Skip to main content

"دروس خاصة" و"كتيبات إرشاد".. هل تعدل روسيا مناهج التعليم لتبرر الحرب؟

الأحد 24 أبريل 2022

تتزامن التطورات الميدانية في أوكرانيا، التي تشنّ روسيا هجومًا عليها منذ 24 فبراير/ شباط الماضي، مع تعديلات تطال المناهج التربوية في موسكو ومختلف المناطق الروسية. 

ففي تقرير لصحيفة "الغارديان"، أُفيد بأن خطط موسكو لمراجعة مناهج التعليم سارت جنبًا إلى جنب مع الحرب في أوكرانيا.

"الذاكرة التاريخية"

وورد أن المسؤولين يكتبون مناهج دراسية لتبرير الهجوم الذي تصفه روسيا بـ"العملية العسكرية"، واقترحوا أن ترفع المدارس العلم الروسي وأن تلتزم بغناء النشيد الوطني كل صباح اعتبارًا من سبتمبر/ أيلول المقبل.

وتشير وزارة التعليم الروسية إلى أن التاريخ سيصبح مادة إلزامية اعتبارًا من الصف الأول، حيث يؤكد الوزير سيرغي كرافتسوف عدم السماح أبدًا بالكتابة "أننا تعاملنا بطريقة ما بشكل سيء مع دول أخرى؛ الدولتان الشقيقتان أوكرانيا وبيلاروسيا".

وأضاف: "سنفعل كل ما في وسعنا للحفاظ على الذاكرة التاريخية".

وكان كرافتسوف قد أخبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، عن البدء بالفعل بتطوير دروس حول "أهداف العملية الخاصة ـ لمساعدة شعبنا، ونزع السلاح، والقضاء على المظاهر العسكرية في دونباس".

وبحسب ما جاء في "الغارديان" تم تسمية الدروس "بشكل مشروط"، بأنها "محادثات حول مواضيع هامة".

والمسؤولون التربويون وعدوا بإجراء مزيد من التغييرات على المناهج الدراسية الروسية، وبمبادرات وطنية جديدة مستوحاة بوضوح من الحرب.

"دروس مخففة"

إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن دروسًا خاصة عن الحرب في أوكرانيا أثارت غضب بافيل تكاتشيف، بعدما علم أنها جرت في مدرسة ابنه الثانوية في منطقة بريموركسي بسانت بطرسبرغ في وقت سابق من شهر أبريل/ نيسان الجاري.

ونقلت عنه قوله لموقع "أوبزرفر" إنه اتصل بالمدرسة مؤكدًا أن ما يفعلونه أمر سخيف.

وشدد على "أننا نحن الآباء من عليه إخبار الأطفال عن حب الوطن وعن العملية الخاصة"، وليس المدارس، لافتًا إلى أن مسؤولي المدرسة قالوا إن هذه هي التعليمات.

والدروس الخاصة طالت أيضًا طلاب المدارس الابتدائية، حيث يواجهون مستوى معينًا من "التلقين العقائدي".

ونقلت "الغارديان" عن مارينا ليتفينوفيتش، المعارضة السياسية المقيمة في موسكو، أن الفعاليات المكرّسة لموضوع "قتال روسيا للفاشيين" تم إقامتها في جميع المدارس.

ولفتت مارينا إلى أن "الطلاب في صف الرابع، ومن بينهم ابنها، تم إعطاؤهم "رواية مخفّفة"، موضحة أنه تم التطرق خلال الدرس إلى حصار لينينغراد إبان الحرب العالمية الثانية، حيث قيل "انظروا، هكذا تواصل روسيا محاربة الفاشية".

"دفاع عن النفس"

وبحسب ما جاء في "الغارديان"، فإن كتيبات إرشاد مسرّبة عن محاضرات هذا العام أظهرت أنه تم إعلام المدرّسين الروس بشأن إخبار الطلاب أن "روسيا لم تغزُ أوكرانيا"، وأنها تمارس "الدفاع عن النفس ضد التهديدات، ومن مصيبة أكبر مما يحدث اليوم".

كما طُلب من المدرّسين في درس منفصل عن "العقوبات ضد روسيا"، أن يسألوا الطلاب عمّا إذا كانت العقوبات عادلة، وما إذا كانت ستعزّز الاقتصاد الروسي بالفعل، وبمن ستلحق الضرر (الجميع).

وتنقل عن الوثائق "استنتاج" المعلم والطلاب أن السياسة الاقتصادية المتّبعة في السنوات الأخيرة كانت تهدف إلى زيادة حماية المنتجين المحليين، وضمان استدامتها في مواجهة الأزمات الخارجية.

يُذكر أن مدرّسة روسية تبلغ من العمر 55 عامًا كانت من أوائل من طالهم أثر قانون حظر "تشويه سمعة" الجيش الروسي. وهي تواجه حكمًا بسجن 10 سنوات، بعدما تم الإبلاغ عنها من قبل طلابها.

المصادر:
ترجمات
شارك القصة