الخميس 28 مارس / مارس 2024

في وقت أقرب من المتوقع.. القطب الشمالي قد يخلو من الجليد البحري صيفًا

في وقت أقرب من المتوقع.. القطب الشمالي قد يخلو من الجليد البحري صيفًا

Changed

"العربي" في إضاءة سابقة على معدلات الحرارة غير العادية في القطب الشمالي (الصورة: غيتي)
يعتقد الباحثون أن انحسار هذا الجليد يمكن أن يُعزى بشكل أساسي لانبعاثات غازات الدفيئة فيما عوامل أخرى لها أهمية أقل بكثير.

خلص باحثون في دراسة حديثة إلى أن القطب الشمالي قد يصبح خاليًا من الجليد البحري خلال الصيف في بدايات العقد المقبل، أي في وقت أقرب بكثير مما كان متوقعًا في السابق، حتى في ظل سيناريو لانبعاثات منخفضة من غازات الدفيئة.

وكانت دراستان سويديتان، قد حذرتا في مارس/ آذار الماضي، من أن حرارة المحيط المتجمد الشمالي ترتفع بشكل أسرع بكثير مما توقّعته النماذج المناخية، التي اعتمدها خبراء الأمم المتحدة، ما يسرّع من ذوبان الجليد البحري.

أما في الدراسة الحديثة التي نشرت في مجلة "نيتشر كومونيكيشنز" أمس  الثلاثاء، فقد استخدم العلماء المقيمون في كوريا الجنوبية وكندا وألمانيا، بيانات الرصد من الأعوام 1979 إلى 2019، لإجراء عمليات محاكاة جديدة.

وخلص بحث هؤلاء العلماء إلى أن "النتائج تشير إلى أن أول سبتمبر/ أيلول من دون جليد بحري سيحلّ في وقت مبكر بين الأعوام 2030 إلى 2050، مهما كانت سيناريوهات الانبعاثات".

وعندما يتحدث الخبراء عن عدم وجود جليد، فهذا يعني مساحة تقل عن مليون كيلومتر مربع، لأنه قد يبقى هناك جليد على طول السواحل.

ويمتد المحيط المتجمد الشمالي على مساحة تقرب من 14 مليون كيلومتر مربع يغطيها الجليد معظم فترات العام. ويُعرف بأن سبتمبر/ أيلول هو الشهر الذي يصل فيه الجليد عادة إلى الحد الأدنى السنوي.

"الغازات الدفيئة"

ويشير الباحث في جامعتي بوهانغ ويونسي الكوريتين الجنوبيتين سونغ كي مين، المشارك في إعداد الدراسة، إلى أن الموعد المتوقع "سيكون قبل عقد تقريبًا من التوقعات الأخيرة الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ"، أي الخبراء المناخيون المفوضون من الأمم المتحدة.

ويعتقد الباحثون أيضًا أن انحسار هذا الجليد، يمكن أن يُعزى بشكل أساسي إلى انبعاثات غازات الدفيئة، فيما عوامل أخرى (بينها الهباء الجوي، والنشاط الشمسي والبركاني) لها أهمية أقل بكثير.

كان ثقب الأوزون في القطب الشمالي لعام 2020 كبيرًا جدًا وعميقًا (غيتي)
كان ثقب الأوزون في القطب الشمالي لعام 2020 كبيرًا جدًا وعميقًا (غيتي)

ويتكون الجليد البحري من المياه المالحة على سطح المحيط، والذي تجمد تحت تأثير البرد. ولا يتسبب ذوبانه بشكل مباشر في ارتفاع مستوى المحيطات (على عكس مستوى الغطاء الجليدي والأنهار الجليدية)، ولكن مع ذلك له عواقب وخيمة.

تسريع الاحترار في القطب الشمالي

في الواقع، يؤدي هذا الجليد دورًا مهمًا جدًا في الصيف، من خلال إعادة عكس أشعة الشمس، ما يجعل من الممكن تبريد القطب الشمالي. لكنّ هذه المرآة العاكسة تتقلص سريعًا، وبالتالي فإن القطب الشمالي يسخن بشكل أسرع بكثير من المناطق الأخرى.

ويشير سونغ كي مين إلى أن اختفاء الجليد "سيسرّع من الاحترار في القطب الشمالي، ما قد يزيد الظواهر الجوية المتطرفة في المناطق الواقعة عند خطوط العرض الوسطى، مثل موجات الحرارة وحرائق الغابات".

ويضيف الباحث: "يمكن لذلك أيضًا تسريع الاحترار، من خلال ذوبان التربة الصقيعية، وكذلك قد يسهم في ارتفاع مستوى سطح البحر عن طريق ذوبان الغطاء الجليدي في غرينلاند".

ويقول ديرك نوتس من جامعة هامبورغ، وهو مشارك آخر في الدراسة، إن "هذا سيكون أول عنصر رئيسي نخسره في نظامنا المناخي من خلال انبعاثات غازات الدفيئة". ويأسف لكون "العلماء يحذرون من هذا الزوال منذ عقود، ومن المحزن أن نرى أن هذه التحذيرات في الغالب لم تلقَ آذاناً صاغية".

ويأمل نوتس أن يهتم صناع القرار بنتائج الباحثين "حتى نتمكن على الأقل من حماية المكونات الأخرى لنظامنا المناخي، والحد من الاحترار المستقبلي قدر الإمكان".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close