لم يكن الكثيرون يتوقعون أن يصبح صادق خان عام 2016 عمدة للندن. وبين النجاح والإخفاق، قد يصبح خان عمدة للندن مرّة أخرى وربما لا، لكن بالتأكيد سيذكره التاريخ بوصفه أول مسلم يتبوّأ هذا المنصب الهام في عاصمة طالما تغنّت بهويتها الحيوية.
هو عمالي مسلم من أصل باكستاني، خمسيني ذو حضور محبّب وتجربة سياسية متواضعة. تركيبة هي التي ربما أوصلته لهذا المنصب، عمدة لعاصمة يميل ناخبوها صراحة نحو اليسار، ويشكّل المسلمون فيها قرابة 15% من السكان.
وعود خان الأكثر أهمية
تمكّن خان من بناء الجسور بين المجتمعات المحلية، إضافة إلى حملاته الشهيرة لتأمين المأوى للمشردين في الشوارع. لكن وعود خان الأكثر أهمية ربما لم ترَ النور، فقد وعد بتوفير مساكن منخفضة التكلفة للمواطنين، وهو وعد سحقه الارتفاع الصاروخي بأسعار البيوت والشقق وارتفاع ضرائب السكن والمجالس المحلية.
ويوضح الباحث في الشؤون البريطانية زيد عيسى، في حديث إلى "العربي"، أنّ خان نجح في حصد شعبيّة، بعدما حقق إنجازات على الأرض خدمت لندن. ويشير إلى أنّ خان جذب إلى لندن الكثير من الاستثمارات، "ولهذا نجد أن هناك شعبيّة له من ناحية أنه يطبق وعوده".
عهد أصبحت فيه لندن "عاصمة خطرة"
وألقى وباء كورونا بظلاله على وعود خان، فكثيرون يعتقدون أن تشدده إزاء قضايا الصحة العامة مقابل ما يصفونه بتهاون الحكومة في مراحل مبكرة من الوباء أسهم في إنقاذ حياة الكثيرين.
لكنّ عهد خان بات أيضًا يوصَم بأنّه العهد الذي أصبحت فيه لندن عاصمة خطرة إثر ارتفاع نسب القتل وحوادث الطعن بين صفوف المراهقين بصورة قياسية.
وفي هذا السياق، يشير العضو السابق في البرلمان البريطاني عن حزب العمال مارتين لينتون إلى أنّ صادق خان "خاض معركة صعبة جدًا ضدّ حوادث الطعن في لندن والتي أتت نتيجة سياسات الحكومة وليس العاصمة".
ويضيف، في حديث إلى "العربي"، أنّ خان "لعب دورًا كبيرًا ضدّ هذه السياسات السيئة بإيقاف تخفيض أعداد رجال الشرطة".