دراسة نُشرت في أغسطس/ آب في المجلة العلمية "كومونيكيشنز: إيرث أند إنفايرومنت". 

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close