يعقد مجلس الأمن الدولي غدًا الأربعاء اجتماعًا طارئًا مغلقًا وغير رسمي لبحث الأزمة مع بيلاروسيا، المتهمة بأنها اعترضت أول من أمس الأحد طائرة مدنية أوروبية لاعتقال معارض كان بين ركابها، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية اليوم الثلاثاء.
وقال دبلوماسي لوكالة "فرانس برس": "سنعقد اجتماعًا غدًا" الأربعاء، الأمر الذي أكده مصدران دبلوماسيان آخران.
والاجتماع الذي يُعقد عبر الإنترنت يأتي بطلب من فرنسا وإيرلندا وأستونيا، بحسب المصادر نفسها.
والبلدان الأخيران عضوان غير دائمين حاليًا في مجلس الأمن، في حين أن فرنسا هي بين الدول الخمس الدائمة العضوية.
اعتراض الطائرة
وكانت الوقائع قد حصلت الأحد حين أقلعت مقاتلة من نوع ميغ-29 بأمر شخصي من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو لاعتراض طائرة تابعة لشركة "راين إير" كانت تقوم بالرحلة "اف ار 4978" بين أثينا وفيلنيوس، عاصمتي دولتين من الاتحاد الأوروبي، أثناء عبورها المجال الجوي البيلاروسي.
“قرصنة” برعاية الدولة البيلاروسية، لاصطياد هدف “طائر” ثمين.. كارثة أخرى من “آخر ديكتاتور في أوروبا“!!#بيلاروسيا @AnaAlarabytv pic.twitter.com/S7nvrW8oBq
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 24, 2021
وبعد هبوط طارئ لبضع ساعات في مطار مينسك وتفتيش الطائرة وركابها، انطلقت طائرة البوينغ 737-800 مجددًا إلى ليتوانيا لكن بدون المعارض البيلاروسي الشاب رومان بروتاسيفيتش الذي أوقفته قوات الأمن برفقة صديقته صوفيا سابيغا.
ترجيح عدم التوافق
وردًا على سؤال الوكالة، رجح دبلوماسيون ألا يتمكن مجلس الأمن من التوافق خلال هذا الاجتماع على بيان مشترك، كون روسيا الداعم الرئيسي لبيلاروسيا سترفضه، وفق ما توقع مصدر دبلوماسي لم يشأ كشف هويته.
من ناحيته، اعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن رئيس بيلاروسيا "يحتجز شعبه منذ فترة طويلة".
وأضاف: "لكن ذلك لن يمنعنا من التذكير بالثمن الواجب دفعه لهذا العمل المخزي"، مؤكدًا أنه ينبغي أن يكون واضحًا "لأي ديكتاتور" أن عليه "دفع ثمن باهظ".
وأكد ماس في مؤتمر صحافي في برلين، ضرورة الرد "بشكل سريع وحاسم" على النظام البيلاروسي. وأردف: "سنطبق التدابير التي قررها المجلس الأوروبي أمس (الإثنين) بشكل سريع وحاسم"، مشيرًا إلى أن وزراء الخارجية الأوروبيين سيناقشون هذا الأمر غدًا الأربعاء خلال الاجتماع المقرّر عقده في لشبونة.
وقرر قادة دول الاتحاد الأوروبي إغلاق المجال الجوي الأوروبي أمام بيلاروسيا، وتبني مجموعة جديدة من العقوبات في حق كبار المسؤولين وكيانات الدولة.
وأكد ماس، الذي أجرى أمس الإثنين اتصالًا هاتفيًا بنظيره الأميركي أنتوني بلينكن، أن بلاده وشركاءها الأوروبيين يعتزمون أيضًا التنسيق مع الولايات المتحدة في هذه القضية.
وأوضح أن "هذه الإجراءات تستهدف لوكاشنكو وجهاز سلطته وليس المجتمع المدني، الذي عانى بالفعل بما فيه الكفاية في ظل هذا النظام". وأضاف: "نعلم جميعًا أن الوضع صعب وسيصبح الآن أكثر صعوبة".