الأحد 5 مايو / مايو 2024

الانتخابات الإسرائيلية.. أولويات نتنياهو ودلالات صعود اليمين المتشدد 

الانتخابات الإسرائيلية.. أولويات نتنياهو ودلالات صعود اليمين المتشدد 

Changed

انتهت الانتخابات الرابعة بـ"غموض" على مستوى نتائجها، وعلى مستوى فرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للاحتفاظ بالسلطة، بعد أن أشارت استطلاعات لآراء الناخبين إلى جمود سياسي جديد.

يبدو أنّ الأزمة نفسها التي عطّلت الحياة السياسية في إسرائيل لما يزيد عن السنتين، تطلّ من جديد برأسها، مع فرز نتائج الانتخابات التشريعية الرابعة، والتي أظهرت ابتعاد أيّ من الأحزاب عن الظفر بأغلبية مريحة لتشكيل حكومة مستقرّة.

فبحسب هذه النتائج، لم يحظَ أيّ من المعسكرين المتنافسين على الحكم في إسرائيل بالأغلبية الحاسمة لتشكيل الحكومة، لكنّ الانتخابات، وهي الرابعة خلال عامين، عزّزت نفوذ اليمين واليمين المتشدد، والتي يطالب بعضها بهدم المسجد الأقصى وطرد الفلسطينيين من بلادهم.

ولا يضع هذا المأزق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحزب الليكود على المحكّ فقط، بل يرفع تحدّيًا آخر في وجه خصومه المطالبين بتشكيل ائتلاف موسّع لتأليف الحكومة وانتزاع نتنياهو من كرسي السلطة أو التوجه لانتخابات خامسة.

إزاء ذلك، تُطرَح تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الأزمة المتكرّرة دليلًا على خلل بنيويّ في بنية السلطة في إسرائيل، وحول فرص نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة، وما إذا كان معارضوه سينجحون في توحيد صفوفهم، وبين هذا وذاك، حول مصير نتنياهو السياسي في ظلّ كلّ هذه المعطيات.

هل خسر نتنياهو المعركة؟

يرى الكاتب والباحث السياسي أنطوان شلحة أن نتنياهو لم يُهزم لكنه لم يسجّل نصرًا بالمفهوم الحرفي، ويعتبر أن "النتائج الأولية ليست الكلمة النهائية، وقد تتغير المعادلات إلى درجة نسبية بعد فرز الأصوات المتبقية".

ويتابع شلحة، أنه بعد اكتمال الفرز قد يتضح أن لدى نتنياهو أقلية ضئيلة لتأليف حكومة يبقى هو في رئاستها، لكنه يرى أن أي حكومة ستفرز ستكون يمينية في كل الأحوال. ويشير في الوقت عينه إلى أن حظوظ نتنياهو أكبر من حظوظ المعارضين لاستمرار حكمه، والسبب يعود إلى أن الأخير سيبذل المستحيل من أجل عدم ذهاب إسرائيل إلى انتخابات خامسة قد تعيد إنتاج الأسماء ذاتها.

أولويات نتنياهو: الإفلات من المحاكمة؟

وعن أولويات نتنياهو، يرى سامي أبو شحادة النائب عن القمة العربية المشتركة في الكنيست، أن لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي أولوية واحدة فقط؛ هي الإفلات من المحاكمة، إذ يضمن القانون الإسرائيلي عدم محاكمة رئيس الوزراء في حال كان في الحكم، ويؤكّد أن "كل نتيجة لا تؤمن له الحصانة لن ترضيه"، وأن "هدفه واضح ووحيد من الانتخابات المتكررة وهو عدم الدخول إلى السجن".

ويذهب أبو شحادة أبعد من ذلك إذ يقول خلال مداخلته ضمن برنامج "للخبر بقية": "من أجل أن يستطيع نتنياهو فعل كل ذلك؛ يجب أن يكون هناك مجتمع فاسد أخلاقيًا لا يرى مشكلة في انتخاب رئيس حكومة يواجه ثلاث تهم جنائية.. وهناك إجماع حوله بأغلبية فاسدة من المجتمع".

ويردف النائب عن القمة العربية المشتركة في الكنيست أن نتنياهو -في اعتقاده- حقق نجاحًا كبيرًا رغم الصورة الضبابية، لأن استمرار الوضع على ما هو عليه سيخدمه في هدفه البعيد ليصل إلى حكومة تؤمن له الحصانة.

ومن الواضح وفق أبو شحادة وجود أزمة جديّة داخل المجتمع السياسي في إسرائيل، وتتجلى في عجز القوى عن إيجاد بديل لرئيس الوزراء الحالي، بالإضافة إلى قدرة الأخير على "إدارة الدولة بمؤسساتها بحسب احتياجاته الجنائية"، ونجاحه بفرض الانتخابات وسط صعوبات الوباء.

ما هي أبعاد صعود اليمين؟

يتحدّث صالح النعامي الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية عن أبعاد التغييرات السياسية على الساحة الإسرائيلية لـ"العربي"، ويشير إلى أن انخراط الحركة الدينية على الصعيد السياسي يشبه إلى حدّ كبير نتائج الانتخابات التي جرت في ألمانيا عام 1933 التي مهّدت لصعود النازية.

ويضيف أنه من الواضح جدًّا أن هذه الانتخابات أسفرت عن نخبة سياسية هي الأكثر تطرفًا حتى الآن، فحركة "المهنية" المنخرطة حاليًا في الانتخابات تدعو إلى تدمير المسجد الأقصى، تحت زعم "إعادة بناء الهيكل" ولديها خطة لطرد الفلسطنيين.

ولم تجر الانتخابات الأخيرة بين اليمين واليسار وفق النعامي، بل كانت تنافسًا في داخل اليمين. ويضيف قائلا: "سنشهد انجرافا نحو التطرف أكثر فأكثر".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة