السبت 27 يوليو / يوليو 2024

"حركة تكساس القومية" وحلم الانفصال.. ما قصة تحرك "تكست"؟

"حركة تكساس القومية" وحلم الانفصال.. ما قصة تحرك "تكست"؟

شارك القصة

 تحلم "حركة تكساس القومية" بانفصال الولاية عن الولايات المتحدة
تحلم "حركة تكساس القومية" بانفصال الولاية عن الولايات المتحدة - غيتي
يرى رئيس "تكساس القومية" دانيال ميلر أن حركته التي تأسست عام 2005 لم تكن يومًا قريبة إلى هذا الحد من تحقيق هدفها بالانفصال عن الولايات المتحدة.

ما تزال رغبة الانفصال تراود سكان تكساس حيث يطالبون بإعادة الولاية إلى دولة مستقلة كما كانت قبل 200 عام، في تحرّك يُطلَق عليه اسم "تكست"، على اعتبار أن الخطوة المستوحاة إلى حد ما من "بريكست" ستساهم في حل أزمة الهجرة والخلاف مع واشنطن بشأن السيطرة على الحدود مع المكسيك.

وكشف الخلاف بشأن السيطرة على الحدود بين الرئيس الديموقراطي جو بايدن وحاكم تكساس الجمهوري غريغ أبوت حجم الهوة في الولايات المتحدة.

وفي هذا الإطار، قال رئيس "حركة تكساس القومية" دانيال ميلر: "نعرف هنا في تكساس أن الطريقة الوحيدة التي سيكون بإمكان تكساس من خلالها تأمين الحدود ووضع نظام منطقي للهجرة ستكون من خلال القيام بما تفعله 200 دولة أخرى حول العالم والقيام بذلك كدولة مستقلة تحكم نفسها بنفسها".

ويشدد ميلر على أن حركته التي تأسست عام 2005 لم تكن يومًا قريبة إلى هذا الحد من تحقيق هدفها.

"حركة تكساس القومية" وحلم الانفصال

في القرن التاسع عشر، كانت تكساس فعليًا جزءًا من المكسيك، لكن بعد حرب استقلال عُرفت بثورة تكساس، نالت سيادتها في 1836. وبعد تسع سنوات فقط، انضمت إلى الولايات المتحدة بصفتها الولاية 28.

ويشبّه ميلر تحرّك "تكست" بصدمة بريكست عام 2016 التي غادرت بريطانيا بموجبها الاتحاد الأوروبي.

وأفاد بأن تكساس تتشارك التاريخ والمصالح مع باقي الولايات المتحدة، لكن على غرار المدافعين عن استقلال إقليم كاتالونيا الإسباني، يشعر سكانها بأن الحكومة المركزية غير قادرة على فهم مشاكلهم.

ومع استعداد الأميركيين للإدلاء بأصواتهم في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، للاختيار على الأرجح بين بايدن ودونالد ترمب، تطالب الحركة الداعية لاستقلال تكساس المجلس التشريعي التابع للولاية بتمرير قانون يسمح بإجراء استفتاء على الانفصال.

عقبة الدستور

لكن الدستور الأميركي لا يتضمن أي بند يسمح للولايات القيام بذلك، علمًا بأن انفصال ولايات جنوبية بينها تكساس عام 1861 أشعل الحرب الأهلية التي اعتُبرت الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة.

وخلص استطلاع هذا الشهر أجراه "مشروع سياسات تكساس" إلى أن 26% من المستطلعين يشعرون بأنهم من تكساس قبل أن يكونوا أميركيين، مقارنة مع 27% شعروا بذلك في 2014، وهي نسب لا تحمل الفروقات بينها أهمية إحصائية تذكر.

كما خلص استطلاع لمجلة "نيوزويك" هذا الشهر إلى أن 67% من أهالي تكساس يفضّلون بقاء الولاية جزءًا من الولايات المتحدة.

في بلدة إيغل باس في أقصى جنوب تكساس، سيطر الحاكم أبوت عسكريًا على منطقة شلبي بارك المطلة على نهر ريو غراندي الفاصل بين الولاية والمكسيك. ويعد الموقع مركز أزمة كبيرة مع الحكومة الفدرالية.

وأمر الحاكم الذي يتهم إدارة بايدن بالفشل في منع تدفق أعداد هائلة من المهاجرين إلى الولاية بوضع أسلاك شائكة على أجزاء من الحدود.

ورفع بايدن بدوره دعوى قضائية ضد تكساس، مشددًا على أن ضبط الحدود كان قضية تقع على الدوام ضمن الاختصاص القضائي الفدرالي.

أحداث 1835

ويشبّه ميلر الوضع الحالي بأحداث العام 1835 عندما كانت تكساس ما تزال جزءًا من المكسيك.

ورفضت تكساس إعادة مدفع أعارتها إياه المكسيك ورفعت علمًا كتب عليه "تعالوا خذوه"، وهو ما أدى لاندلاع حرب تكساس الناجحة للاستقلال.

وكما هو الحال مع المدفع، يعد التوتر المرتبط بحديقة إيغل باس جزءًا من مشكلة أكبر بكثير، بحسب ميلر الذي وصفها برمز "للعلاقة المحطّمة بين الحكومة الفدرالية والولايات".

لكن بخلاف الحرب مع المكسيك، أو الحرب الأهلية حتى، يعتقد أنصار حركة ميلر أن تحقيق الانفصال سلميًا هو أمر ممكن هذه المرة.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close