Skip to main content

رسائل مسرّبة.. بوتين خطّط لمهاجمة اليابان قبل الحرب على أوكرانيا

الجمعة 25 نوفمبر 2022

كشفت رسالة مسرّبة من جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أن الرئيس فلاديمير بوتين، كان يستعدّ لمهاجمة اليابان في صيف عام 2021، أي قبل أشهر من شنّ الحرب على أوكرانيا.

وذكرت مجلة "نيوزويك" أن عميلًا في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أرسل في 17 مارس/ آذار الماضي، رسالة الكترونية إلى فلاديمير أوسيشكين، الناشط الروسي في حقوق الإنسان والذي يدير موقع مكافحة الفساد "Gulagu.net"، وهو الآن منفي في فرنسا.

"سعيٌ جدّي"

 والعميل هو أحد الأشخاص الذين يبلغون عن المخالفات داخل جهاز الأمن الروسي، وعادة ما يبعث رسائل منتظمة إلى أوشيشكين، يكشف فيها عن الغضب والاستياء داخل الجهاز بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا المستمرّة منذ 24 فبراير/ شباط الماضي.

ويقوم إيغور سوشكو، المدير التنفيذي لمجموعة أبحاث "رياح التغيير"، وهي منظمة غير ربحية مقرها واشنطن، بترجمة المراسلات من الروسية إلى الإنكليزية والتي بدأت تصل إلى أوسيشكين منذ 4 مارس. وشارك سوشكو جميع رسائل البريد الإلكتروني بالكامل مع مجلة "نيوزويك".

وحلّل كريستو غروزيف، وهو خبير في شؤون جهاز الأمن الفديرالي الروسي، الرسالة الواردة في 17 مارس، وقال إنه عرض الرسالة "على اثنين من جهات الاتصال الفعلية (الحالية أو السابقة) في جهاز الأمن الفيدرالي" الذين "ليس لديهم شك في أنها كتبت من قبل زميل لهم".

ووفقًا للرسالة، كانت روسيا تستعد بجدية في أغسطس/ آب 2021، لصراع عسكري محلي مع اليابان. وأشار عميل جهاز الأمن الفيدرالي إلى أن روسيا اختارت بدلًا من ذلك غزو أوكرانيا بعد أشهر.

وقدّم العميل تفاصيل عن التحركات التي قامت بها طائرات الهليكوبتر الحربية الإلكترونية التي تستهدف اليابان، في حين بدأت أيضًا آلة الدعاية الروسية بوصف اليابانيين بأنهم "نازيون" و"فاشيون".

جزر الكوريل.. حجر عثرة رئيسي

ولم توقع روسيا واليابان على معاهدة سلام رسمية تنهي الحرب العالمية الثانية، بسبب الخلافات حول مجموعة من الجزر تطالب بها اليابان، لكن تحتلها روسيا.

واستولى الاتحاد السوفيتي على جزر كوناشيري، وإيتوروفو، وشيكوتان، وهابوماي التابعة لسلسلة جزر الكوريل في نهاية الحرب العالمية الثانية. وتزعم طوكيو أن الجزر هي "أقاليمها الشمالية"، وتسبّبت هذه القضية في توتر العلاقات بين روسيا واليابان لعقود.

وذكر العميل، في رسالته الإلكترونية، أن "جزر الكوريل" تشكل حجر عثرة رئيسًا بين موسكو وطوكيو.

ونظرًا لموقعها بين جزيرة هوكايدو اليابانية الكبيرة وشبه جزيرة كامتشاتكا الروسية، تقدّم الجزر عددًا من الفوائد العسكرية والسياسية.

وكتب العميل: "بالنسبة لليابان، هناك حجر الزاوية في الجغرافيا السياسية الحديثة هنا: وضعها كخاسر في الحرب العالمية الثانية لا يزال يمنع اليابانيين من امتلاك قوة عسكرية رسمية، وجهاز استخبارات خارجي وعدد من الأشياء الأخرى. ولذلك فإن عودة جزر الكوريل تعني في الواقع مراجعة أو حتى إلغاء وضعها بعد الحرب ".

