دعت دول غربية اليوم الجمعة السلطات الليبية إلى الإسراع في تحديد موعد جديد للانتخابات الرئاسية، فيما أفادت المتحدثة باسم المجلس الرئاسي الليبي لـ"العربي" بأنّ إجراء الانتخابات في موعدها بات رهين السلطة التشريعية ومجلس النواب المنعقد في طبرق.
وكان من المقرر أن تجرى اليوم الجمعة أول انتخابات رئاسية في ليبيا منذ سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي قبل أكثر من عشرة أعوام، إلا أنّ عقبات قانونية وخلافات أدت إلى "إرجاء" موعدها إلى يناير/ كانون الثاني المقبل.
تحذير من "العنف وتقويض العملية الانتخابية"
وفي بيان مشترك، طالبت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا السلطات الليبية المعنية بـ"احترام تطلعات الشعب الليبي نحو انتخابات سريعة عبر الإسراع في تحديد موعد نهائي للانتخابات ونشر القائمة النهائية للمرشحين للرئاسة من دون تأخير".
وشددت الدول الخمس في البيان على "أهمية الحفاظ على الزخم" بهدف انتخاب حكومة جديدة و"تعزيز استقلال ليبيا وسيادتها ووحدة أراضيها ووحدتها الوطنية".
وجددت الدول دعوتها إلى تسوية "الخلافات حول القضايا السياسية أو العسكرية من دون اللجوء إلى العنف"، مبدية "استعدادها لمحاسبة من يهددون الاستقرار أو يقوضون العملية السياسية والانتخابية عبر العنف أو الحض على العنف".
Joint Statement on Libyan Election Process #Libya https://t.co/F6RVlxuLyU
— U.S. Embassy - Libya (@USAEmbassyLibya) December 24, 2021
إجراء الانتخابات رهين بالسلطة التشريعية
من جهتها، قالت المتحدثة باسم المجلس الرئاسي الليبي نجوى وهيبة في حديث إلى "العربي" من طرابلس: إنّ أمر إجراء الانتخابات في موعدها بات رهينة السلطة التشريعية ومجلس النواب عبر تجاوز العقبات القانونية الموجودة.
وأشارت المتحدثة إلى ضرورة أن يتم المسار الانتخابي في وقت متزامن لتجنب أي تغيرات قد تطرأ على القانون.
وأكدت دعوة المجلس الرئاسي إلى تحديد موعد جديد لإجراء الانتخابات في "أقرب فرصة"، وذلك عبر "التوافق بين المؤسسات المعنية لمعالجة مكامن الخلل التي أدت إلى إرجاء موعدها".
ولفتت إلى أن موعد 24 يناير من العام الجديد لا يزال مجرد "مقترح من قبل مفوضية الانتخابات" وأن الأمر لا يزال بيد السلطة التشريعية، مؤكدة على ضرورة وجود "مراجعة" للعقبات القانونية الموجودة.
وأعربت المتحدثة عن "أملها" في التعاون بين الجهات المعنية ومفوضية الانتخابات لحل الإشكالات الموجودة، مشيرة في الخصوص إلى تمسك المجلس الرئاسي بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة، وفق ما حددته خارطة الطريق.
مقترح خارطة طريق
ويعقد مجلس النواب الليبي جلسة رسمية يوم الإثنين المقبل لبحث تداعيات تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كان مزمعًا إجراؤها اليوم الجمعة.
وأعلن المجلس أنه أصدر قرارًا بتشكيل لجنة تضم عشرة من أعضائه لإعداد مقترح خارطة طريق لما بعد 24 ديسمبر/ كانون الأول.
وتقدمت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا باقتراح إلى مجلس النواب لتأجيل الانتخابات الرئاسية شهرًا عن موعدها المقرر في 24 ديسمبر الجاري بحيث تتم في 24 يناير المقبل.
وتزامن اقتراح المفوضية مع إعلان لجنة نيابية "استحالة" إجراء الانتخابات الرئاسية في الوقت الحالي، بسبب ظروف مرتبطة بتقارير فنية وقضائية وأخرى أمنية.