الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

لقاء بايدن وبوتين.. قمة "براغماتية" خلت من العدائية ولم تنهِ خلافات قائمة

لقاء بايدن وبوتين.. قمة "براغماتية" خلت من العدائية ولم تنهِ خلافات قائمة

Changed

بوتين وبايدن
عُقدت القمة بين الرئيسين الأميركي والروسي في فيلا "لا غرانج" السويسرية (غيتي)
استمرت القمة التي عقدت في فيلا "لا غرانج" المطلّة على بحيرة في جنيف أقل من أربع ساعات، وهو وقت أقل بكثير مما قال مستشارو بايدن إنه كان متوقعًا لها.

اتفق الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في أول قمة "براغماتية" بينهما اليوم الأربعاء، على استئناف محادثات الحد من التسلح وعودة سفيري البلدين إلى واشنطن وموسكو، لكن الخلافات ظلت قائمة في قضايا أخرى.

واستمرت القمة التي عقدت في فيلا "لا غرانج" المطلّة على بحيرة في جنيف أقل من أربع ساعات، وهو وقت أقل بكثير مما قال مستشارو بايدن إنه كان متوقعًا.

وبسبب تحديد مواعيد منفصلة للمؤتمرات الصحفية، فقد خلت الأجواء من المرح الذي صاحب اجتماع بوتين بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في 2018.

"الاجتماع خلا من المشاعر العدائية"

وقال بوتين (68 عامًا)، الذي كان أول من تحدث إلى الصحفيين: إن الاجتماع كان بنّاءً وخلا من المشاعر العدائية، وأثبت رغبة الزعيمين في فهم بعضهما البعض.

وأضاف أن روسيا والولايات المتحدة تتشاطران المسؤولية عن الاستقرار النووي، وستجريان محادثات بشأن التغييرات المحتملة لمعاهدة "ستارت" الجديدة للحد من التسلح، التي جرى تمديدها في الآونة الأخيرة.

لكنه لم يبدِ رغبة تذكر في تقديم تنازلات بشأن عدد من القضايا، رافضًا بواعث القلق التي أبدتها واشنطن بشأن اعتقال المعارض أليكسي نافالني وتنامي الوجود العسكري الروسي قرب الحدود الشرقية لأوكرانيا، وتلميح واشنطن بأن مجهولين روسًا مسؤولون عن سلسلة من الهجمات الإلكترونية في الولايات المتحدة.

وقال بوتين: إن نافالني تجاهل القانون، وكان يعلم ماذا سيحدث إذا عاد إلى روسيا من ألمانيا، حيث تلقى العلاج من محاولة داخل روسيا لقتله بالسم. كما اتهم كييف بخرق شروط اتفاق وقف إطلاق النار مع المتمردين الموالين لموسكو في شرق أوكرانيا.

وأشار إلى أن واشنطن وموسكو ستبدآن مشاورات بشأن أمن الإنترنت، وقال: إن معظم الهجمات الإلكترونية على روسيا جاءت من الولايات المتحدة.

"نبرة اللقاء جيدة وإيجابية"

من ناحيته، وصف بايدن في مؤتمر صحافي منفصل عقب القمة النقاشات التي جمعته مع بوتين بأنها "إيجابية".

وقال: إن "نبرة اللقاء برمته... كانت جيدة وايجابية"، مضيفًا "أوضحت أننا لن نتسامح مع محاولات انتهاك سيادتنا الديمقراطية، أو زعزعة انتخاباتنا الديمقراطية وسنرّد" في حال حصل ذلك".

وأعرب الرئيس الأميركي عن ثقته في أن نظيره الروسي لا يريد حربًا باردة جديدة، وأشار إلى أنه نبّهه من أن الهجمات الإلكترونية يجب ألا تطال البنى التحتية الحيوية.

واعتبر أن بوتين أجرى مقارنات "سخيفة" حول حقوق الإنسان إثر قمتهما الثنائية. وشرح أن نظيره الروسي أجرى مقارنة خاطئة بين هجوم "مجرمين" على مبنى الكابيتول، وبين التظاهرات السلمية في روسيا لأناس حرموا من حرية التعبير.

وأكد أنه "لا بديل عن الحوار وجهًا لوجه"، وأنه أبلغ بوتين بأن أجندته "ليست ضد روسيا" لكنها "لصالح الشعب الأميركي".

وأشار إلى أن العواقب "ستكون وخيمة على روسيا" إذا توفي نافالني. وشدد على أن الأفعال التي أقدم عليها الرئيس الروسي "تضعف" وضع بلاده على الساحة العالمية.

وأضاف: "كيف سيكون الحال إذا انخرطنا في الأنشطة التي قام بها؟"، ومضى يقول: "هذا يضعف وضع بلد يحاول باستماتة ضمان الاحتفاظ بوضعه باعتباره قوة عالمية كبرى".

"تراكم الكثير من القضايا"

وتصافح بوتين وبايدن لدى وصولهما قبل دخول القاعة. ورفع بوتين إبهامه في مؤشر على الرضا للصحفيين لدى مغادرته الفيلا، التي أُجريت فيها المحادثات قبل أن يستقل سيارته الليموزين.

وقال بوتين وهو يجلس بجانب بايدن: "سيادة الرئيس أودّ أن أشكرك على مبادرتك باللقاء اليوم.. العلاقات الأميركية الروسية شهدت تراكم الكثير من القضايا التي تتطلب الاجتماع على أعلى المستويات".

وذكر مسؤولون أن الجولة الأولى من المحادثات، التي ضمّت بايدن وبوتين ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، استمرت قرابة ساعتين.

واستؤنفت المحادثات بعد فترة استراحة نحو الساعة الرابعة عصرًا (14:00 بتوقيت غرينتش)، وانضم إليها عدة مسؤولين منهم سفير موسكو لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف، الذي استدعته موسكو في مارس/ آذار.

وانتهت تلك الجولة الساعة 5:05 مساء (15:05 بتوقيت غرينتش).

"راضٍ عن تفسير بايدن"

وتتدهور العلاقات بين موسكو وواشنطن منذ سنوات، لا سيما بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 من أوكرانيا وتدخلت في سوريا عام 2015 واتهامات الولايات المتحدة، التي نفتها موسكو، بالتدخل في انتخابات 2016 التي أتت بدونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وزاد الوضع سوءًا في مارس/ آذار، عندما قال بايدن إنه يعتقد أن بوتين "قاتل"، مما دفع روسيا لاستدعاء السفير أنتونوف من واشنطن للتشاور. واستدعت الولايات المتحدة سفيرها في أبريل/ نيسان.

وأعلن بوتين اليوم أنه راضٍ عن تفسير بايدن للتصريح.

وتضمنت قمة ترمب مع بوتين في هلسنكي اجتماعًا حضره مترجمون فحسب، لكن بوتين وبايدن لم يجريا أي محادثات منفردة.

ورفض ترمب، بينما كان يقف بجوار بوتين في هلسنكي في 2018، أن يلقي عليه مسؤولية التدخل في الانتخابات الأميركية عام 2016، بل وشكك في النتائج التي توصلت إليها وكالات المخابرات الأميركية، الأمر الذي قُوبل بعاصفة من الانتقادات الداخلية.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close