السبت 4 مايو / مايو 2024

تصعيد ميداني متواصل في أفغانستان.. هل تنهار حكومة كابل؟

تصعيد ميداني متواصل في أفغانستان.. هل تنهار حكومة كابل؟

Changed

تُطرَح تساؤلات حول التعقيدات التي يواجهها المسار التفاوضي الأفغاني الأفغاني، فضلًا عن طبيعة التسوية السياسية المحتملة وملامح الدولة الأفغانية المنشودة.

يتواصل التصعيد الميداني في أفغانستان بعد استكمال نصف عملية الانسحاب الأميركي، في وقتٍ يسود القلق البلاد بسبب التطورات الأمنية.

وتعتبر الأمم المتحدة سحب القوات الدولية هزّة للنظام السياسيّ الأفغانيّ في ظلّ تعثّر مسار الحوار الأفغاني الأفغاني واختلاف الاستراتيجيات والسياسات الإقليمية والدولية حول أفغانستان، في حين تنذر تقارير استخباراتية باحتمال انهيار حكومة كابل بعد مرور ستة أشهر على الانسحاب الكامل.

إزاء ذلك، تُطرَح تساؤلات حول التعقيدات التي يواجهها المسار التفاوضي الأفغاني الأفغاني، ودور الوساطات في ظل تنافس غربي وإقليمي حول أفغانستان، فضلًا عن طبيعة التسوية السياسية المحتملة وملامح الدولة الأفغانية المنشودة.

سيناريو العودة إلى "الحرب الأهلية"

في الأيام الأخيرة، لفتت الأنظار زيارة الرئيس الأفغاني أشرف غني إلى الولايات المتحدة، حيث التقى الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أكد له دعم بلاده لأفغانستان ومسارها السياسي.

وجاءت تحركات غني في الوقت الذي يتصاعد فيه القتال بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان التي وجّهت لها القوات الأميركية قبل يومين ضربات جوية شمال البلاد وفق تصريحات لمسؤول أميركي.

فبقدر نسق وتيرة انسحاب القوات الأميركية والأطلسية من أفغانستان منذ مايو/أيار الماضي، تقدّم مقاتلو طالبان على حساب القوات الحكومية وسيطروا على مناطق واسعة من البلاد.

وأثارت هذه التطورات الميدانية القلق داخل أفغانستان وخارجها بشأن مصير البلاد بعد اكتمال الانسحاب العسكري بحلول سبتمبر/أيلول المقبل، حيث بات سيناريو العودة إلى مربع الحرب الأهلية شبه مؤكد، خصوصًا مع ظهور مجموعات مسلحة تقاتل ضدّ حركة طالبان، وتقول إنها تساند القوات الحكومية.

طرف جديد على خط المحادثات الأفغانية الأفغانية

على جبهة المفاوضات، استؤنِفت بداية الشهر الجاري محادثات السلام بين الفرقاء الأفغان في العاصمة القطرية الدوحة، لكن يبدو أنّ طريقها بقي مسدودًا بسبب خلافات بشأن النظام السياسي الذي سيحكم أفغانستان بعد الانسحاب العسكري الأجنبي.

وقد دفع هذا الأمر بالدوحة إلى تقديم مقترح رسمي للفرقاء الأفغان بالموافقة على وساطة طرف ثالث بهدف التوصل إلى ترتيب مناسب لتقاسم السلطة في البلاد. إلا أنّ دخول طرف جديد على خط المحادثات الأفغانية الأفغانية الذي سبق وسعَت إليه دول أخرى مثل تركيا وروسيا وباكستان لم يُطمئِن الفرقاء وينل ثقتهم للقيام بدورهم الدبلوماسيّ.

وفي النتيجة، ما زال مشهد ضبابي يحوم حول مستقبل أفغانستان السياسي يطوّقه صوت الرصاص على الأرض ويشنّجه التعنّت خلال الجلوس إلى طاولة المحادثات التي يعوّل عليها المجتمع الدولي لإيجاد تسوية سياسية آمنة لأفغانستان والمنطقة.

