لِمَ تصر إثيوبيا على الملء الثاني لسد النهضة في يوليو؟

أعلنت إثيوبيا على لسان رئيس وزرائها أبي أحمد أن الملء الثاني لسد النهضة سيتم في موعده عند موسم الأمطار في يوليو/ تموز المقبل.

وأكد أحمد، في كلمة له أمام البرلمان أمس الثلاثاء، أن بلاده لا ترغب في الإضرار بمصالح مصر والسودان المائية.

ورغم رفض أديس أبابا مقترح السودان بتشكيل رباعية دولية، أشار إلى أن إثيوبيا تجدّد مطالبتها بوساطة الاتحاد الإفريقي في التفاوض.

وقبل أيام، أعلن السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أن التصريحات التي أكدت اعتزام إثيوبيا استكمال ملء سد النهضة حتى لو لم يتم التوصل إلى اتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد تكشف مجددًا عن نية إثيوبيا ورغبتها في فرض الأمر الواقع على دولتي المصبّ.

وأكد أن هذا الأمر ترفضه مصر لما يمثله من تهديد لمصالح الشعبين المصري والسوداني، ولتأثير مثل هذه الإجراءات الأحادية على أمن واستقرار المنطقة.

النموذج الأمثل

تعليقًا على التطورات، تلفت الأستاذة في العلوم السياسية بجامعة القاهرة نجلاء مرعي إلى أن التعاون بين الدول المتشاطئة بالأنهار المشتركة في دراسة وتنفيذ وتشغيل السدود ومشروعات البنية التحتية، هو النموذج الأمثل الذي يحقق فعلًا المنفعة المشتركة ويعزّز علاقات حسن الجوار.

وتوضح مرعي، في حديث إلى "العربي"، أن هذا ما كانت مصر تسعى إليه دومًا في علاقتها بدول حوض النيل.

وتعتبر أن ما تحتاجه مصر والسودان هو طمأنة شعبيهما بعدم انخفاض تدفقات النيل الأزرق عن مثيلتها في العام السابق: 52 مليار متر مكعب. 

المظلومية التاريخية 

وترى أستاذة العلوم السياسية أن أبي أحمد يستخدم تكتيك ما يُسمى بالمظلومية التاريخية، عن طريق القول إن شعبه لا يستغل مياه النيل الأزرق باستثناء 10% منه، وكأن مصر هي السبب في هذه المظلومية، وينسى أن ذلك ناتج عن مشكلات منها الحروب الأهلية وأخرى على مستوى التنمية والنظم السياسية الدكتاتورية المتعاقبة.

وإذ تلفت إلى تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي التي "دائمًا ما تتحدث عن أن النيل نهر داخلي ويُطلق السيادة عليه"، تجد فيها "خطأ كبيرًا". وتوضح أن نهر النيل عابر للحدود.

سابقة قانونية 

وتنبّه مرعي إلى أن مخاطر الملء الثاني لسد النهضة استراتيجية وأمنية. 

وتعتبر أن أبي أحمد يريد أن يشكل السد سابقة قانونية تدفع دول حوض النيل إلى بناء السدود دون إخطار مسبق لمصر والسودان.

وتشير إلى أن سد النهضة لن يكون الوحيد والنهائي في إثيوبيا، لافتة إلى أن أديس أبابا تخطط لإنشاء 3 سدود أخرى إلى جانب سد النهضة.