يعود شبح جنون البقر من جديد ليشغل مصدري ومستوردي لحوم البقر من البرازيل، حيث أفادت وزارة الزراعة أن كلًا من الأردن وإيران وتايلاند أوقفت مؤقتًا استيراد لحوم الأبقار، وأن روسيا أوقفت الواردات من ولاية بارا فقط بعد اكتشاف حالة إصابة هناك.
وفتحت السلطات البرازيلية تحقيقًا فوريًا في حالة إصابة باعتلال الدماغ الإسفنجي البقري أو ما يعرف عادة بجنون البقر، بعدما رُصدت إصابة لدى حيوان ذكر يبلغ من العمر تسع سنوات من ولاية بارا وتم التخلص من هذا الحيوان.
إصابة غير نمطية
وقالت وزارة الزراعة البرازيلية: إن الإصابة غير نمطية وإنها ستعمل لرفع تعليق استيراد لحوم الأبقار الذي سارعت عدة دول آسيوية إلى فرضه.
ويشكل تعليق الصادرات خطرًا كبيرًا على قطاع الثروة الحيوانية في البرازيل وهو أحد أكبر هذه القطاعات في العالم.
ويعتبر النوع الكلاسيكي من مرض جنون البقر الأخطر لأنه يتضمن التلوث ببروتين البريون الذي يشكل خطرًا على صحة الإنسان إذا ما تم استهلاك اللحوم المصابة. كما يمكن أن يؤثر أى حظر واسع على التجارة إضافة إلى خسارة ثروة حيوانية كبيرة.
وقد اعتبر المرض عام 1993 وباء بين البقر نظرًا لنسبة الإصابات حيث كانت تقدر أعداد الإصابات الأسبوعية فيه بنحو ألف إصابة.
مخاوف "مبررة"
ويشير الصحافي البرازيلي فيكتوريوس شمس إلى أن تصرف بعض الدول بوقف استيراد اللحوم من البرازيل لها ما يبررها حيث توجد مخاوف.
ويلفت في حديث إلى "العربي" من ساو باولو إلى أن البرازيل تُجرّم استخدام الأغذية المركبة لغذاء الحيوانات، مشيرًا إلى أن المسبب لمرض جنون البقر هو التلوث ببروتين البرويون.
ويؤكد أن الصين رصدت ست حالات فقط من هذا المرض على مدى 23 عامًا وحتى اليوم. ويذكر شمس أن آخر تلك الإصابات كان في عام 2021 حيث كشفت إصابة بقرتين به وأوقفت الصين استيراد لحوم الأبقار لثلاثة أشهر، تلاها اكتشاف إصابة واحدة توقف على إثرها استيراد الصين للحوم لمدة شهر واحد.
وبحسب شمس، تستحوذ الصين على 61% من صادرات البرازيل من لحوم الأبقار بقيمة 8 مليارات دولار وهي المستورد الرئيسي.