الجمعة 17 مايو / مايو 2024

ارتفاع وتيرة الهجمات ضد الوجود الأميركي في العراق.. الأهداف والدلالات

ارتفاع وتيرة الهجمات ضد الوجود الأميركي في العراق.. الأهداف والدلالات

Changed

يربط البعض بين زيادة وتيرة الهجمات ضد الأميركيين في العراق والمعركة الدبلوماسية التي تخوضها طهران في فيينا بهدف إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي.

بصورة لافتة، تزداد وتيرة الهجمات ضد الوجود الأميركي في العراق، حيث استهدف هجوم صاروخي قاعدة عين الأسد العراقية التي تضمّ قوات أميركية في ثالث عملية من نوعها ضد قوات الولايات المتحدة في العراق في غضون ثلاثة أيام فقط.

وتزامن الهجوم مع وجود وفد أميركي في بغداد برئاسة منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بريت ماكغورك الذي بحث مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من العراق.

ولم تعلن أيّ جهة بعد مسؤوليتها عن الهجوم، ولكنّ واشنطن في مثل تلك الهجمات ضدّها تشير دومًا بأصابع الاتهام إلى فصائل مسلّحة عراقية مقرَّبة من إيران، وهذه الفصائل توعّدت مرارًا بتصعيد الهجمات لإرغام القوات الأميركية على الانسحاب.

ما علاقة محادثات فيينا بهجمات العراق؟

ويربط البعض بين زيادة وتيرة الهجمات ضد الأميركيين في العراق والمعركة الدبلوماسية التي تخوضها طهران في فيينا مع القوى الكبرى بهدف إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وطيّ صفحة العقوبات.

يذكر أنّ نحو 30 هجومًا استهدف أرتالًا لوجستية تابعة للتحالف الدولي وقواعد تضمّ جنودًا أميركيين في العراق، فمنذ تسلّم الرئيس جو بايدن السلطة في يناير/ كانون الثاني، لم تتوقف الهجمات ضد الوجود الأميركي في العراق.

أوراق ضغط.. وتوجهات إيرانية واضحة

ويعتبر الباحث الأمني والاستراتيجي أمير الساعدي هذه الهجمات بمثابة "خطوة أولى من أوراق ضغط تلعبها الفصائل بضغط إقليمي مع توجهات إيرانية واضحة المعالم".

ويشير الساعدي، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ "استخدام السيناريو الأفغاني بضربات تلك الفصائل لن يتوقف مع علم تلك الفصائل والمظلة السياسية لها أن الرئيس الأميركي جو بايدن سبق أن أعلن في أجندته الانتخابية أنه سيقوم بتسريع سحب القوات الأميركية من المنطقة".

ويعتبر أنّ تلك الفصائل "تحاول أن تستثمر ذلك لتحقّق نصرًا باستقطاع السلطة على الأرض استعدادًا لانتخابات قادمة، وأيضًا لإظهار قوتها وقدرتها على التعاطي مع هذا الملف الخارجي مع فاعل خارجي متمكّن مثل الولايات المتحدة بما يؤدي إلى الضغط على الحكومة العراقية".

هل تقلّص واشنطن قواتها في العراق؟

لكنّ الساعدي يستبعد أن تقوم الولايات المتحدة بتقليص قواتها في العراق بشكل فوريّ، موضحًا أنّ "لديها أهدافًا قومية تتعلق بمصالحها الاستراتيجية في المنطقة؛ كونها من أهم مناطق إنتاج الطاقة في العالم".

ويلفت إلى أنّ الولايات المتحدة ما زالت حتى الآن في صراع جيوسياسي بينها وبين إيران، وبالتالي فإنّ ما يحصل هو عبارة عن لعب بأوراق ضغط بين الطرفين للوصول إلى أكبر معطيات يمكن أن يحصّلها طرف من الآخر.

ويخلص الساعدي إلى أنّ الولايات المتحدة قد تقوم بتقليص عديدها من 1500 إلى 1200 شخص مثلًا في الأرض العراقية مع وجود توافق إيجابي مع إيران في الملف النووي، لكن إن لم تصل إلى هذا التوافق لن يحصل أي انسحاب.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close