الثلاثاء 7 مايو / مايو 2024

إحداها استهدفت مستودع "سي آي إيه" .. الطائرات المسيّرة تثير قلق الأميركيين في العراق

إحداها استهدفت مستودع "سي آي إيه" .. الطائرات المسيّرة تثير قلق الأميركيين في العراق

Changed

سيارات إسعاف ومسؤولون أمنيون في مطار أربيل الدولي بعد استهدافه بطائرة مسيرة في 14 ابريل.
سيارات إسعاف ومسؤولون أمنيون في مطار أربيل الدولي بعد استهدافه بطائرة مسيّرة في 14 إبريل الماضي (غيتي)
نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤولين قولهم: "بدلًا من الصواريخ، يلجأ رجال الميليشيات في بعض الأحيان إلى استخدام طائرات مسيّرة، ويمكنها تجاوز أنظمة المراقبة الدفاعية بالطيران على ارتفاع منخفض".

في منتصف أبريل/ نيسان الماضي، بلغت الهجمات على القواعد العسكرية الأميركية في العراق مستوى جديدًا حين نفّذت فصائل عراقية مُوالية لإيران لأول مرة هجومًا بطائرة مسيّرة مفخّخة على قاعدة "عين الأسد" الجوية التي تستضيف أميركيين في محافظة الأنبار غربي العراق.

هذه التطوّر يثير قلق المسؤولين العسكريين الأميركيين في العراق، خصوصًا وأن هذه الطائرات قادرة على الهروب من أنظمة الكشف عن الأسلحة في القواعد العسكرية والمنشآت الدبلوماسية.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤولين عسكريين ودبلوماسيين قولهم: "بدلًا من الصواريخ، يلجأ رجال الميليشيات في بعض الأحيان إلى استخدام طائرات مسيرة صغيرة ثابتة الجناحين تُحلّق على ارتفاع منخفض للغاية يمكّنها من تجاوز أنظمة المراقبة الدفاعية".

ووصف مسؤول في "التحالف" الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق هذا التهديد بأنه " مصدر القلق الأكبر الذي يواجه المهمة العسكرية في العراق".

وقال مسؤولون مطلعون: في أبريل/ نيسان الماضي، استهدفت طائرة مسيّرة مستودعًا تابعًا لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، داخل مطار مدينة أربيل شمال العراق، مضيفين أنه "تمّ تتبّع مسار الطائرة على مسافة 10 أميال من الموقع، ولكنها اختفت من على شاشات الرادار، عندما دخلت في مسار مخصّص للطائرات المدنية".

وأضاف المسؤول في التحالف: "تمّ اكتشاف بقايا الطائرة، وأشارت التحليلات الأولية إلى أنها مُصنّعة في إيران".

وأدى هذا الهجوم إلى إثارة القلق في البيت الأبيض، ولدى مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)؛ نظرًا لسرّية الموقع المستهدف، وتطوّر الهجوم.

ووفقًا لشخصين مطلعين على المحادثات: "درست السلطات الأميركية كيفية الرد، حيث دعا مسؤولون أميركيون بارزون، بينهم منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بريت ماكغورك إلى النظر بجدية في خيار شنّ هجوم عسكري، إلا أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قررت في نهاية المطاف عدم اتخاذ أي إجراء عسكري.

تعديل التكتيكات 

وذكرت "واشنطن بوست" أن هجومًا آخر في مايو على قاعدة عين الأسد الجوية العسكرية، أثار قلق قادة التحالف تجاه كيفية تعديل الفصائل لتكتيكاتها.

ونقلت عن جندي عراقي يعمل بالقاعدة الجوية قوله: "لم يكن الضرر عملاقًا، ولكن التحالف كان منزعجًا للغاية، وقالوا للقادة: إن هذا تصعيد كبير“.

 وسبق أن استهدفت الفصائل الموالية لإيران قاعدة عين الأسد بالصواريخ الباليستية في يناير/ كانون الثاني 2020، ردًا على اغتيال الولايات المتحدة لقائد "فيلق القدس" اللواء قاسم سليماني في وقت سابق من ذلك الشهر.

وتسبّبت الهجمات الصاروخية التي تشنّها هذه الفصائل، في بعض الأحيان، في مقتل جنود أميركيين وأفراد أمن ومدنيين عراقيين؛ ما دفع الولايات المتحدة إلى العمل العسكري الانتقامي، ودفع واشنطن وطهران إلى شفا صراع مباشر على الأراضي العراقية.

حلقة جديدة من العنف المتبادل

وعلى الرغم من أن التوترات تراجعت منذ أن تولّى الرئيس بايدن منصبه، إلا أن المسؤولين الأميركيين قلقون من أن "الهجمات المستقبلية قد تُثير حلقة جديدة من العنف المتبادل، حيث تُحاول الفصائل المدعومة من إيران دفع قوات التحالف إلى الخروج من العراق".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول غربي قوله: إن "موت أي مواطن أميركي هو خط أحمر" بالنسية للأميركيين، مضيفًا أن السؤال الأول الذي يطرحه الأميركيون عند كل هجوم هو عن "جنسية الضحية".

وفي وقت سابق من مايو الجاري، أشار قائد البحرية الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال فرانك ماكنزي إلى جهود لتطوير دفاعات أفضل ضدّ الطائرات المسيرة. وقال: "نحن منفتحون على كافة الاحتمالات".

وقال مسؤول آخر للصحيفة إنه يجري النظر في "أجهزة التشويش الإلكترونية، وكذلك الأنظمة الأخرى التي تطوّرها القوات الخاصة الأميركية في سوريا".

تهديد للعراقيين أيضًا

وذكرت "واشنطن بوست" أن أفراد الأمن العراقي تحدّثوا عن عدم الارتياح والإحباط بسبب هجمات الطائرات من دون طيار والصواريخ، مؤكدين أن هذه الهجمات تشكّل تهديدًا للعراقيين أيضًا.

ونقلت عن أحد الضباط العراقيين في قاعدة عين الأسد، قوله: "أشعر بإحباط شديد عندما أرى هذه الهجمات. نعلم من أين أتوا، لكن لا يمكننا فعل أي شيء حيال ذلك".

المصادر:
واشنطن بوست

شارك القصة

تابع القراءة
Close