الخميس 9 مايو / مايو 2024

اتفاق السلام بين واشنطن وطالبان.. هل تعود الأمور إلى نقطة الصفر؟

اتفاق السلام بين واشنطن وطالبان.. هل تعود الأمور إلى نقطة الصفر؟

Changed

بعد مرور عام على اتفاق الدوحة، تقول إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن إنها بصدد مراجعة شاملة له، وترد الحركة في بيان رسمي إنها ملتزمة بالاتفاق ورافضة لأي تعديل أو تغيير فيه.

قضى اتفاق الدوحة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان بانسحاب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان في غضون 14 شهرًا من توقيعه.

وبعد مرور عام على هذا الاتفاق، تقول إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إنها بصدد مراجعة شاملة له، وترد الحركة في بيان رسمي لها أنها ملتزمة بالاتفاق ورافضة لأي تعديل أو تغيير فيه.

وتحث طالبان واشنطن على الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق، وتؤكد أنه الوسيلة العملية لتحقيق السلام.

وتتنصل الحركة من اتهامها من جانب مسؤولين أميركيين وأوروبيين بالتمرد على التزاماتها وتصعيد العنف في البلاد، وتشدد على أن ليس بينها مقاتلين من القاعدة. وتهدد "إن لم تخرج القوات الأجنبية من أرضنا ولم تلتزم واشنطن بمهلها، سيكون صيف البلاد جهنمًا".

من جانبها، تتحدث الحكومة الأفغانية ـ التي لم تكن طرفًا حاضرًا في اتفاق واشنطن وطالبان ـ اليوم بمرارة بعد أشهر من التفاوض مع الحركة. وتقول على لسان المتحدث باسم مكتب مستشار الأمن القومي الأفغاني إن العلاقة بين طالبان والحكومة مقتصرة على عمليات القتل والنهب والاغتيالات المنظمة.

ويشير الرئيس الأفغاني أشرف غني إلى أن حركة طالبان كانت تفكر في إسقاط الحكومة، وأن القوات الأفغانية أحبطت هذا المخطط.

"لن نترك المفاوضات"

تعليقًا على هذه التطورات، لا يعتقد رونالد نيومان ـ السفير الأميركي السابق في أفغانستان ـ أن الولايات المتحدة تريد أن تخرق الاتفاق أو توقف المفاوضات، لافتًا إلى أنه "من المهم بالنسبة لها ولكافة دول الناتو أن يكون هناك سلام في أفغانستان، سلام بين الأفغانيين، وهذا أمر صعب جدًا إن لم تنخرط طالبان بجدية في القضايا الحقيقية المتعلقة بالسلام".

ويعتبر أن "ما تقوم به الحركة حتى الآن هو المطالبة بمزيد من التنازلات"، معربًا عن اعتقاده بأن ما يرجح أن تقوم به إدارة بايدن هو عدم سحب الأعداد الأخيرة من قواته، مع الاستمرار بالمفاوضات. 

"خيارات محدودة" 

من جهته، يعتبر الباحث في الجماعات الاسلامية حسن أبو هنية أن المشكلة تكمن في كون الولايات المتحدة تريد أن تنقض الاتفاق بطريقة أو بأخرى، كما فعلت سابقًا إدارة ترمب بالاتفاق النووي مع ايران.

ويعرب عن اعتقاده بأن خيارات الولايات المتحدة محدودة، وهي إما الالتزام بالاتفاق أم الانسحاب منه، أو المفاوضة على تمديد فترة الانسحاب ثم شروط أخرى، وهذا برأيه ما ترفضه طالبان بالمطلق. 

ويلفت إلى أن موقف طالبان يبدو قويًا من ناحية الالتزام بالاتفاق وكذلك ميدانيًا حيث باتت القوات الأميركية تعد أقل من 2500 جندي، مشيرًا إلى أن طالبان تتصرف كحركة منتصرة. 

"مستعدون للسلام"

وتؤكد عضو فريق التفاوض الممثل عن الحكومة الأفغانية فاطمة جيلاني أن "الشعب الافغاني مستعد للسلام". وتضيف: "هناك إجماع كبير على السلام في بلادنا، ونحن نؤمن بأنه يجب أن نقول ما نريد قوله لبعضنا البعض على طاولة المفاوضات وألا يكون عبر العنف والسلاح".

وتردف: "بعد عقود اكتفت بلادنا من المعاناة، ولا أريد أن أقول إن طرفًا واحدًا يعاني فكلنا نعاني. وفي الحرب لا يكسب أي طرف، لذا نريد أن يكون جميع الموجودين على طرفي طاولة الحوار مسؤولين من أجل السلام". 

المصادر:
"العربي"

شارك القصة

تابع القراءة
Close