خبراء يعاينون.. هل من صِلة بين لقاحي فايزر وموديرنا والتهاب القلب؟
يعتزم خبراء أميركيون في الولايات المتحدة الأربعاء معاينة نحو 300 حالة التهاب في القلب؛ نشأت بعد تلقي يافعين وشباب بعض لقاحات كوفيد-19.
فقد سُجلت هذه الحالات بعد تلقي أحد لقاحي "بايونتيك/فايزر" و"موديرنا" اللذين يشتركان في أنهما طورا وفق تقنية الحمض النووي الريبي المرسال.
ويجتمع الخبراء المستقلون بطلب من المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها -وهي هيئة الصحة العامة الفدرالية الرئيسية في البلاد- لمراجعة حالات التهاب عضلة القلب، والتهاب غشاء القلب المسجلة لدى صغار العمر.
وكان من المقرر أن تجتمع اللجنة الاستشارية للتطعيم التي تضم هؤلاء الخبراء يوم الجمعة الماضي ولكن الاجتماع تأجل.
حالات نادرة
وكانت مديرة الهيئة الصحية الأميركية روشيل والينسكي أكدت الأسبوع الماضي أن "هذه الحالات نادرة، وغالبيتها العظمى عولجت بفضل خلود المرضى للراحة وتلقيهم العناية الصحية".
وأوضحت والينسكي أيضًا أن "المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ستعرض تفاصيل أكثر من 300 حالة مؤكدة من التهاب عضلة القلب والتهاب غلاف القلب، أبلغت المراكز بها وكذلك إدارة الغذاء والدواء، بين أكثر من 20 مليون يافع وشاب تلقوا اللقاح في الولايات المتحدة".
وأضافت: "في الأشهر الأخيرة، طلبنا من الطواقم الصحية أن تتابع وتبلغنا عن حالات مرضى يعانون من أعراض التهاب عضلة القلب والتهاب غلاف القلب بعد تلقي التطعيم".
وأكدت أن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها "حصلت على التقارير الطبية المفصلة التي تؤكد التشخيصات.. من أجل أن نضمن أن لقاحاتنا آمنة في الوقت الفعلي"، مشيرة إلى أنها تتطلع إلى اجتماع اللجنة.
غالبيتهم ذكور
وفي الولايات المتحدة، وخلال اجتماع لجنة وكالة الأدوية قبل أسبوعين، تم تحليل المعلومات من نظام عام يسمح لأي شخص بالإبلاغ عن أعراض خطرة بعد التطعيم.
ووفقًا لهذه البيانات غير المؤكدة، فقد سُجلت نحو 530 حالة من حالات التهاب عضلة القلب أو التهاب غشاء القلب بعد تلقي جرعة ثانية من لقاح فايزر أو لقاح موديرنا. وتراوحت أعمار أكثر من نصف المصابين بين 12 و24 عامًا ومعظمهم ذكور. وكان الألم في الصدر أكثر الأعراض التي تم الإبلاغ عنها شيوعًا.
وقال المسؤول في مراكز مكافحة الأمراض الدكتور توم شيمابوكورو: إن "الحالات المبلغ عنها تتجاوز العدد المتوقع للحالات" في ظل الظروف العادية، لكن ما زال ينبغي التحقق من صحة البيانات.
ميزان الفوائد والمخاطر
وقال مدير قسم الأمراض المعدية للأطفال في مركز كوهين الطبي للأطفال في نيويورك لوري روبين لوكالة فرانس برس: "أنا قلق، لكنني أود أن أشير إلى أنه لم يتم بعد تحديد صلة سببية" بين اللقاح والأعراض المسجلة.
وأضاف: "في مستشفانا، رأينا حالات لأطفال يافعين يعانون من ألم في الصدر بعد يوم أو يومين من تناول جرعتهم الثانية من اللقاح المعد بالاستناد إلى تقنية الحمض النووي الريبي المرسال".
لكن هذه الحالات كانت "خفيفة نسبيًا" وعولج معظمها بالأدوية المضادة للالتهابات، وفق الطبيب الذي قال إنه حتى وإن ثبت وجود صلة بين التطعيم والتهاب عضلة القلب، فإن فوائد هذه اللقاحات تظل أكبر من مخاطرها.
فعلى الرغم من أن الأطفال والشباب أقل عرضة للإصابة بأعراض كوفيد-19 الحادة، فقد توفي جراء المرض أكثر من 2600 شخص تتراوح أعمارهم بين 0 و29 عامًا في الولايات المتحدة، وفقًا لبيانات السلطات الصحية.
وأوضحت رئيسة الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال لي سافيو بيرز لوكالة فرانس برس أن بعض الأطفال أصيبوا "بالمرض الشديد" جراء كوفيد، ويعانون من "آثار طويلة المدى" بسببه. وأضافت: "يمكن أن يصاب المريض أيضًا بمشكلات خطرة في القلب جراء الإصابة بكوفيد".
ولفتت إلى أنها ما زالت تنصح "بوضوح بإعطاء اللقاح لليافعين"، ولا تتوقع إحداث تغيير في التوصيات الخاصة باستخدام اللقاحات.
وصُرح في الولايات المتحدة باستخدام لقاح فايزر ابتداء من 12 عامًا، ولقاح موديرنا من 18 عامًا في الوقت الحالي.