الأحد 28 أبريل / أبريل 2024

حراك دبلوماسي جديد في لبنان.. محاولة لتحقيق اختراق في جدار الأزمة

حراك دبلوماسي جديد في لبنان.. محاولة لتحقيق اختراق في جدار الأزمة

Changed

تتناقل الأروقة الدبلوماسية المحلية في بيروت أنّ فكّ عقدة تشكيل الحكومة تكمن في عواصم إقليمية ودولية عدّة، لم يبدر منها حتى الآن ما يَشي بانفراجة قريبة.

في إطار حراك دبلوماسي جديد في لبنان، زار وزير الخارجية المصري سامح شكري العاصمة بيروت، حيث تنقّل بين المقرات والتقى مجموعة من المسؤولين، محاولًا استكمال المساعي الفرنسية على خط تأليف الحكومة.

ووفق معلومات "العربي"، فقد كرّر شكري على مسامع من التقاهم مجموعة من الثوابت، أبرزها: أن تأليف الحكومة ضرورة، وإطلاق الإصلاحات حاجة، والمبادرة الفرنسية جديرة بالتمسّك بها، واتفاق الطائف من المسلّمات السياسية.

وكان لافتًا أنّ الزيارة التي أريد لها أن تكون دفعًا في اتجاه تشكيل حكومة جديدة؛ استثنت وزير الخارجية السابق جبران باسيل، خصم الرئيس المكلّف سعد الحريري، فيما اختار شكري عقد مؤتمر صحافي من دارة الحريري في رسالة دعم ضمنية.

الصخب الدبلوماسي لن يفضي إلى شيء

وفيما أوحت زيارة وزير الخارجية المصري إلى بيروت بأنّ المساعي العربية والغربية مستمرّة بين بيروت والعواصم الأخرى، تتناقل الأروقة الدبلوماسية المحلية أنّ فكّ عقدة التأليف تكمن في عواصم إقليمية ودولية لم يبدر منها حتى الآن ما يَشي بانفراجة قريبة.

ولذلك، فإنّ المساعي العربية والغربية تبقى بالنسبة لكثيرين في بيروت غير مثمرة، ومن هؤلاء الصحافي والكاتب السياسي عماد شدياق، الذي يرى أنّ "الساحة اللبنانية في يد إيران مئة في المئة".

ويعتبر شدياق، في حديث إلى "العربي"، أنّ "كل هذا الصخب الدبلوماسي الذي يحصل لن يفضي إلى شيء على الأرجح في نهاية المطاف".

محاولة من مصر لتليين موقف السعودية من لبنان

من جهته، يستبعد الكاتب السياسي أمين قمورية أن تفتح زيارة وزير الخارجية المصري إلى بيروت آفاق تشكيل الحكومة، مشيرًا إلى أنّ الحكومة معلَّقة في أماكن أخرى، وتحديدًا في الداخل وفي عواصم إقليمية معينة.

ويرى قمورية، في حديث إلى "العربي"، أنّ الزيارة بحد ذاتها تحمل عدة دلالات، لا سيما وأنّ مصر كانت على الدوام من الداعمين للمبادرة الفرنسية، كما أن لمصر علاقات جيدة مع عدد من الفرقاء، لافتًا إلى أنّ الزيارة جاءت لتؤكد ضرورة أن يكون سعد الحريري هو رئيس الحكومة.

وإذ يتحدّث عن محاولة من مصر لتليين مواقف بعض الدول الإقليمية في الشأن اللبناني وتحديدًا المملكة العربية السعودية -التي لا تزال تضع نوعًا من الفيتوات- يشير إلى خشية مصرية من أن تضطر فرنسا تحت ضغوط معيّنة والحاجة إلى أن تحفظ مبادرتها؛ إلى تقديم تنازلات للبعض من شأنها أن تمسّ باتفاق الطائف وأن تكون على حساب سعد الحريري.

الرئيس المكلف سعد الحريري متردّد كثيرًا

ويشدّد الكاتب السياسي اللبناني على أنّ أي حكومة لا يمكن أن تنشأ إلا في ظل نوع من التوافقات، معربًا عن اعتقاده بأنّ فرنسا ليست مفتاح الحل ولا مصر كذلك هي مفتاح الحل.

ويعرب عن اعتقاده بأنّ الحل الحقيقي يكون في مثلث آخر، وتحديدًا بما يجري بين أميركا وإيران من جهة وبما يجري أيضًا بين أميركا والسعودية من جهة أخرى.

ويوضح أنّ أي حكومة في لبنان إذا لم ترضَ عنها السعودية ولم يرضَ عنها الخليج؛ من المستبعد أن تقوم لأن المساعدات العربية الخليجية أساسية ومهمّة لأي حكومة من هذا النوع.

ويخلص إلى أنّ سعد الحريري متردد كثيراً لهذه الأسباب، وهو يعتقد أنه لا يمكن أن يكون رئيس الحكومة قبل أن يحصل على مثل هذا الدعم.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close