وعام 2018، دشّنت اليابان برنامجًا ضخمًا للتسلّح، هو الأول من نوعه منذ الحرب العالمية الثانية. كما أقرّت خطة دفاعية خماسية لتعزيز ترسانتها العسكرية تتضمّن للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية التزوّد بحاملتي طائرات.

وأضاف العميل: "في غضون ذلك، الجزر هي ورقة مساومة بالنسبة لموسكو. أما بالنسبة للصين، فانها تنظر إلى أي محاولة لمراجعة اتفاقات ما بعد الحرب بشكل سلبي للغاية، ولا تقبل بكين أي انتصار محتمل لليابان في النزاع على جزر الكوريل".

حملة إعلامية

وأشار إلى أن رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي كان في ذلك الوقت يركّز بالفعل على محاولة التفاوض مع روسيا بشأن قضية جزر الكوريل، وإصلاح جهاز المخابرات في بلاده.

وكتب: "تاريخيًا، كانت الاستخبارات العسكرية اليابانية دائمًا على مستوى عالٍ من التدريب، ولكن بعد الهزيمة في الحرب العالمية الثانية، تم إلغاء الجهاز ببساطة بأمر من المنتصرين".

في أغسطس 2021 ، رفع جهاز الأمن الفيدرالي الروسي السرية عن معلومات بيانية حول كيفية تعذيب المواطنين السوفيت من قبل الخدمات اليابانية الخاصة خلال الحرب العالمية الثانية.

وتضمّنت المواد، التي رُفعت عنها السرية، بيانات من استجواب أوتوزو يامادا، وهو جنرال في الجيش الإمبراطوري الياباني خلال الحرب العالمية الثانية.

وقال العميل إن الجهاز الروسي كُلف بإطلاق "حملة إعلامية ضد اليابان في المجتمع الروسي".

استبدال اليابان بأوكرانيا

وكتب العميل: "في 8 أغسطس، زعمت وسائل الإعلام الروسية أن اليابان كانت تستعدّ للحرب مع الاتحاد السوفيتي منذ عام 1938، وجرى تسريب الخطط للهجوم. ولكن في 16 أغسطس، ناقشت وسائل الإعلام الروسية الوثائق التي رُفعت عنها السرية بنبرة مختلفة تمامًا، وزعمت أن اليابانيين أجروا تجارب بيولوجية مروّعة على السجناء السوفيت، وعاملوهم بشكل سيئ للغاية".

وضمّن العميل في بريده الإلكتروني، روابط متعدّدة من وسائل الإعلام الموالية للكرملين بشأن هذه المسألة، بما في ذلك واحدة بعنوان "كيف أنقذ الاتحاد السوفيتي العالم من الحرب البيولوجية التي كانت تستعد لها اليابان"، وآخر بعنوان "دليل على استعدادات اليابان للحرب مع الاتحاد السوفيتي رفعت عنها السرية".

وقال سوشكو للمجلة: "رفع جهاز الأمن الفيدرالي الروسي السرية عن هذه الوثائق في الوقت الذي كانت القوات الروسة تحشد الروس ضد اليابان، وتجهيزهم ليبدأوا بالاعتقاد بأن اليابانيين فاشيون".

وأضاف: "لقد استبدلوا نوعًا ما اليابان بأوكرانيا. وإذا نظرنا إلى الجنون الذي كانت تُعدّ له روسيا قبل مهاجمة اليابان، نجد أنه الجنون ذاته الذي مارسته روسيا عند مهاجمة أوكرانيا".

وقال العميل إن "الفضاء المعلوماتي الروسي نشط ضدّ اليابان في صيف عام 2021"، مضيفًا: "لقد راهنوا على حقيقة أن اليابانيين متخصّصون في التجارب البيولوجية الوحشية، وأنهم غير إنسانيين، ويميلون إلى النازية. وكان ينبغي أن يُنزع السلاح منهم بعد الحرب".

وختم: "بشكل عام، كانت الحرب حتمية بالنسبة لروسيا بسبب الرغبة الجنونية في الحرب من قبل القيادة، ولكن الآن، تمّ إعادة نشر الجزء الأكبر من الوحدات الجاهزة للقتال من هذا الاتجاه في أوكرانيا".

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة