حضور بوتين قداس عيد الفصح "موضع تشكيك".. هل تم تزييف الصور؟

أثيرت تساؤلات بشأن حقيقة حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قداس عيد الفصح في موسكو صباح أمس الأحد، وسط شكوك متزايدة حول وضعه الصحي.

انطلقت تلك التساؤلات من صور نشرها الكرملين لزعيمه من الكاتدرائية في العاصمة الروسية، وحملت "تشابهًا صارخًا" مع تلك التي نُشرت في المناسبة نفسها العام الماضي. 

هذا الأمر حدا ـ بحسب موقع "ديلي ميل" البريطاني ـ بوسائل إعلام أوكرانية وروسية معارضة إلى الحديث عن "تزييف" تلك الصور.

وفي صورة هذا العام، بدا بوتين وهو يرتدي البدلة نفسها التي ظهر بها في احتفال 2021، كما بدت صور المناسبتين "متشابهتين" للغاية. 

ولفتت "ديلي ميل" إلى أن الفارق الوحيد الواضح بينهما كان لون ربطة العنق.

"اختفى للحظة"

إلى ذلك، نقل الموقع عن وسيلة الإعلام الاستقصائية المعارضة "Agentstvo" إشارتها إلى أن لقطات حضور بوتين للقداس بدا وكأنه تم تحريفها.

وتوقفت عند ما بدا أنه "اختفاء" الرئيس الروسي للحظة خلال بث قداس عيد الفصح. وأوضحت أن الأمر حدث عند الانتقال باللقطات من واحدة قريبة من الرئيس إلى أخرى أكثر عمومية، مشيرة إلى أن المكان الذي وجب أن يكون بوتين فيه يبدو فارغًا.

بدورها، قالت صحيفة "The Village" الروسية إنّ بوتين يقف بالبدلة نفسها والشمعة نفسها كما في 2 مايو/ أيار من العام 2021، مرتكزة في ذلك إلى صور من الكاتدرائية على موقع الكرملين.

أما قناة "Mozhem Obyasnit" على تطبيق تيليغرام، فأشارت إلى أنه لا يمكن تمييز بوتين في قداس 2022 عن بوتين عام 2021. ودعت متابعيها إلى "رصد الاختلاف" بين ظهوره في كل من القداسين. 

وفي تعليقه على هذه المزاعم، أشار مستشار وزارة الشؤون الداخلية الأوكرانية أنطون هيراشينكو إلى أنه تم القبض مرة أخرى على مديري بوتين وهم يستخدمون تعديل الفيديو و"التلاعب"، وهذه المرة في قداس الفصح.

وتأتي هذه الشكوك حول "حقيقة" ظهور بوتين في القداس، بعد لقطات انتشرت الأسبوع الماضي وبدا فيها بوتين خلال اجتماع مع وزير الدفاع سيرغي شويغو منتفخ الوجه وكتفاه منحنيان.

يومها كان زعيم الكرملين يضغط بأصابع قدمه بانتظام، بينما كان يمسك بحافة الطاولة بإحكام، طوال مدة مقطع الفيديو التي تصل إلى 12 دقيقة.

بدوره، بدا على شويغو الضعف هو أيضًا خلال قراءته بيانًا قصيرًا للرئيس.

وأثارت اللقطات شائعات عن معاناة بوتين من مشاكل صحية كبيرة، وسط اعتقاد بأن شويغو الذي كان قد غاب بشكل ملحوظ عن المشهد بعدما عُد ركنًا أساسيًا في أول أيام الهجوم الذي تشنّه بلاده على أوكرانيا، قد تعرّض لأزمة قلبية.

وذكرت صحيفة "نيويورك بوست" أن المقطع أثار تعليقات من سياسين وخبراء، حيث غرّد الخبير الاقتصادي السويدي أندريس أسلوند، الذي عمل مستشارًا لدى روسيا، أن "بوتين ووزيره مكتئبان، ويبدو أنهما في حالة صحية سيئة".

وغرّدت السياسية البريطانية السابقة لويز مينش على تويتر قائلة إن "الفيديو يدعم التقارير السابقة التي تقول إن فلاديمير بوتين يعاني من مرض باركنسون"، مضيفة أنه "نجح في إخفاء رجفة يديه خلال اللقاء، لكنه لم يستطع أن يمنع رجله عن النقر".

ونادرًا ما يتحدث الكرملين عن صحة بوتين أو الحوادث التي يتعرّض لها، بينما أصر متحدث حكومي روسي عام 2020 على أن صحة الرئيس "ممتازة".