يواجه سوق العمل العالمي تطوّرات هائلة مع نمو الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الذكية بطريقة هائلة، ناهيك عن التوجّه نحو "التحوّل إلى البيئة الخضراء".
وتعمل التقنيات الجديدة وأزمة المناخ المتصاعدة على تغيير مشهد سوق العمل بمعدل غير مسبوق، وفقًا لتقرير "مستقبل الوظائف 2023" الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في مايو/ أيار الماضي.
وسيؤدي هذا النمو التكنولوجي الهائل إلى ارتفاع الطلب على بعض الوظائف على مدى السنوات الخمس المقبلة، فيما يُهدّد في المقابل، وظائف أخرى بالزوال.
وذكر تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي أنه من الآن وحتى عام 2027، ستبرز 69 مليون وظيفة جديدة في جميع أنحاء العالم، مقابل إلغاء 83 مليون وظيفة، ما سيؤدي إلى انخفاض صاف قدره 14 مليون وظيفة.
ويشير ذلك إلى تحوّل كبير في سوق العمل، وفقًا لخبيرة السياسات الرقمية وتكنولوجيا الاتصالات كريستينا بونارد التي لفتت في حديث سابق لـ"العربي"، إلى استبدال بعض الوظائف التقليدية بأخرى مستحدثة تقوم على الذكاء الاصطناعي.
وظائف تنمو بفعل الذكاء الاصطناعي
الوظائف العشر الجديدة التي تتوقّع الشركات نموها بشكل أكبر خلال السنوات الخمس المقبلة، هي:
- متخصصون في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي؛
- متخصصون في الاستدامة؛
- محللو ذكاء الأعمال؛
- محللو أمن المعلومات؛
- مهندسو التكنولوجيا المالية؛
- محللو البيانات والعلماء؛
- مهندسو الروبوتات؛
- مهندسو التكنولوجيا الكهربائية؛
- مشغلو المعدات الزراعية؛
- متخصصون في التحول الرقمي.
وبينما تستفيد المزيد من الشركات من الذكاء الاصطناعي لأتمتة العمليات والتنبؤ بشكل أفضل بطلب العملاء، من المتوقع أن ينمو الطلب على المتخصّصين في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي بنسبة 40%، ما يضيف حوالي مليون وظيفة إلى الاقتصاد العالمي على مدى السنوات الخمس المقبلة.
ومن المتوقّع أن يشهد قطاع الاستدامة، وهندسة التكنولوجيا المالية، وتحليل أمن المعلومات والبيانات، وعلم البيانات، معدل نمو يتجاوز 30%.
في المقابل، ستشهد العديد من الوظائف غير التكنولوجية أكبر الزيادات في إجمالي عدد الوظائف. ومن المتوقّع أن يشغل سائقو الشاحنات الثقيلة والحافلات، ومعلمو التعليم المهني، ومصلحو الميكانيك والآلات، حوالي 2 مليون وظيفة جديدة بين عامي 2023 و2027، وهي من بين أسرع معدلات النمو المطلق لأي مهنة.
وظائف ستتراجع بفعل الذكاء الاصطناعي
وفي وقت تؤدي الاستدامة والثورات التقنية إلى تضخّم الوظائف الرقمية والقائمة على الاستدامة، من المتوقّع أن ينخفض انتشار بعض الأدوار التقليدية.
لسوء الحظ، سيكون انخفاض الوظائف ملموسًا في الأعمال الآلية أو التي تعمل إلى حد كبير عبر الإنترنت، أو التي بدأ التعامل معها بواسطة الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ويتصدّر القائمة:
- موظفو البنوك والكَتبة ذوو الصلة؛
- موظفو البريد؛
- أمناء الصندوق وموظفو التذاكر؛
- موظفو إدخال البيانات؛
- السكرتارية التنفيذية الإدارية؛
- المُشرّعون والمسؤولون؛
- موظفو حفظ السجلات والمخزون؛
- موظفو المحاسبة وتسجيل الرواتب وإدارة الحسابات؛
- موظفو الإحصاء والموارد المالية والتأمين؛
- الباعة المتجوّلون وبائعو الصحف.
بالإضافة إلى ما تقدّم، من المتوقّع انخفاض وظائف الصرّافين والموظفين ذوي الصلة بنسبة 40% قبل نهاية العقد، والحاجة إلى موظفي الخدمات البريدية، وأمناء الصندوق، وموظفي التذاكر وإدخال البيانات، بأكثر من الثلث في السنوات الخمس المقبلة.
وسيسجّل كتبة البيانات أسوأ انخفاض في عدد الوظائف، مع احتمال فقدان 8 ملايين وظيفة في غضون خمس سنوات، يليهم السكرتيرون الإداريون والتنفيذيون، والمحاسبون وموظفو تسجيل الرواتب. وتمثل هذه المهن الثلاث مجتمعة أكثر من نصف إجمالي انخفاض الوظائف المتوقع.
وللتعويض عن فقدان الوظائف المتوقع، تؤدي الجهود العالمية لإزالة الكربون استجابة لأزمة المناخ إلى ظهور ثروة من الوظائف الخضراء عبر القطاعات والصناعات.
ورجّحت وكالة الطاقة الدولية أنّ يولد سيناريو التعافي الأخضر نحو 3.5% من نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي الإضافي، وزيادة صافية في تشغيل العمالة تبلغ 9 ملايين وظيفة جديدة سنويًا.
ومن الممكن أن يخلق التحوّل الأخضر 30 مليون فرصة عمل على مستوى العالم في مجال الطاقة النظيفة والكفاءة والتقنيات المنخفضة الانبعاثات بحلول عام 2030، بشرط تسارع وتيرة تحسين المهارات وإعدادها لتواكب المهارات الخضراء.
