ما زال توافق الأطراف الليبية على مسار سياسي في الداخل يلقى استجابة كبيرة من الخارج، فقد استقبل رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة نظيريه الإيطالي ماريو دراغي واليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس ضمن إطار الدعم الأوروبي لحكومة الدبيبة.
وترتكز الرؤية المشتركة لدى غالبية دول الاتحاد الأوروبي على إعادة الوضع في البلاد إلى كيان دولة متماسكة، في خطوة أساسية للانفتاح على ليبيا، وهو ما يرى كثيرون أنّ من أهدافه ضمان حصول شركات أوروبية على حصّة من المشاريع الاقتصادية التي تحتاجها ليبيا.
أوروبا "على مسافة واحدة" في ليبيا
وتفتح التطورات الدبلوماسية الليبية الأوروبية المتسارعة والملفتة الباب أمام سلسلة من التفاهمات للدفع باتجاه واقع أفضل ممّا كانت عليه ليبيا قبل عقد كامل.
ويرى الباحث في الشؤون السياسية ناصر أبو ديب، في حديث إلى "العربي"، أنّ كلّ هذه الزيارات هي من أجل إعطاء مكانة لليبيا وتوجيه رسائل دعم لحكومة الوحدة الوطنية"، مشيرًا إلى أنّ الدول الأوروبية تريد القول إنّها تقف على مسافة واحدة من كلّ ما يحدث في ليبيا ومن الصراعات.
المصالح الاقتصادية تدفع أوروبا نحو ليبيا
من جهته، يشير الصحافي والباحث السياسي سمير القريوتي إلى أنّ الحكومة الليبية تصرفت بالطريقة الأسلم والأصحّ حتى الآن، لافتًا إلى أنّها تسعى للاستقرار السياسي وإجراء الانتخابات التشريعية.
ويعتبر القريوتي، في حديث إلى "العربي"، أنّ الحكومة الليبية شُكّلت بإجماع سياسيّ، وحازت على ثقة البرلمان، وهذا مهمّ جدًا بالنسبة إلى أوروبا. ويضيف: "هذا بالنسبة للدول الأوروبية بشكل عام وبالنسبة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أيضًا، أمر أساسي وهام لتعامل جديد وبصيغة جديدة طالما أنّ المشاكل مشتركة".
ويشير إلى أنّ موضوع تنسيق هذه العلاقة يبقى على أساس ما جرى في ليبيا وأوروبا والولايات المتحدة، مشدّدًا على أنّ أوروبا تذهب إلى ليبيا لا من أجل السياسة والمبادئ، وإنما بفعل المصالح الاقتصادية.
ويوضح القريوتي أنّه لم يكن من قبيل الصدفة مثلًا أن تكون أول زيارة رسمية لرئيس الوزراء الإيطالي إلى ليبيا تحديدًا، بل إنها جاءت "عمدًا وقصدًا لرمزية هذه الزيارة وأهميتها".