سيتلقى مخزن في منطقة جبلية بالقطب الشمالي، بُني ليحفظ بذور محاصيل العالم من الحروب والأمراض والكوارث الأخرى، إيداعات جديدة غدًا الإثنين بينها عينات من أول منظمة سحبت بذورًا من المنشأة.
فبحسب وكالة "رويترز"، سيتم فتح مخزن "سفالبارد" العالمي للبذور، الواقع في جزيرة سبتسبيرجين في المنتصف تقريبًا بين البر الرئيسي للنرويج والقطب الشمالي، غدًا بخطوة نادرة، كونه لا يتم فتح القبو إلا بضع مرات في السنة للحد من تعرض مخزوناته من البذور للعالم الخارجي.
وستودع بنوك جينات من السودان وأوغندا ونيوزيلندا وألمانيا ولبنان بذورًا لمحاصيل مثل الدخن (الذرة العويجة) والذرة الرفيعة (السرغوم) والقمح (الحنطة)، كعينات احتياطية لمجموعاتها الخاصة.
وسيودع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، الذي نقل مقره عام 2012 من حلب السورية للعاصمة اللبنانية بيروت بسبب الحرب الأهلية السورية، ثمانية آلاف عينة تقريبًا.
Arctic seed vault to receive rare deposits https://t.co/WG0FQizV9u pic.twitter.com/ZI5SG5tkTc
— Reuters (@Reuters) February 13, 2022
وكان مركز "إيكاردا" أول من يسحب من قبو البذور العالمي عام 2015 لتعويض مجموعة تضررت بسبب الحرب كما قام بعمليتي سحب إضافيتين في 2017 و2019 لإعادة بناء مجموعته الخاصة التي يحتفظ بها في لبنان والمغرب.
وتقول آن باثه تفينرايم وزيرة التنمية الدولية النرويجية "حقيقة أن مجموعة البذور التي دُمرت في سوريا خلال الحرب الأهلية أُعيد بناؤها بشكل منهجي، تُظهر أن القبو يعمل كضمانة لإمدادات الغذاء الحالية والمستقبلية ولضمان الأمن الغذائي المحلي".
ويحوي القبو 1.1 مليون عينة بذور لنحو ستة آلاف نوع من النباتات من 89 بنكًا حول العالم. ويعمل المخزن أيضًا بمثابة مرجع لمربي النباتات لتطوير أنواع جديدة من المحاصيل.
واعتاد العالم على زراعة أكثر من 6000 نبتة مختلفة، لكن خبراء الأمم المتحدة يقولون إننا نحصل الآن على حوالي 40% من السعرات الحرارية من ثلاثة محاصيل رئيسة هي الذرة والقمح والأرز، مما يجعل الإمدادات الغذائية عرضة للخطر إذا تسبب تغير المناخ في فشل المحاصيل.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت تحدّث حمدي حشاد المهندس البيئي والمتخصص بالشأن المناخي، لـ"العربي" عن تداعيات التغير المناخي على مستقبل عدة محاصيل هامة على غرار القمح والذرة والكاكاو والقهوة.
حيث أشار إلى أن استنزاف المحاصيل والموارد الطبيعية كالمياه والتربة والاستعمال المفرط للأسمدة الزراعية بالإضافة إلى عوامل الجفاف والتغير المناخي قد تشكل في المستقبل "كابوسًا" للأتربة الخصبة ما قد يؤثر على استقرارية المحاصيل وسينعكس إلى أزمة تزويد في العالم.