الأحد 12 مايو / مايو 2024

خطة لتنصيب حكومة موالية للكرملين.. هل تستطيع روسيا احتلال أوكرانيا؟

خطة لتنصيب حكومة موالية للكرملين.. هل تستطيع روسيا احتلال أوكرانيا؟

Changed

شبكة مراسلي "العربي" ترصد آخر التطوّرات من مناطق الحرب المرتقبة بين روسيا وأوكرانيا (الصورة: غيتي)
اعتبر عسكريون متخصّصون أن حرب المدن ستظلّ تمثّل تحديًا لموسكو، تمامًا كما هو الحال للقوات الروسية التي تُقاتل في الشيشان منذ أكثر من عقد.

في ظل الغموض حول حقيقة نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجاه غزو أوكرانيا من عدمه، وتعدّد السيناريوهات عن طبيعة الغزو وكيفيته، مع حشد أكثر من 135 ألف جندي حول حدودها، ترجّح لندن أن موسكو كلّفت جهاز الأمن الفيدرالي "إف إس بي" بهندسة انقلابات في المدن الأوكرانية الرئيسية، في أعقاب الغزو.

وفي الأسابيع الأخيرة، تسارع انتشار القوات الروسية على ثلاثة جوانب من أوكرانيا: في بيلاروسيا وغرب روسيا وشبه جزيرة القرم وعلى السفن البحرية في مياه البحر الأسود. وتضمّ القوات بعض أفضل الكتائب الروسية المدرّبة والقوات الخاصة وصواريخ أرض-أرض التي يُمكن أن تضرب أهدافًا في جميع أنحاء أوكرانيا.

وأمس الأحد، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن روسيا عجّلت بشكل حاد في تعزيز قواتها، وإن الهجوم يُمكن أن يحدث "بشكل أساسي في أي وقت".

في المقابل، قالت موسكو إنها لا تعتزم غزو أوكرانيا لكنها قد تتّخذ إجراءات عسكرية انتقامية ضد ما وصفه الرئيس فلادمير بوتين بـ"الخطوات غير الودية".

ومن بين خيارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ممارسة الضغط العسكري على كييف دون دخول المدينة، وتحريك المزيد من القوات الروسية إلى دونباس التي يسيطر عليها الانفصاليون.

خطة من مرحلتين

بدورها، كشفت صحيفة "الغارديان" أن المسؤولين البريطانيين يتوقّعون أن الهجوم سيشهد قيام روسيا بضرب أهداف عسكرية أولًا، ثمّ تطويق العاصمة كييف ومدن رئيسية أخرى، مع ترجيح إقدام عناصر من "إف إس بي" (FSB) على محاولة تثبيت قادة موالين لروسيا في الداخل.

ورغم أنه لم يتمّ تقديم أي دليل محدّد عن الخطة المكونة من مرحلتين، إلا أن بريطانيا تصف الخطة بـ"سيناريو غزو مركزي يهدف إلى تغيير النظام" في أوكرانيا، حيث تسعى روسيا إلى تجنّب تداعيات حرب المدن بعد هجوم على جارتها.

انقلاب وحكومة موالية لروسيا

ومؤخرًا، أطلقت لندن سلسلة من التحذيرات بشأن نوايا روسيا غزو أوكرانيا، وأن مجموعة من خمسة سياسيين أوكرانيين سابقين جُنّدوا للمشاركة في انقلاب.

وقالت "الغارديان" إن أربعة من السياسيين الخمسة موجودون في موسكو، مما يجعل علاقاتهم مع روسيا مسألة علنية، بينما قال الخامس، وهو النائب الأوكراني السابق يفين موراييف، إنه مُنع من دخول روسيا وبالتالي ما من "دليل علني" على تورطه.

ورغم النفي الروسي لأي نيّة حول غزو أوكرانيا، إلا أن هناك شكوكا في أوكرانيا من إمكانية تنصيب قيادة موالية لروسيا في كييف، ومدنها الرئيسية الأخرى، بينما أعربت مصادر غربية عن خشيتها من أن بوتين، لم يقدّر مدى العداء المنتشر في الرأي العام الأوكراني لبلاده.

وفي وقت سابق، تحدّثت صحيفة "بيلد" الألمانية عن خطة مماثلة متعدّدة الخطوات، مستندة إلى مصدر بمخابرات أجنبية، مضيفة أن موسكو ستسعى بعد ذلك إلى تعيين برلمان مؤيد للكرملين واعتقال النشطاء الأوكرانيين وزعماء المعارضة.

الوحدة الخامسة

وكشفت وكالة المخابرات الأوكرانية (SBU) وجهات أخرى مرارًا وتكرارًا عن أدلة على تدخّل جهاز الأمن الفيدرالي (FSB) في البلاد منذ بدء الحرب مع روسيا عام 2014. وفي أواخر العام الماضي، قالت وحدة الاستخبارات المالية إنها اكتشفت مؤامرة لتهريب متفجرات إلى البلاد من شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا.

وتتولّى الوحدة الخامسة في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، المسؤولة عن العمليات الاستخباراتية في دول الاتحاد السوفياتي السابق، مسؤولية الملف الأوكراني.

ويترأس تلك الوحدة سيرغي بيسيدا، المصنّف على قوائم عقوبات الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة، منذ 2014.

وكان بيسيدا مطلوبًا من قبل أوكرانيا لاستجوابه في أعقاب ثورة شعبية مناهضة لروسيا في فبراير/ شباط 2014، باعتبار "أنه كان جزءًا من محاولة فاشلة" للسيطرة على الجهود العنيفة لقمع الاحتجاجات الشعبية. ولكن موسكو قالت إنه كان موجودًا هناك للمساعدة في ضمان حماية السفارة الروسية خلال فترة عدم اليقين التي كانت تشهدها أوكرانيا.

حرب المدن مرهقة

من جهتها، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن عسكريين متخصّصين قولهم إن 130 ألف جندي قد لا يكفون لاحتلال أوكرانيا بالكامل والسيطرة عليها.

وأوضح العسكريون أن التعزيز العسكري الهائل لروسيا بالقرب من أوكرانيا يتميّز بأنظمة الأسلحة الأكثر فاعلية، كما يزوّد الكرملين الجيش الروسي بالوسائل لمهاجمة القوات الأوكرانية من اتجاهات متعددة، مما قد يؤدي على الأرجح إلى إرهاق دفاعاتها.

وقالت الخبيرة في الشؤون العسكرية الروسية دارا ماسيكوت إنه "مع مرور الوقت، ستصبح المهمات أكثر تعقيدًا بالنسبة لهم (الجيش الروسي)، مثل السيطرة على الطرق وتأمين التضاريس وتطويق المدن الكبرى".

وأضافت ماسيكوت أن حرب المدن ستكون مرهقة للغاية، وهم لا يتدرّبون على هذا النحو.

تحسن غير كاف

وفي سياق متصل، أشارت الصحيفة الأميركية إلى أن القوات الأوكرانية، التي يبلغ تعدادها حوالي 260 ألفًا، تحسّنت منذ عام 2014، منذ أن ضمّت روسيا منطقة شبه جزيرة القرم الأوكرانية ودعمت قوة انفصالية بالوكالة في شرق البلاد.

ومنذ ذلك الحين، استفادت القوات الأوكرانية من الدعم المتزايد للمستشارين الأميركيين والغربيين الآخرين. وتتمركز أفضل القوات الأوكرانية على حدود دونباس، حيث يستمر القتال ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا.

ومع ذلك، قد تكون تلك القوات الأوكرانية عرضة للتطويق، إذا عكفت القوات الروسية على الهجوم من جهتي الشمال والجنوب.

وأرسلت الولايات المتحدة وحلفاؤها في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) أسلحة مضادة للدبابات وصواريخ "ستينغر" للدفاع الجوي وأنظمة قتال أخرى إلى أوكرانيا. وحصلت أوكرانيا أيضًا على طائرات بدون طيار تركية الصنع.

ومع ذلك، اعتبرت الصحيفة أن شحنات الأسلحة التي قدّمتها الولايات المتحدة وشركاؤها لم تشمل الدفاعات الجوية المتطوّرة أو الصواريخ المضادة للسفن، مما يعيق قدرة الأوكرانيين على الدفاع عن أنفسهم ضد الجيش الروسي الأكثر حداثة.

وقال فيليب بريدلوف، وهو جنرال متقاعد من القوات الجوية الأميركية وخدم قائدًا لحلف الناتو بين عامي 2013 و2016، إنه إضافة إلى تحريك الانفصاليين في دونباس، يُمكن للروس أيضًا الاستيلاء على الساحل الجنوبي لأوكرانيا الذي قد يمكّنهم من عزل مدينة ماريوبول والسيطرة على إمدادات المياه التي تخدم شبه جزيرة القرم التي احتلتها موسكو.

وأضاف بريدلوف: "لقد صمّم بوتين مجموعة من الأدوات التي تمنحه خيارات مميزة، وهذه الأدوات جاهزة الآن".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close