Skip to main content

دراسة عن انقطاع الطمث عند الحيتان.. هل تفيد في تفسيره لدى النساء؟

الأحد 17 مارس 2024
تستمر إناث الحيتانيات المسنّة في رعاية أبنائها- غيتي

يمكن لتفسير يتعلق بانقطاع الطمث لدى أنواع معينة من الحيتانيات أوردته دراسة حديثة، أن يلقي الضوء على سبب هذه الحالة الطبيعية لدى النساء، إذ إن هذه السمة الخاصة قد ترتبط بطول العمر المتوقع لدى إناث الحيتان والبشر.

ويستفهم العلماء عن الآلية التي تمنع الأنثى من التكاثر رغم أنه لا يزال أمامها سنوات طويلة لتعيشها، في حين تغتنم معظم الحيوانات كل فرصة للتكاثر.

ويرتفع الغموض لأنه من بين خمسة آلاف نوع من الثدييات، يطال انقطاع الطمث فقط النساء وخمسة أنواع من الحيتانيات المسننة، بما فيها الحيتان القاتلة (الأوركا) وكركدن البحر. ولكن ذلك لا يطال الدلافين بين هذه الحيتانيات ذوات الأسنان.

وقارن فريق من الباحثين البريطانيين هاتين المجموعتين لمحاولة فهم سبب وصول إحداهما إلى انقطاع الطمث، وما يمكن استخلاصه عن هذه الآلية لدى النساء.

"وعلى الرغم من اختلافاتنا، يشترك البشر في مسار حياة متقارب مع هذه الحيوانات البحرية لا بد أنه شجّع على ظهور انقطاع الطمث"، على ما توضح الدراسة التي نشرتها أخيرًا مجلة "نيتشر". وتستند الدراسة إلى فرضيات عدة تفسر انقطاع الطمث، خصوصًا تلك المتعلقة بمتوسط العمر المتوقع.

ميزة انقطاع الطمث

تعيش إناث الأنواع الخمسة من الحيتانيات المسننة مع انقطاع الطمث حوالي 40 عامًا أطول من الحيتانيات الأخرى من الحجم نفسه. كما أنها تعيش بشكل عام أعمارًا أطول من الذكور من جنسها.

وأوضح المعد الرئيسي للدراسة صامويل إليس من جامعة إكستر، في مؤتمر صحافي أن إناث الحيتان القاتلة "تعيش عادةً ما بين 60 أو 70 عامًا، لكن الذكور جميعًا تفارق الحياة قبل سن الأربعين".

يدعم هذا الواقع "فرضية الجدة" التي بموجبها تعتني الإناث الأكبر سنًا بأحفادها، مع ميزة يولّدها انقطاع الطمث.

"الجزء الثاني من القصة يدور حول المنافسة"، بحسب المعد المشارك في الدراسة دارن كروفت الذي قال إنه عند "تكاثر الأم والابنة لدى حيتان الأوركا في الوقت نفسه، فإن متوسط العمر المتوقع لصغار الأنثى الأكبر سنًا يكون أقصر بسبب التنافس على الغذاء".

ولذلك فإن هذا النوع "تطوّر نحو متوسط عمر متوقع أكبر مع فترة تكاثر أقصر"، بحسب دارن كروفت.

وأضاف "إنه نوع مسار الحياة نفسه الذي نلاحظه عند البشر". ويبدو أن أوجه التشابه في الهياكل الاجتماعية لهذه الأنواع المختلفة "مذهلة".

وبحسب كروفت، تلعب "الأمهات القدامى" دورًا بارزًا في العملية.. فالخبرة المكتسبة خلال حياتها تساعد الحيوانات الأخرى في مواجهة المصاعب مثل نقص الطعام.

لكن وجود مجتمع أمومي ليس كافيًا. فعلى سبيل المثال، تستمر إناث الفيلة المسنة في التكاثر بشكل جيد في سن الشيخوخة.

وثمة فرق بين النوعين هو أن إناث الحيتانيات المسنّة تستمر في رعاية أبنائها، بينما تترك الأخيرة المجموعة لدى الأفيال.

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة