الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

رصد ظاهرة ابيضاض "هائل" للمرجان.. ما تأثيرها على حياة البشر؟

رصد ظاهرة ابيضاض "هائل" للمرجان.. ما تأثيرها على حياة البشر؟

Changed

حلقة ابيضاض المرجان الحالية هي الرابعة التي تسجلها وكالة "نوا" منذ العام 1985 - غيتي
حلقة ابيضاض المرجان الحالية هي الرابعة التي تسجلها وكالة "نوا" منذ العام 1985 - غيتي
تشير تقديرات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي إلى أن كوكب الأرض فقد ما بين 30% إلى 50% من شعابه المرجانية.

للمرة الثانية خلال عشر سنوات، يشهد العالم حلقة هائلة من ابيضاض المرجان بسبب درجات حرارة قياسية في المحيطات، حيث تهدّد هذه الظاهرة بقاء الشعاب المرجانية حول العالم، بما في ذلك الحاجز المرجاني العظيم قرب أستراليا.

وقال منسّق مرصد الشعاب المرجانية التابع للوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي "نوا": إنه "مع استمرار ارتفاع درجة حرارة المحيطات، أصبح ابيضاض المرجان أكثر تواترًا وشدة".

ابيضاض المرجان

وترتبط هذه العملية بارتفاع درجة حرارة المياه، ما يؤدي إلى تغيّر اللون، ويمكن أن يتسبب بموت هذه الكائنات الحية في حال التعرض لفترة طويلة أو شديدة للإجهاد الحراري.

لكن عكس هذه الظاهرة قد يكون ممكنًا، إذ يمكن للشعاب المرجانية المتضررة البقاء على قيد الحياة إذا انخفضت درجات الحرارة وتقلصت عوامل الإجهاد الأخرى، مثل الصيد الجائر أو التلوث.

وحلقة الابيضاض الحالية، هي الرابعة التي تسجلها وكالة "نوا" منذ عام 1985. وقد لوحظت الحلقات السابقة في أعوام 1998 و2010 و2016.

وأشار بيبي كلارك من "الصندوق العالمي للطبيعة"، وهي منظمة غير حكومية، إلى أن حجم ابيضاض المرجان الجماعي وشدّته دليل واضح على الآثار الضارة لتغير المناخ اليوم.

وتشير تقديرات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي إلى أن كوكبنا فقد ما بين 30% إلى 50% من شعابه المرجانية، وأن هذه الشعاب المرجانية يمكن أن تختفي تمامًا بحلول نهاية القرن إذا لم تحدث تغييرات كبيرة.

يتأرجح الحاجز المرجاني الشهير في أستراليا على حافة الهاوية، ويعاني من واحدة من أعنف أحداث ابيضاض المرجان على الإطلاق - غيتي
يتأرجح الحاجز المرجاني الشهير في أستراليا على حافة الهاوية، ويعاني من واحدة من أعنف أحداث ابيضاض المرجان على الإطلاق - غيتي

ووصلت درجة حرارة المحيطات التي تؤدي دورًا رئيسيًا في تنظيم المناخ العالمي، إلى مستوى قياسي مطلق جديد في مارس/ آذار الفائت، بمعدل 21,07 درجة مئوية مقاسة على السطح، باستثناء المناطق القريبة من القطبين، وفق مرصد كوبرنيكوس الأوروبي.

وتتكون المستعمرات المرجانية من مخلوقات صغيرة تسمى بوليبات، تفرز هيكلًا خارجيًا من الحجر الجيري. 

وتقتل موجات الحرارة الحيوانات، إما ببساطة عن طريق الحرارة الزائدة أو عن طريق إخراج الطحالب التي تزودها المواد المغذية من أجسامها: وهذا ما يسمى ابيضاض المرجان.

ما عواقب هذه الظواهر؟

أفاد ديريك مانزيلو، من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، بأنه من فبراير/ شباط 2023 إلى أبريل/ نيسان 2024، لوحظ ابيضاض كبير للشعاب المرجانية في نصفَي الكرة الشمالي والجنوبي لكل حوض محيطي رئيسي.

ولوحظت هذه الظواهر منذ مطلع عام 2023 في فلوريدا (جنوب الولايات المتحدة)، وفي منطقة البحر الكاريبي، والبرازيل، وحتى في شرق المحيط الهادئ الاستوائي.

كما يتأثر البحر الأحمر وجنوب المحيط الهادئ بشدة، وكذلك الحاجز المرجاني العظيم قبالة سواحل أستراليا.

يمكن أن تموت هذه الكائنات الحية في حال التعرض لفترة طويلة أو شديدة للإجهاد الحراري - غيتي
يمكن أن تموت هذه الكائنات الحية في حال التعرض لفترة طويلة أو شديدة للإجهاد الحراري - غيتي

وأعلنت السلطات الأسترالية مطلع مارس الماضي أن هذه الشعاب المرجانية، وهي الأكبر في العالم والوحيدة التي يمكن رؤيتها من الفضاء، تتعرض لعملية "ابيضاض هائلة".

وعواقب هذه الظواهر متعددة: فهي تؤثر على الأنظمة الإيكولوجية للمحيطات، لكنها تؤثر أيضًا على السكان البشريين، ما ينعكس على أمنهم الغذائي واقتصاداتهم المحلية، خصوصًا السياحة.

وبحسب الصندوق العالمي للطبيعة، يعتمد حوالي 850 مليون شخص حول العالم على الشعاب المرجانية في غذائهم ووظائفهم وحتى لحماية السواحل.

كما أنها تؤدي دورًا مهمًا في الأنظمة الإيكولوجية البحرية، إذ إنها تؤوي أكثر من ربع الأنواع البحرية.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close