استأنف طلاب مخيمات الشمال السوري عامهم الدراسي الجديد داخل الخيم التعليمية، خاصة أن هذه المخيمات تعاني من نقص في عدد المباني المعدة للدراسة، بسبب قلة الدعم الدولي المقدم للقطاع التعليمي.
ويدرس الآلاف من الطلاب السوريين النازحين، في مدارس قسمت داخل الخيم العشوائية المنتشرة. وحظيت بعض خيم التدريس بشيء من المساعدات من منظمات محلية، فيما بعضها الآخر يضطر للإغلاق بين الحين والآخر بسبب عدم توفر التمويل اللازم لتشغيلها.
ووصف المدرس عبد الرازق القناص، التعليم في الخيم بـ "المتعب جدًا"، مشيرًا إلى أنهم يضطرون لتعطيل الدوام في أحيان كثيرة بسبب الحر الشديد أو البرد، مؤكدًا أن إمكانية تحويل الخيم إلى بناء غير وارد.
ولا يزال المصير التعليمي للأطفال هناك في خطر، على الرغم من محاولات الكوادر التعليمية للنهوض بمستواهم التعليمي، لكن ضعف الإمكانات يعرقل أي محاولة للتطوير.
نسبة تسرب عالية
من جهته، كشف مدير برنامج التعليم في منظمة "بنيان" التي تعنى بالشأن السوري، محمد يوجال، عن وجود 1300 مخيم في شمال غربي سوريا، وهناك 175 منها فقط تحتوي على مدارس، وهو عدد منخفض جدًا، متحدثًا عن وصول نسبة التسرّب من الدراسة إلى 44% من إجمالي الأطفال الذين هم في سن التعليم، أي أكثر من 800 ألف طفل.
وأشار يوجال في حديث إلى "العربي" من غازي عنتاب، إلى حاجة المخيمات لأبنية مدرسية نظامية، إذ إن 90% من المدراس هناك هي عبارة عن خيم عادية فقط، لا يمكنها تحمّل العوامل الجوية الخارجية وهو ما يسبب إرهاقًا للتلامذة، لافتًا إلى رصد منظمة "بنيان" حالات إغماء يومية بين الأطفال بسبب ارتفاع الحرارة.
وأكد أيضًا أن المشاريع الأممية لا تدعم إطلاقًا الاستقرار في هذه المخيمات التي تعتبرها مؤقتة، رغم نزوح بعض الأسر منذ سنوات طويلة واستقرارها هناك.
ولفت إلى أن المنظمات ورغم تزويدها للمخيمات بالوقود ووسائل التدفئة، لكن لا يمكنها تلبية الاحتياجات بشكل كامل.