Skip to main content

حرب أوكرانيا.. هل يدفع بوتين لحقبة جديدة من الانتشار النووي في العالم؟

الثلاثاء 10 مايو 2022

حذّرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية من أن تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا، لم تتوقف عند انتهاك أراضي دولة ذات سيادة، أو تدمير مدن بأكملها، أو قتل وتهجير المدنيين، لكنها قد تطلق العنان لحقبة جديدة من "الابتزاز والانتشار" النووي الذي تمّ احتواؤه طوال العقود الثلاثة الماضية.

ورأت الصحيفة أن هذه المرحلة الخطرة من الحرب على أوكرانيا، قد تؤدي إلى عودة ما أسمته بـ"الابتزاز النووي"، باعتبارها أداة لفن الحكم، فضلًا عن تحفيز دول أخرى للحصول على أسلحة نووية.

وكان "الابتزاز النووي" حاضرًا بقوة في صراعات الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي .

واعتبرت أن الخطر الكبير يكمن في لجوء الجيش الروسي إلى استخدام السلاح النووي، لتعويض خسائره وتعثره في أوكرانيا.

وبدا هذا الخطر واضحًا بشكل خاص عندما حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل أسبوعين من الخطر "الكبير" المتمثل في نشوب صراع نووي.

ومع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأميركيين لا يرون مؤشرات على أن الروس يفكرون بتحويل الحرب في أوكرانيا إلى حرب نووية.

وتتربّع موسكو على قائمة الدول النووية، إذ تمتلك أكثر من 6 آلاف رأس نووي. 

في المقابل، أكد المسؤولون الروس موقفهم بأن "الحرب النووية لا يمكن كسبها ويجب عدم خوضها"، الإ إذا كانت "الدولة الروسية نفسها تحت التهديد".

وأوضح أستاذ الأمن القومي في جامعة كولومبيا الأميركية ريتشارد بيتس، الذي نشر كتابًا حول "الابتزاز النووي" في الثمانينيات، أن "مثل هذه التهديدات النووية قد استخدمت في ما لا يقل عن 12 حالة"، مضيفًا أن الابتزاز النووي " كان دائمًا أمرًا خفيًا وغامضًا إلى حد ما، لكنّه تحول إلى تهديد واضح في عهد بوتين".

بدوره، قال ستيفن هادلي، أحد المخضرمين في السياسات النووية، ومستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش: إن الولايات المتحدة ستتأذى من مخاطر الحرب النووية، لدرجة التراجع عن وقف مخططات بوتين بشأن أوكرانيا.

كما حذّرت الصحيفة الأميركية من استخدام دول أخرى لسلاح "الابتزاز النووي"، مشيرة إلى أن الصين  قد تتجه إلى "الابتزاز النووي"، لإقناع العالم بالتراجع، في حال قررت التحرك عسكريًا نحو تايوان. وبالمثل، يمكن للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، استخدام ترسانته النووية لابتزاز العالم، في حال اختار ترهيب كوريا الجنوبية أو اليابان. والأمر قد ينسحب على الهند وباكستان.

واعتبرت الصحيفة أن الخطر الأكبر يتمثّل في إمكانية لجوء بعض الدول إلى امتلاك أسلحة نووية، لتجنب أن يكون مصيرها على غرار مصير أوكرانيا. وبالتالي قد يكون بوتين قد أطلق مرحلة جديدة من الانتشار النووي في العالم.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة