الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

رئيس وزراء ألبانيا يصف أميركا بالشيطان بحضور بلينكن.. ما القصة؟

رئيس وزراء ألبانيا يصف أميركا بالشيطان بحضور بلينكن.. ما القصة؟

Changed

موقع "مسبار" يكشف عن سياق وصف رئيس وزراء ألبانيا لأميركا بالشيطان - غيتي
موقع "مسبار" يكشف عن سياق وصف رئيس وزراء ألبانيا لأميركا بالشيطان - غيتي
ينتشر على مواقع التواصل مقطع فيديو يظهر لحظة وصف رئيس الوزراء الألباني الولايات المتحدة بـ "أحد الشياطين الثلاثة الكبرى"، بحضور بلينكن.

تداولت بعض الحسابات والصفحات على موقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا، مقطع فيديو يزعم ناشروه أنّه للحظة وصف رئيس الوزراء الألباني إيدي راما الولايات المتحدة بـ "أحد الشياطين الثلاثة الكبرى".

وجاء تصريح راما وفقًا للمنشور المتداول بحضور وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن، الذي "انصدم" مما قاله رئيس الوزراء الألباني.

المنشور المتداول

في التفاصيل، فقد نشرت بعض الصفحات الناطقة باللغة العربية على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لا تتجاوز مدته الـ23 ثانية يظهر مؤتمرًا صحافيًا لرئيس الوزراء الألباني يتحدث فيه عن "3 شياطين كبرى"، بحضور وزير الخارجية الأميركي.

وأرفقت هذه الصفحات الفيديو بتعليق: "رئيس الوزراء الألباني إيدي راما وبحضور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يقول إن هناك 3 شياطين في العالم: أميركا، الاتحاد السوفيتي، وإسرائيل".

ويستكمل التعليق على المنشور بجملة: "بلينكن انصدم!".

منشور يزعم  وصف  راما أميركا بـ "أحد الشياطين الثلاثة الكبرى" - "مسبار"
منشور يزعم وصف راما أميركا بـ "أحد الشياطين الثلاثة الكبرى" - "مسبار"

حقيقة الخبر

وموقع "مسبار" لتقصي الأخبار الكاذبة راجع المقطع الأصلي الذي تم أخذ الفيديو منه، بالإضافة إلى نص تصريحات رئيس الوزراء الألباني كما ورد على موقع الخارجية الأمريكية، واكتشف أن الفيديو كان مجتزأً وقصد ناشروه إخراجه عن سياقه الحقيقي.

وبالفعل، تم أخذ الفيديو من مؤتمر صحفي مشترك عقد بين رئيس الوزراء الألباني ووزير الخارجية الأمريكي في العاصمة الألبانية تيرانا في 15 فبراير/ شباط 2024. وكان الوصف الذي جاء في الفيديو جزءًا من حديث رئيس الوزراء الألباني حول تصوّر النظام الدكتاتوري الذي حكم ألبانيا بين عامي 1945 و1991.

فقد كان رئيس الوزراء الألباني يجيب عن سؤال من شبكة "سي إن إن" الأميركية، حول ما إذا كان يعتقد أنّ حلّ الدولتين بين فلسطين وإسرائيل لا يزال ممكنًا في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية.

ليردّ راما وفق "مسبار": "إنّها بحسب رأيي المتواضع أصعب مسألة سياسية يمكن لأيّ كان التعامل معها. ولأجيب عن سؤالك بطريقة مباشرة، نعم، لقد اعترفت ألبانيا بدولة فلسطين قبل وقت طويل، ولكي أمنحك خلفية تاريخية صغيرة، كانت ألبانيا دكتاتورية شيوعية".

وأضاف راما: "كان دكتاتورنا واحدًا من أقرب أصدقاء وحلفاء منظمة التحرير الفلسطينية وياسر عرفات. ومن ناحية أخرى، كان نظامنا يكن العداء الشديد لـ3 شياطين كبرى: الولايات المتحدة، والاتحاد السوفيتي، وإسرائيل، أي بمعنى آخر، الإمبريالية الأميركية، الإمبريالية الاشتراكية السوفيتية، والصهيونية اليهودية".

واستكمل رئيس الوزراء موضحًا أن "هذا البلد، من ناحية أخرى، هو الوحيد في أوروبا الذي أصبح لديه عدد يهود أكبر بعد الحرب العالمية الثانية مقارنةً بما قبلها، وهو البلد الوحيد الذي لم يغادره اليهود، بل قدموا إليه بحثًا عن الحماية".

وبالتالي، لا يعبّر المقطع المتجزأ عن الموقف الراهن للحكومية الألبانية على عكس ما يوحي به المقطع المتداول.

ألبانيا وحل الدولتين

وفيما يتعلق بموقف الحكومة الألبانية من حل الدولتين شرح راما في إطار إجابته عن السؤال أن "الوضع الآن بالطبع تراجيدي لأنّ لدى إسرائيل، من جهة، حقٌّ مشروع في الدفاع عن نفسها. لكن ومن ناحية أخرى، الدمار والخسائر البشرية على الجانب الفلسطيني أكبر من أن نقبل المزيد من التصعيد".

واستطرد قائلًا: "المشكلة هي أنّ هذا التصعيد الإضافي ليس في النهاية خطوة كفيلة لوحدها بمحو حماس أو أيّ شكل من حماس قد ينبثق من تحت الأنقاض. لذلك فإن حلّ الدولتين هو بكل تأكيد السبيل الوحيد لحل المسألة".

يذكر أن علاقات تاريخية تجمع ألبانيا بفلسطين، إذ تبنّت ألبانيا بين عامي 1948 و1991 موقفًا يدعم القضية الفلسطينية، وذلك على الرغم من اعترافها، كغيرها من الدول الشيوعية، بإسرائيل في عام 1949.

كما لم تتخذ العلاقات الدبلوماسية بين ألبانيا وإسرائيل طابعًا رسميًّا على مستوى السفراء في كل من تيرانا وتل أبيب، إلاّ في الفترة التي أعقبت تهاوي الشيوعية في ألبانيا عام 1991.

المصادر:
مسبار

شارك القصة

تابع القراءة
Close