الولايات المتحدة تقف مع "التغيير" في أفغانستان

يرى مدير مركز تسوية النزاعات في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات سلطان بركات أنّ عملية الانسحاب الأميركي قد أنجِزت بنسبة تفوق النصف، وكل ما تبقى مجموعة بسيطة من الجنود الأميركيين وجنود الناتو.

ويشير بركات، في حديث إلى "العربي"، من مدريد، إلى أنّ التغيير الأساسي على أرض الواقع هو من ناحية دور الولايات المتحدة التي ما زالت داعمة لأفغانستان لكن ليس بالضرورة داعمة للحكومة الحالية بشكل خاص.

ويوضح أنّ الرسالة التي تمّ إرسالها من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الرئيس الأفغاني أعطت انطباعًا واضحًا أنّ الولايات المتحدة تقف مع التغيير في أفغانستان ومع حكومة مشتركة ما بين طالبان والتحالف الجمهوري الموجود حاليًا، معتبرًا أنّ "هذا ربما أهم تغيير ملموس حصل خلال الأسابيع القليلة الماضية".

ويرى أنّ وضوح هذه الفكرة وبدء الانسحاب أعطى ما يشبه الضوء الأخضر لطالبان لتتقدم في بعض المواقع وهي فعلاً تقدّمت، لكنه لا يرى أنّ هذا التقدم كان "استراتيجيًا، بحيث يؤثر على الموازين القوى ما بين الطرفين".

تصاعد في مستوى العنف والحرب

من جهته، يلفت أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأميركية في أفغانستان عمر شريفي إلى أنّ طالبان أطلقت عمليات شاملة في شتى أنحاء البلاد وتمكنت من الاستيلاء على بعض المناطق وشكلت تهديدًا لسكان تلك المناطق.

ويلاحظ شريفي، في حديث إلى "العربي"، من كابُل، حصول تصاعد في مستوى العنف والحرب في الآونة الأخيرة في أفغانستان، إلا أنّه يسجّل مفارقة أخرى تتمثل في "الانتفاضة العفوية" لسكان المناطق ضدّ تقدّم حركة طالبان واستيلائها عليها.

وإذ يشدّد على أنّ تقدم حركة طالبان غير استراتيجي، يرى أنّ ردة فعل الحكومة الأفغانية كانت دون المستوى المطلوب. ويتوقع أن يستمرّ العنف على وتيرته الحالية المتصاعدة في المرحلة المقبلة.

بين ترمب وبايدن.. فارق جوهري

أما خبير الأمن والاستراتيجية العسكرية في مؤسسة ويكيسترات ريتشارد ويتز فيرى أنّ التغيّر الرئيس الذي حدث في هذه الفترة يتمثّل بتغير الرئيس في الولايات المتحدة، وبالتالي حصول تعديل في الاستراتيجيات.

ويوضح ويتز، في حديث إلى "العربي"، من فرجينيا، أنّ أي تغيير موضوعي لم يحدث على أرض المعارك، لكن الرئيس الأميركي جو بايدن كان قد تعهّد بسحب الجنود الأميركيين من الصراع بصورة عامة.

ويلفت إلى أنّ الرئيس السابق دونالد ترمب حاول أن يسحب القوات إلا أنّ حلفاء أميركا أقنعوه بعدم القيام بذلك، في حين أنّ بايدن نظرًا لما كان يؤمن به منذ كان نائبًا للرئيس أوباما قرّر سحب كافة القوات الأميركية.

ويكشف أنّ واشنطن وافقت على تقديم دعم غير عسكري للحكومة الأفغانية، مشدّدًا عل أنّ الفارق الرئيسي يتمثل حصرًا في اختلاف الآراء بين الرؤساء.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close