أفادت وكالة حماية البيئة النيوزيلندية بأن 245 حوتًا طيارًا نفقت، وتم قتل بعضها قتلًا رحيمًا بعدما جرفتها الأمواج في جزيرة بيت جنوبي المحيط الهادئ.
وقبل ذلك بأيام قليلة، سجل نفوق 232 حوتًا في جزيرة تشاتام المجاورة، وهي ظاهرة تتكرر في هذه المنطقة الجغرافية وفي عدة بقاع من العالم ما زالت تحير العلماء حتى يومنا هذا.
وتقع جزيرتا بيت وتشاتام اللتان تشكلان أرخبيل جزر تشاتام قرب منطقة التقاء المياه شبه الاستوائية بالمياه شبه القطبية، وهو ما يوفر للحيتان حياة بحرية وفيرة.
كما عثر في وقت سابق أيضًا على حيتان نافقة على طول سواحل الأرجنتين وأستراليا في حوادث مشابهة لتلك الحيوانات بعد جنوحها دون معرفة الأسباب حتى الآن.
ما هي أسباب نفوق الحيتان؟
وفي هذا الإطار، يشير أستاذ الجيولوجيا والبيئة والتغيرات المناخية أحمد ملاعبة إلى أن هناك عوامل عديدة تؤدي إلى ظاهرة نفوق الحيتان بعضها طبيعي و الآخر بشري.
وبالنسبة للعوامل الطبيعية، يوضح ملاعبة في حديث إلى "العربي" من العاصمة الأردنية عمان، أن الحيتان تتغذى على كائن يسمى الحبار، الذي عادة ما يتحرك باتجاه الشواطئ خاصة في نيوزلندا والأرجنتين وأستراليا بالقرب من القطب الجنوبي هربًا من الماء الباردة نتيجة ذوبان الجليد.
ويضيف أن الحيتان بدورها تلاحق الحبار باتجاه الشواطئ لتجد نفسها على الشواطئ الرملية، الأمر الذي يصعب عودتها ما يؤدي إلى نفوقها.
ويتحدث ملاعبة عن عوامل طبيعية أخرى تسهم في ذلك، من بينها التغيرات المناخية في البيئة البحرية، ولا سيما عملية "تحميض المياه" بسبب زيادة ثاني أكسيد الكربون، ما يدفع الحيتان للانتقال بشكل سريع من منطقة إلى أخرى، لافتًا أن هناك أسبابًا فلكية أيضًا، ولا سيما أن الحيتان تتأثر بالمجال المغناطيسي الأرضي.
وللحد من نفوق الحيتان، يشدد ملاعبة على ضرورة الحد من التأثير البشري، ولا سيما الاحتباس الحراري وزيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الذي يذوب بشكل كبير في الماء، بالإضافة إلى تقليل العمليات العسكرية في البحار، التي تسبب أمواجًا عالية من الشدة الصوتية، والتي تسبب بدورها أمراضًا للحيتان والحيوانات البحرية الأخرى.