"رغم حرب أوكرانيا".. المخابرات الأميركية: الصين تواصل تعاونها مع روسيا

اعتبر مديرو وكالات المخابرات الأميركية اليوم الأربعاء أن الصين ستستمر في تعاونها مع روسيا في إطار محاولاتها لتحدي الولايات المتحدة، على الرغم من المخاوف الدولية بشأن الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي قطع عامه الأول.

وقال تقرير لتقييم التهديدات تقدم به مديرو وكالات المخابرات الأميركية خلال جلسة الاستماع السنوية للجنة المخابرات بمجلس الشيوخ حول التهديدات العالمية لأمن الولايات المتحدة: "على الرغم من رد الفعل العالمي العنيف على الغزو الروسي لأوكرانيا، فإن الصين ستحافظ على تعاونها الدبلوماسي والدفاعي والاقتصادي والتكنولوجي مع روسيا في محاولة لمواصلة تحدي الولايات المتحدة، حتى لو كان ذلك سيقلل من دعمها الشعبي".

الصين ستواصل تخويف خصومها

وركّز التقرير على التهديدات التي تمثلها الصين وروسيا، وخلص إلى أن بكين ستواصل تخويف خصومها في بحر الصين الجنوبي وأنها ستعتمد على الإجراءات التي تم اتخاذها منذ عام 2022، والتي قد تشمل زيادة عمليات عبور مضيق تايوان وإطلاق صواريخ فوق تايوان.

من جانبها، قالت مديرة المخابرات الوطنية أفريل هينز التي تشغل منصب كبيرة مستشاري الرئيس جو بايدن لشؤون المخابرات: "ربما لا داعي للقول إن جمهورية الصين الشعبية، التي تستمر في تحدي الولايات المتحدة اقتصاديا وتكنولوجيا وسياسيًا وعسكريًا في جميع أنحاء العالم، لا تزال على رأس أولوياتنا المطلقة".

ولفتت هينز إلى أنه من أجل تحقيق رؤية الرئيس الصيني شي جين بينغ لجعل الصين قوة كبرى، فإن الحزب الشيوعي الصيني "مقتنع تمامًا بأنه لا سبيل لتحقيق ذلك إلا على حساب قوة الولايات المتحدة ونفوذها".

وزادت هينز بالقول: إن أوكرانيا تشهد "حرب استنزاف طاحنة" وإن المخابرات الأمريكية لا تتوقع تعافي الجيش الروسي بدرجة كافية هذا العام لدرجة تمكنه من تحقيق مكاسب كبيرة على الأرض.

خطر كبير

وبحسب التقرير فإن روسيا قد لا تسعى إلى الدخول في صراع مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، لكن الحرب في أوكرانيا تتضمن "خطرًا كبيرًا" بحدوث ذلك.

وأشار التقرير إلى أن هناك "إمكانية حقيقية" من أن تؤدي الإخفاقات العسكرية الروسية في أوكرانيا إلى تضاؤل مكانة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محليًا، مما يزيد من احتمالات التصعيد.

والجمعة الماضية، تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس، بمواصلة جعل روسيا تدفع ثمن حربها في أوكرانيا التي دخلت الآن عامها الثاني.

وركز نقاشهما على أهمية استمرار "التضامن العالمي" مع الشعب الأوكراني، والجهود المستمرة لتوفير الأمن والمساعدة الإنسانية والاقتصادية والسياسية لكييف. 

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين،حذّرت في خطاب أمام البرلمان الكندي في أوتاوا، أمس الثلاثاء، من أنّ الاتّحاد الأوروبي لن يقبل أبدًا بأن تهدّد روسيا أمنه.

وقالت فون دير لايين: "لن نقبل أبدًا أن ترسل قوة عسكرية لديها أحلام إمبراطورية، دبّاباتها إلى ما وراء الحدود الدولية".

وأضافت أنّ دول الاتّحاد الـ27 "لن تقبل أبدًا بهذا التهديد لأمن أوروبا ولأسس مجتمعنا الدولي".