السبت 18 مايو / مايو 2024

"كأنها لم تكن".. الحريري يرفض تشكيلة عون الحكومية ويعتبرها غير ميثاقية

"كأنها لم تكن".. الحريري يرفض تشكيلة عون الحكومية ويعتبرها غير ميثاقية

Changed

اللقاء الثامن عشر بين الحريري وعون.
اللقاء الثامن عشر بين الحريري وعون. (غيتي)
أعلن الحريري أنه رفض التشكيلة التي أرسلها عون له، لأنها تُشكّل خرقًا للدستور، مقدّمًا للرأي العام اللبناني تشكيلته التي سبق وعرضها أمام الرئيس قبل 100 يوم.

 أعلن سعد الحريري رئيس الحكومة اللبناني المكلف تشكيل الحكومة اليوم الإثنين رفضه لتشكيلة حكومية أرسلها إليه الرئيس ميشال عون ليل أمس، وتتضمّن توزيعًا طائفيًا للوزارات يشمل  ثلثًا معطّلًا لفريق الرئيس السياسي، طالباً منه (الحريري) إسقاط الأسماء كما هي".

وقال الحريري بعد لقائه عون في القصر الجمهوري أنه أعاد الرسالة للرئيس "وكأنها لم تكن، فهي غير مقبولة وتعتبر خرقًا للدستور".

وشرح الحريري أنه قدّم تشكيلة الحكومة للرئيس منذ مئة يوم، مبديًا استعداده لإجراء تعديلات وتسهيل العقبات أمام تشكيل الحكومة وأهمها المتمثّلة بحقيبة الداخلية، متهمًا الرئيس بالتمسّك بالثلث المعطل. 

وقدّم الحريري للبنانيين تشكيلة حكومته التي أرسلها لعون في 9 ديسمبر/كانون الأول 2020 ، ردًا على كلام عون حول أن التشكيلة لم تكن متكاملة.

وختم الحريري: "هدفي واحد، وضع حد للانهيار ومعاناة اللبنانيين. وطلبت من الرئيس، أن يسمع أوجاع اللبنانيين، ويعطي البلد فرصته الوحيدة والأخيرة بحكومة اختصاصيين تنجز الإصلاحات وتوقف الانهيار، بلا تعطيل ولا اعتبارات حزبية ضيقة".

وتضمّنت تشكيلة الحكومة التي قدّمها الحريري 18 وزيرًا. ويأتي لقاء عون-الحريري بعد أربعة أيام من لقاء سابق لبحث إمكانية الوصول لحكومة جديدة بأسرع وقت ممكن.

عون متفاجىء

في المقابل، رد متحدث باسم الرئاسة اللبنانية بالقول إن عون "فوجئ" بتصريحات الحريري، ونفى أن يكون عون قد أصر على "الثلث المعطل" في الحكومة الجديدة.

وقال المتحدث في بيان "كل كلام ورد على لسان رئيس الحكومة المكلف ... حول أن رئيس الجمهورية لا يشكل (حكومة) بل يصدر، هو كلام مخالف للميثاق والدستور وغير مقبول، ذلك أن توقيعه لإصدار مرسوم التأليف هو إنشائي وليس إعلانياً، وإلا انتفى الاتفاق وزالت التشاركية التي هي في صلب نظامنا الدستوري. أما الثلث المعطل، فلم يرد يوماً على لسان الرئيس".

تحذير غربي

وفي السياق، أبدت وزارة الخارجية الأميركية قلقها من التطوّرات السياسية في لبنان، والتقاعس الواضح لقيادة البلاد التي تُواجه أزمات مستمرة متعددة. 

وقالت الخارجية إن السياسيين اللبنانيين يحتاجون لتنحية الخلافات الحزبية-السياسة، وتشكيل حكومة تُنفّذ بسرعة الإصلاحات الحاسمة والمطلوبة منذ فترة طويلة، واستعادة ثقة المستثمرين وإنقاذ اقتصاد البلاد. 

كما حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، اليوم الإثنين، من أن لبنان "ينهار"، داعيًا الاتحاد الأوروبي إلى "التحرك"، عبر بحث قضيته.

وصرح لو دريان، لدى وصوله إلى اجتماع لوزراء خارجية التكتل، أن لبنان "يسير على غير هدى ومنقسم... عندما ينهار بلد ما يجب أن تكون أوروبا مستعدة"، معربا عن إحباطه من فشل جهود تشكيل حكومة جديدة في لبنان.

لقاءات مع "الثنائي الشيعي"

وكان الحريري ناقش مع النائب علي حسن خليل (حركة أمل) والمعاون السياسي في "حزب الله" حسين الخليل ملف تشكيل الحكومة، حيث رفض الحريري اقتراح الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله بتشكيل حكومة "تكنو-سياسية"، وأصرّ الحريري خلال المناقشات على تأليف حكومة اختصاصيين مشكلة من ثمانية عشر وزيرًا غير حزبيين. كما رفض الحريري اقتراح حسين الخليل بتوسيع الحكومة إلى عشرين وزيراً، بسبب ضمها للثلث الضامن لرئيس الجمهورية.

وتختلف الأطراف السياسية في لبنان على شكل التركيبة الوزارية بين حكومة اختصاصيين أوتكنوسياسية، وعلى حجم الحكومة (18 أو 20 وزيراً)، وتوزيع الحقائب الوزارية وفقاً للتمثيل البرلماني.

وأمام النكاف السياسي، تنهش الأوضاع الاقتصادية المترديّة وانهيار سعر الليرة أمام الدولار، أجساد اللبنانيين الذين باتوا يتعاركون على كيس حليب أو زيت القلي، وسط احتجاجات شبه يومية في أنحاء البلاد التي تتّجه نحو المجهول.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close