Skip to main content

دعوة إلى "المصالحة".. قادة في المعارضة الإثيوبية يستعيدون حريتهم

السبت 8 يناير 2022
كان من بين المفرج عنهم يوم أمس الجمعة الصحافي والناشط إسكندر نيغا

حصل العديد من المعتقلين السياسيين في إثيوبيا على حرّيتهم، السبت، بعدما أعلنت الحكومة الإثيوبية الجمعة العفو عنهم، وبينهم قادة في المعارضة وفي جبهة تحرير شعب تيغراي. ولم يعرف على الفور عدد المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم.

ويأتي إعلان الحكومة الإثيوبية المفاجئ بعد دعوة إلى "المصالحة الوطنية" أطلقها في وقت سابق الجمعة لمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد الأرثوذكسي رئيس الوزراء آبي أحمد. وقال بيان الحكومة إن الهدف من العفو هو "تمهيد الطريق لحل دائم لمشاكل إثيوبيا بطريقة سلمية وغير عنيفة". 

وأضاف البيان أن "مفتاح الوحدة الدائمة هو الحوار، وستقدم إثيوبيا كل التضحيات لتحقيق هذه الغاية"، مُعدّدًا أسماء كثيرين من قادة المعارضة وأعضاء مهمّين في جبهة تحرير شعب تيغراي، ممّن تمّ الإفراج عنهم.

وقد تمّ العفو عن العديد من الشخصيات في جبهة تحرير شعب تيغراي، بالإضافة إلى زعماء المعارضة من اتنية أورومو وهي الأكبر في إثيوبيا وأمهرة.

استعادة حكومية لمواقع هامة

وانسحب مقاتلو جبهة تحرير شعب تيغراي نهاية ديسمبر/ كانون الأول من معقلهم في تيغراي الواقعة في أقصى شمال البلاد، في مواجهة هجوم عسكري شنته القوات الحكومية التي سيطرت على سلسلة من المُدُن الاستراتيجية.

وحملت جبهة تحرير شعب تيغراي، الحزب الذي حكم إثيوبيا لنحو ثلاثين عامًا، السلاح منذ أن أرسل آبي أحمد الجيش الفدرالي إلى تيغراي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 لإزاحة السلطات الإقليمية التابعة للجبهة والتي تحدت سلطته واتهمها بأنها هاجمت قواعد عسكرية. ولم يكن واضحًا إذا كانت الحكومة عرضت على جبهة تحرير شعب تيغراي إجراء مفاوضات أم لا.

وقال موظفا إغاثة لرويترز اليوم السبت، نقلًا عن السلطات المحلية وشهود عيان، أن ضربة جوية إثيوبية في إقليم تيغراي بشمال البلاد أسفرت عن مقتل 56 شخصًا وإصابة 30 في مخيم للنازحين.

وقتل آلاف في الصراع في منطقة تيغراي التي تضم ستة ملايين نسمة وتخضع لما تسميه الأمم المتحدة "حصارًا فعليًا" يحول دون وصول المساعدات الإنسانية.

ودعا آبي أحمد الجمعة إلى "الوحدة". إلّا أنه عاد ليهاجم السبت "الأعداء الخارجيين والداخليين"، واصفًا المنتمين إلى جبهة تحرير شعب تيغراي بـ"الأفاعي". 

مهمة فيلتمان الأخيرة

وتزامن العفو أيضًا مع مهمة إلى إثيوبيا قام بها المبعوث الأميركي الخاص للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان الذي حاول تشجيع محادثات السلام بين الحكومة وجبهة تحرير شعب تيغراي.

وعلى لائحة الشخصيات التي تم العفو عنها، قطب الإعلام السابق جوار محمد، عضو المؤتمر الفدرالي لأورومو وزميله بيكيلي غيربا. ومحمد كان حليفًا سابقًا لآبي أحمد الذي يتحدر من إتنية أورومو، أكبر مجموعة عرقية في البلاد، وأصبح لاحقًا أحد أشد منتقديه.

كما ظهر على اللائحة اسكندر نيغا الذي خرج أمس السبت وكان اعتقل  في يوليو/ تموز 2020 مع شخصيات معارضة أخرى بعد أعمال عنف اندلعت على أثر مقتل المغني الشهير هاشالو هونديسا المدافع عن اتنية الأورومو، بالرصاص في أديس أبابا في 29 يونيو/ حزيران.

وأسفرت هذه التظاهرات وأعمال العنف عن مقتل 239 شخصًا خلال أيام على خلفية خلافات عرقية واستياء. 

محاولات لإخراج بقية المعتقلين

وبين مسؤولي جبهة تحرير شعب تيغراي الذين ورد ذكرهم في بيان الحكومة، سبحات نيغا أحد مؤسسي الحزب، وكيدوسان نيغا وأباي ولدو وأبادي زيمو وهو سفير سابق في السودان.

وأكّد المحامي تولي باييسة، وهو محامي جوار محمّد وبيكيلي، الإفراج عنهما. وقال ل"فرانس برس" إنه يعمل على إخراج غيرهم من المعتقلين، بينهم شخصيات من مجموعة أورمو تمت تبرئتهم من قبل القضاء. ولم يُعرف على الفور ما إذا كان قد أُطلق سراح اركان جبهة تحرير شعب تيغراي السبت، وبينهم سبحات نيغاي وأباي ولدو.

ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عبر تويتر بهذا العفو. وقال: "ما زلت ملتزمًا مساعدة اثيوبيا على إنهاء القتال" من أجل "استعادة السلام والاستقرار".

المصادر:
العربي- وكالات
شارك القصة