Skip to main content

أبلغ عنهم طلابهم.. معاقبة مدرسين روس لإدلائهم بتعليقات مناهضة للحرب 

الخميس 7 أبريل 2022

أفادت شبكة "بي بي سي" في روسيا بأن مدرّسة روسية تواجه حكمًا بالسجن، فيما غرمت السلطات الروسية عدة مدرسين آخرين أو تم فصلهم من العمل بعد أن أبلغ طلابهم عن إدلائهم بتعليقات مناهضة للهجوم العسكري على أوكرانيا.

وفي التفاصيل، تحدثت إيرينا جين، البالغة من العمر 55 عامًا، وهي مدرسة للغة الإنكليزية في مدينة بينزا غرب روسيا، عن رأيها أمام رياضيات من الصف الثامن اشتكين من عدم قدرتهن على المنافسة في الأحداث الرياضية الدولية بسبب العقوبات المفروضة على بلدهم، وفقًا للشبكة التي تحدثت إلى محاميها.

وقد تم تسجيل كلام جين يوم 18 مارس/ آذار الفائت من قبل أحد الأطفال، حيث كانت تخبر التلميذات بأنها تعتقد أن قرار الغرب كان صحيحًا.

وقالت: "حتى تبدأ روسيا في التصرف بطريقة حضارية، فإن هذا سيستمر إلى الأبد. نحن نعيش في نظام شمولي. أي معارضة تعتبر جريمة".

كذلك أخبرت المدرسة الطالبات أن روسيا تعتزم الإطاحة بحكومة دولة أخرى وأن أوكرانيا دولة ذات سيادة.

وقد تلقت المعلمة مكالمة من جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بعد خمسة أيام من حديثها، وأخبرتها السلطات بأنها تلقت لقطات لها تنتقد توجيهات موسكو، حسبما ذكرت صحيفة "الغارديان".

بدورها، صرّحت جين لـ"الغارديان" بأنها "ليس لديها فكرة عن التسجيل المزعوم". وقالت إنها أبلغت السلطات بأنها "كانت تستشهد في كلامها بالأخبار التي حصلت عليها من منافذ غربية ذات مصداقية مثل الأسوشيتد برس"، والتي تعتقد أنها احترافية وموضوعية.

ويوم 30 مارس، تم فتح قضية جنائية ضد جين بموجب القانون الروسي الجديد الذي يجرم على نطاق واسع "الأخبار الكاذبة" حول الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، ومنها انتقاد الحرب والدعوة إلى التظاهر احتجاجًا.

ووفقًا للقانون المذكور، يمكن أن تواجه المدرسة الروسية عقوبة بالسجن تصل إلى 10 سنوات أو غرامات تصل إلى 5 ملايين روبل أي حوالي 60882 دولارًا، أما إذا ثبت أن أفعالها أدت إلى "عواقب وخيمة"، فيمكن زيادة عقوبتها إلى 15 سنة.

"رقابة" على الفصول الدراسية

بالإضافة إلى المدرسة جين، ذكرت وسائل إعلام غربية في تحقيقها أن معلمة لغة إنكليزية أخرى تدعى مارينا دوبروفا من مدرسة مدينة كورساكوف، صورت من قبل طلابها أثناء حديثها ضد الحرب على أوكرانيا.

ففي 17 مارس، صرحت دوبروفا (57 عامًا) أنها لا تدعم تحركات الجيش الروسي؛ فتم إلقاء القبض عليها لاحقًا، وغرمت بدفع 30 ألف روبل، بالإضافة إلى صدور إجراءات تأديبية من المدرسة بحقها، رغم أنها لم تُطرد بشكل كامل.

وأوضحت دوبروفا لـ"سيبريال"، وهو موقع إخباري روسي بديل غير رسمي، أنها "صدمت في البداية من مستوى الكراهية بين أطفالنا"، حيث شاهدت الطلاب وهم يهتفون: "القرم لنا" وشعارات أخرى مؤيدة لروسيا في مدرستها. 

لذلك قررت تشغيل مقطع فيديو في نهاية الفصل بعنوان "عالم بلا حرب"، حيث يغني فيه الأطفال كلمات معادية للحرب باللغتين الروسية والأوكرانية - مما دفع الطالبة إلى سؤال دوبروفا عن موقفها من "العملية الخاصة" في أوكرانيا.

فأجابت المعلمة أنها تعتبر الأعمال العدائية خطأ، وأنهم، كما اتضح فيما بعد، سجلوا هذه المحادثة وأبلغ أحدهم أسرته فسلموا التسجيل للسلطات.

وبالمثل، حُكم على إيفجينيا بايجينا، المحاضرة في جامعة ولاية أمور الروسية، بغرامة قدرها 30 ألف روبل بعد إدانتها بـ "نشر معلومات كاذبة في حضور الطلاب" أدت إلى "تشويه سمعة" تصرفات "الجيش الروسي في أوكرانيا"، وفقًا لتيليغرام محكمة المدينة المحلية.

إذ أخبرت الأستاذة المحاضرة طلابها أن روسيا تتصرف مثل ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية بقصف المدنيين في أوكرانيا، وانتقدت الأشخاص الذين وضعوا رمز "Z" الروسي المؤيد للحرب على سياراتهم، وفقًا لموقع "إس إم" الروسي.

في السياق ذاته، ذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية أن السلطات الرسمية قدمت يوم الثلاثاء الفائت توصيات جديدة للمدارس لتنظيم صفوف للطلاب في الصفوف من الخامس إلى الحادي عشر حول كيفية "تغلب" روسيا على ضغوط العقوبات الغربية.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة