بعد ثلاثة عقود على الإبادة الجماعية في رواندا، يشهد تقليد إيميغونغو انتعاشًا كبيرًا ليُصبح رمزًا للثقافة والاتحاد.
وتقليد إيميغونغو هو شكل من أشكال الفنون الخاصة بشعب توتسي، ويعود إلى 200 عام ويُستخدم فيه روث البقر.
ويُعتقد على نطاق واسع أنّ ايميغونغو المعروف بأنماطه البارزة بالأبيض والأسود، ابتكره أمير من إتنية توتسي في القرن التاسع عشر. وخلط الأمير كاكيرا روث البقر والرماد، وصنع مادة استخدمها لرسم نقوش ثلاثية الأبعاد على جدران قصره في مملكة غيساكا شرق رواندا.
ما هو تقليد إيميغونغو؟
و"أوموغونغو" كلمة من لغة كينيارواندا تعني "عمود فقري"، ولازمت هذا الفنّ بسبب الخطوط المستقيمة المعتمدة فيه. وبات شائعًا بين الأسر الريفية حيث تستخدم النساء الروث والأصباغ الطبيعية المصنوعة من التربة والطين وعصارة الصبار لتزيين منازلهن.
وقالت مؤسِسة تعاونية "كاكيرا إيميغونغو كووبيريتيف" في منطقة كيريهي الشرقية باسيريس أواماريا، إنّها بدأت بممارسة هذا الفن عندما كانت في الخامسة عشرة.
ولكنّ الإبادة الجماعية التي استهدفت أقلية توتسي عام 1994، كادت أن تقضي على هذا التقليد، مع مقتل كل أعضاء تعاونية "أواماريا" الـ15 تقريبًا، في المذبحة التي أودت بحياة نحو 800 ألف شخص في مختلف أنحاء رواندا.
عام 1996، أعادت مؤسِسة تعاونية "كاكيرا إيميغونغو كووبيريتيف" في منطقة كيريهي الشرقية باسيريس أواماريا، إحياء التعاونية، ودعوة الناجين الآخرين من الإبادة الجماعية للانضمام إليها. ومعها، تمّ إحياء تقليد "إيميغونغو".
دمج بين التقليدي والحديث
وتحضر الأنماط التقليدية إلى جانب تصميمات حديثة تتميّز بألوان مختلفة. ويتمّ استبدال الأصباغ الطبيعية بالدهانات التجارية.
وتوجد رسوم "إيميغونغو" في الاستوديوهات الراقية ومحلات الملابس، وتُستخدم في تزيين الملابس والقطع الأثرية الخشبية، مع سوق يضمّ أجانب وروانديين.
وفي الوقت الراهن، يحظى فن إيميغونغو بتقدير جميع الروانديين، وليس من ينتمون إلى مجموعة توتسي.
ويُقدّم متجر واستوديو كيغالي دروسًا في الرسم لمَن تتراوح أعمارهم بين 4 و75 عامًا.
وتُساعد الأنماط التي يشتهر بها هذا الفنّ في بيع التصميمات "المصنوعة في رواندا" حول العالم.