الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

"التطبيع جعل الأمور أسوأ".. موقف واشنطن من تطورات غزة في مجهر الصحافة الغربية

"التطبيع جعل الأمور أسوأ".. موقف واشنطن من تطورات غزة في مجهر الصحافة الغربية

Changed

من مراسم التوقيع على اتفاقي التطبيع مع الإمارات والبحرين (غيتي - أرشيف)
من مراسم التوقيع على اتفاقَي التطبيع مع الإمارات والبحرين (غيتي - أرشيف)
اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أنّه "في مواجهة هذا الصراع الذي لا ينتهي، فإن أفضل ما يمكن أن تفعله إدارة بايدن هو محاولة خفض التصعيد والتوسط لوقف إطلاق النار".

ما زال العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ الإثنين، يخلّف دمارًا شاملًا يوقع شهداء أبرياء وصل عددهم اليوم الخميس إلى 83 شهيدًا بينهم 17 طفلًا و7 سيدات، بينما أصيب 487 شخصًا بجروح مختلفة.

لكن ما لفت الصحافة الغربية بشكل خاص كان موقع الدول العربية المطبّعة مع الاحتلال الإسرائيلي مما يحصل، والموقف الصعب الذي وُضع فيه الرئيس الأميركي جو بايدن مع حليفته القديمة.

"واشنطن بوست"

وتحت عنوان "اتفاق أبراهام جعل الأمور أسوأ في منطقة الشرق الأوسط"، كتب ماكس بوت مقاله في صحيفة "واشنطن بوست"، مشدّدًا على أن اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل الذي حصل برعاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الذي اعتبر الاتفاق تبشيرًا ببزوغ فجر جديد في الشرق الأوسط، يبدو أكثر إثارة للضحك.

ولفت في مقاله إلى أنه "حتى أولئك الذين يدعمون إسرائيل يجب أن يعترفوا بأن السبب المباشر للتصعيد الحالي هو الاستيلاء الإسرائيلي المستمر على الأراضي في القدس الشرقية والضفة الغربية، وهو الأمر الذي شجعه ترمب بدعمه غير المنتقد والثابت لليمين".

ويتابع: "لكن الفلسطينيين يشيرون عن حق إلى أن النظام القانوني الإسرائيلي متحيز ضدهم، إذ يسمح القانون للإسرائيليين بالمطالبة بحيازة منازل فقدوها في عام 1948 لكنه لا يمنح حقوقًا مماثلة للفلسطينيين".

كما يرى الفلسطينيون عمليات الإخلاء التي تلوح في الأفق باعتبارها جزءًا من خطة إسرائيلية للاستيلاء على القدس الشرقية بشكل حازم بحيث لا يمكن أن تكون أبدًا عاصمة لدولة فلسطينية مستقبلية.

ومرة أخرى، زاد ترمب المشكلة سوءًا من خلال اعترافه بالسيادة الإسرائيلية على القدس بأكملها عندما نقل السفارة الأميركية هناك من تل أبيب، بحسب ما جاء في المقال.

وخلص الكاتب إلى أنه وفي مواجهة هذا الصراع الذي لا ينتهي، فإن أفضل ما يمكن أن تفعله إدارة بايدن هو محاولة خفض التصعيد والتوسط لوقف إطلاق النار.

"فورين بوليسي"

وكتب كولوم لينش وكُتَّاب آخرون في "فورين بوليسي" مقالًا بعنوان "بايدن بين أزمتين بسبب أحداث فلسطين"، اعتبروا فيه أن انفجار أحداث العنف في القدس وغزة هو الأسوأ على الإطلاق منذ سنوات، وربما يكون أول اختبار أزمة كبرى لإدارة الرئيس الجديد جو بايدن في الداخل والخارج.

ويكمل المقال أن واشنطن تسير على حبل مشدود حاليًا، بعد أن فقدت دورها باعتبارها وسيطًا نزيهًا في نظر الفلسطينيين بسبب سياسات الرئيس السابق دونالد ترمب المنحازة لإسرائيل.

كما أن علاقة بايدن المتوترة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خلفية مساعي إحياء الاتفاق النووي الإيراني تعقّد الأمور أكثر، وفقًا للمقال.

أما داخليًا، فيرى الكتاب أن بايدن يواجه ضغطًا من التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي المطالب بانتقاد إسرائيل، يقابله ضغط من المشرعين الجمهوريين وبعض الديمقراطيين المطالبين إما بوقف العنف أو زيادة الدعم لإسرائيل.

"بلومبرغ" 

وعنون بوبي غوش مقاله في الصحيفة الأميركية "تجاهل إسرائيل لأصدقائها الجدد قد يمكّن عدوًا قديمًا لها"، وتطرق فيه إلى "فشل الموقعين العرب على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل في منعها من اقتحام المسجد الأقصى المبارك في ليلة القدر بشهر رمضان".

كما فشلوا أيضًا وفق غوش بإقناع الولايات المتحدة بالتدخل قبل خروج الأمور عن السيطرة.

وكتب غوش: "أكثر ما يمكن أن يتوقعه الفلسطينيون من داعميهم العرب التقليديين هو أن مقاطع الفيديو التي تظهر فيها الشرطة الإسرائيلية وهي تطلق قنابل صوتية داخل الأقصى ستفسد أو تؤجّل الاتفاقات بالنسبة للبلدان التي لم تطبع بعد، مثل المملكة العربية السعودية والكويت وعمان".

ويكمل المقال ملقيًا الضوء على خطأ ارتكبه بنيامين نتنياهو حين أضعف موقف أصدقاء إسرائيل الجدد في العالم العربي، وموقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهو ما قد يمكّن عدّوها القديم أي إيران من الضفة الغربية، وفق "بلومبرغ".

وذكر غوش في الخاتمة إلى أنه قبل التصعيد الإسرائيلي في القدس، كانت طهران تضع عينها على فراغ القيادة في الضفة الغربية، وكان يمكن للدول العربية منع حدوث ذلك، لكنها - أي الدول العربية - اكتفت بالتنديد فقط.

المصادر:
العربي، ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close