الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

حراك مصري لافت في ليبيا.. هل تنجح خطة إفراغ البلاد من المرتزقة؟

حراك مصري لافت في ليبيا.. هل تنجح خطة إفراغ البلاد من المرتزقة؟

Changed

بعد زيارة لوفد تركي إلى ليبيا، زار أخيرًا مدير المخابرات المصرية عباس كامل كلًا من طرابلس وبنغازي. فما هي دلالات الزيارة المصرية، وما الذي يمكن أن تعكسه؟

هدأت الجبهات في ليبيا منذ شهور، وبدأت البلاد تسحب نفسها من واقع الحرب وتطل على السلام، لكن لم يحسم شيء بعد ولم يُنجز المطلوب. وما زال يتوافد إلى البلاد سعاة وساطة كثر ومن يهمهم أمر ما يجري.

وبعد زيارة لوفد تركي إلى ليبيا، زار أخيرًا مدير المخابرات المصرية عباس كامل كلًا من طرابلس وبنغازي لبحث ملامح المرحلة المقبلة.

وجاءت زيارته في ظل استعدادات حثيثة لمؤتمر برلين2، الذي يرتقب أن يطرح على طاولة كل أطراف الأزمة ملف المرتزقة الأجانب في البلاد ومرافقة الليبيين خلال استحقاقهم الانتخابي نهاية العام.

فما هي دلالات الزيارة المصرية، وما الذي يمكن أن تعكسه بشأن موقف القاهرة من التطورات في ليبيا، وهل هناك بحسب ما سرّبت صحف أميركية خطة واضحة لإفراغ البلاد من المرتزقة الأجانب وما فرص نجاحها؟

"زيارة مهمة جدًا"

تعليقًا على التطورات، يصف الباحث في الشؤون السياسية محمد اسماعيل زيارة كامل إلى ليبيا بـ"المهمة جدًا"، لافتًا إلى أنها تأتي من حيث الأهمية بعد زيارة الوفد المصري الكبير برئاسة رئيس الوزراء المصري إلى طرابلس قبل أكثر من شهر.

ويرى أن الملاحظ من خلال تجوال كامل في طرابلس وميدان الشهداء وأمام السرايا أن هناك العديد من الرسائل الودية التي حملتها الزيارة وأن هناك تنسيقًا عاليًا.

ويضيف: "يبدو أن مصر غيّرت كثيرًا استراتيجيتها بالنسبة لغرب ليبيا، وأيقنت أن ما يجمعها معه أكثر مما يجمعها مع خليفة حفتر".

ويشير إسماعيل إلى أن لا حديث في البرلمان الليبي ولا في المجلس الرئاسي ولا الحكومة عن إخراج القوات التركية، وكذلك لا حديث عن إلغاء مذكرة التفاهم الخاصة بالجانب الدفاعي. 

ويلفت إلى أن الكلام في ليبيا هو عن إجراء انتخابات وإخراج المرتزقة؛ الذين وردوا في تقارير خبراء مجلس الأمن ومذكورة جنسياتهم وأعدادهم. أما القوات التركية النظامية فمعروفة ومعلنة على الملأ بين الحكومة الشرعية في حينها والجمهورية التركية".

ويردف بالقول: "لا أعتقد أن حكومة الوحدة الوطنية تجرؤ أو تتحدث عن إخراج القوات التركية".  

"مصر تريد ليبيا مستقرة"

من ناحيته، يؤكد الكاتب المتخصص بالعلاقات الدولية نبيل نجم الدين أن الاهتمام المصري بالملف الليبي ليس تكتيكيًا، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين وطيدة وأكبر من الأفراد.

ويشرح أن الحدود المشتركة بين مصر وليبيا وكذلك العلاقات التاريخية بينهما، تفرض علينا أن ننظر إلى الأمر بعيدًا عن الأشخاص.

ويلفت إلى أن الجهود المصرية منذ أكثر من 8 أعوام في الملف الليبي لا يتسع الوقت لذكرها، متحدثًا عن زيارة وفد مصري رفيع المستوى إلى طرابلس في مايو الماضي، والترتيبات لاستعادة العلاقات بعد تشكيل الحكومة وانتخاب المجلس الرئاسي في مارس الماضي. 

ونجم الدين الذي يشير إلى أن خيارات الشعب الليبي تحترم بشدة في القاهرة، يوضح أننا ننتظر حتى يقول الشعب الليبي كلمته في الانتخابات المقبلة، ويؤكد أن الادارة السياسية في مصر تريد ليبيا مستقرة ذات حكم مدني.

وإذ يرى أن ليبيا لا يمكن أن تكون برأسين عسكريين أحدهما في طرابلس والآخر في المنطقة الشرقية، يردف بأن "حفتر كان له دور في مقاومة المرتزقة الذين تدفقوا على ليبيا وهذا دور ليس أبديًا".

ويشير نجم الدين إلى أنه "ضد كل من هو غير ليبي ويحمل السلاح على الأرض الليبية، وأعتقد أن هذه هي رؤية القاهرة"، معتبرًا أن الفراغ السياسي الذي كان موجودًا في ليبيا هو ما جعلها مرتعًا لكل هؤلاء.

"تنافس وتفاهمات ضمنية"

بدوره، يعتبر الباحث في الشأن التركي سعيد الحاج أن هناك حالة تنافس لكن أيضًا تفاهمات ضمنية بين أنقرة والقاهرة في مقاربتهما للشأن الليبي، سبقت حتى اللقاءات الدبلوماسية الأخيرة بين البلدين.

ويلفت إلى أن في الجوهر ليس هناك تعارض حقيقي في المصالح بين مصر وتركيا في هذا الموضوع.

ويشرح أن مصر مهتمة بطبيعة الحال ولديها حساسية لأن ليبيا دولة حدودية؛ الأمر المرتبط بأمنها القومي.

وكذلك يلفت إلى أن "ليبيا دولة استثنائية بالنسبة لتركيا فيما يتعلق بشرق المتوسط والثروات والتنافس الجيوسياسي في المنطقة"، ليقول: "لكن في الجوهر ليس هناك صدام مباشر بين القاهرة وأنقرة".

ويعرب عن اعتقاده بأنه في الانتخابات التي حصلت أخيرًا للمجلس الرئاسي الليبي كان هناك نوع من التفاهمات الضمنية.

وإذ يعتبر الحاج أن "الحراك مفهوم من عدة زوايا، فيما يتعلق بمؤتمر برلين بنسخته الثانية ونقاشه الأساسي الذي سيكون حول القوات الأجنبية على الأراضي الليبية"، يعرب عن اعتقاده بأن مصر ما زالت أيضًا تحاول أن تنشط في بعض الملفات الإقليمية لتثبيت دورها وتأثيرها مع الإدارة الأميركية الجديدة، مشيرًا إلى زيارة كامل إلى غزة بعد الاعتداء الإسرائيلي الأخير على الأراضي الفلسطينية.

ويردف: "أعتقد أن القاهرة تنظر بنوع من التنافس مع الدور التركي، لكن أعتقد أن البلدين قادران في نهاية المطاف على التوافق على نقاط معينة، لا سيما وأن الخطوات المعلنة للحل في ليبيا تحظى بموافقة الجميع".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close