الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

رئيس مؤسسة النفط يرفض إقالته.. ما تداعيات الخطوة على المشهد الليبي؟

رئيس مؤسسة النفط يرفض إقالته.. ما تداعيات الخطوة على المشهد الليبي؟

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تسلط الضوء على تصريحات مصطفى صنع الله بعد قرار إقالته من منصبه رئيسًا للمؤسسة الوطنية للنفط (الصورة: وسائل التواصل)
اعتبر صنع الله قرار تشكيل مجلس إدارة جديد باطل قانونًا لأنه صادر عن حكومة منتهية الصلاحية، ورأى أن المؤسسة محمية بموجب القانون الدولي الذي يدعم وحدتها.

في أعقاب إعلان حكومة الوحدة الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة الأربعاء تعيين المصرفي البارز فرحات بن قدارة رئيسًا للمؤسسة الوطنية للنفط خلفًا لمصطفى صنع الله، سارع الأخير إلى رفض قرار إقالته، معتبرًا أنه صادر عن حكومة "منتهية الصلاحية".

وينصّ القرار الذي وقّعه الدبيبة في 7 يوليو/ تموز الجاري، ونُشر الأربعاء على تعيين بن قدارة رئيسًا لمؤسسة النفط، و4 أشخاص آخرين أعضاء في مجلس إدارة المؤسسة.

وقال صنع الله في بيان: "قرار تشكيل مجلس إدارة جديد باطل قانونًا لأنه صادر عن حكومة منتهية الصلاحية، كما أن المؤسسة محمية بموجب القانون الدولي الذي يدعم وحدتها، ويطلب عدم إقحامها في السياسة".

كما اتهم صنع الله الإمارات العربية المتحدة بـ"التواطؤ" في عملية إقالته بسبب "سعيها إلى السيطرة" على عدد من المشروعات النفطية في ليبيا.

وكان الدبيبة أعلن في نهاية يونيو/ حزيران الفائت موافقته على طلب وزير النفط محمد عون تعيين مجلس إدارة جديد لمؤسسة النفط.

خلافات صنع الله مع الحكومات المتعاقبة

ودخل عون في خلافات وتبادل للاتهامات مع صنع الله، حيث اتهم الأخير بحجب بيانات الإيرادات والإنتاج عن الوزارة، وبإصدار أوامر إلى الشركات بعدم الاعتداد بمراسلات وزارة النفط التي تتبع إليها المؤسسة قانونًا.

ويرأس صنع الله مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط منذ 2014، وقد تقلد هذا المنصب بعدما تدرج في مناصب عدة في شركات نفطية وطنية، ولصنع الله علاقات وطيدة مع شركات النفط الأجنبية العاملة في ليبيا.

وكانت دول غربية عدّة دعت إلى النأي بقطاع النفط في ليبيا عن الصراعات والمحافظة على استقرار إدارة النفط الذي تشكل وارداته أكثر من 96% من إيرادات ليبيا من العملة الصعبة.

وطيلة السنوات الماضية دخل صنع الله في خلافات كبيرة مع الحكومات المتعاقبة، كما أنه على عداء مع الصدّيق الكبير، محافظ البنك المركزي الليبي.

أما فرحات بن قدارة (57 عامًا) فهو مصرفي تنحدر أصوله من بنغازي (شرق) وتقلد مناصب عدة في مجال البنوك والمال والأعمال في ليبيا وخارجها. وكان أبرز هذه المناصب توليه منصب محافظ البنك المركزي بين عامي 2006 و2011 في عهد الزعيم الراحل معمّر القذافي.

تداعيات تصريحات صنع الله

وفي هذا الإطار، يرى أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة مصراتة مختار الجديد، أن إقالة صنع الله جاءت بعد توافقات مع الأطراف الفاعلة في البلاد، أدت إلى تكليف رئيس جديد لمؤسسة النفط الليبية، مشيرًا إلى أن صنع الله هو الطرف الأضعف في هذه المعادلة ولن يستطيع الصمود كثيرًا.

ويضيف في حديث إلى "العربي" من مدينة مصراتة الليبية، أن صنع الله يحاول كسب الليبيين من خلال تصريحاته الأخيرة التي وصفها بـ"العاطفية"، كما أنه يحاول إثارة الشارع بذكر الإمارات خلال حديثه، لافتًا إلى أن رزق الليبيين لن يهدر وأنّ المؤسسة الليبية لن تنهار بمجرد إقالته.

ويشير مختار الجديد إلى أن اللواء المتقاعد خليفة حفتر والسلطة الحاكمة في المنطقة الشرقية للبلاد ضاق صدرها من رئيس الحكومة الليبية المكلف فتحي باشاغا، وتبحث عن أوراق بديلة أكثر فاعلية في الغرب الليبي، مضيفًا أن حفتر وصل إلى قناعة أنه لن يستطيع دخول طرابلس بالقوة العسكرية أو السيطرة على غرب ليبيا، لذلك هو يبحث الآن على قوى فاعلة على الأرض.

ويتابع أن جميع الأطراف تسارع وتحاول تشكيل حكومة ثالثة عن طريقها، لا سيما من قبل رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، أو الدبيبة مع حفتر، مشيرًا إلى أن عقيلة صالح بكل نفوذه لن يستطيع الخروج من عباءة حفتر.

وحول مصير فتحي باشاغا، يقول مختار الجديد: "بمجرد حدوث التوافق بين مجلس النواب وحفتر فإن باشاغا فقد شعبيته وحاضنته في الغرب الليبي"، معتبرًا أن باشاغا تحول إلى ظاهرة صوتية ولا يملك إلا التصريحات الإعلامية.

وتواجه ليبيا أزمة حادة بسبب تراجع إنتاج النفط، إذ إن مجموعات محلية وقبلية تغلق منذ أبريل/ نيسان 6 حقولًا وموانئ نفطية في شرق البلاد، في منطقة تسيطر عليها القوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر.

وهذه الحقول والموانئ مغلقة احتجاجًا على استمرار رئاسة عبد الحميد الدبيبة للحكومة في طرابلس وعدم تسليمه السلطة إلى الحكومة الجديدة المعينة من مجلس النواب.

وقبل أسبوعين أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط أن حجم الخسائر المالية الناجمة عن إغلاق المنشآت النفطية في شرق البلاد تجاوزت 3.5 مليار دولار.

ويتفاقم الانقسام في ليبيا مع وجود حكومتين متنافستين، الأولى في طرابلس انبثقت من اتفاق سياسي قبل عام ونصف يرأسها عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا إلى حكومة منتخبة، والثانية برئاسة فتحي باشاغا عينها البرلمان في فبراير/ شباط ومنحها ثقته في مارس/ آذار وتتخذ من سرت (وسط) مقرًا مؤقتًا لها بعدما مُنعت من دخول طرابلس رغم محاولتها ذلك.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close